العثور على 17 جثة لعراقيين كتب على بعضها "ممنوع دخول بغداد"

16 مايو 2017
تكتم الأمن والحكومة على الضحايا (صباح ارار/ فرانس برس)
+ الخط -




شهدت العاصمة العراقية بغداد في الـ48 ساعة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الجثث التي تم العثور عليها داخل شوارع وأزقة العاصمة أو في مكبات النفايات والساحات العامة، غالبيتهم قتلوا لأسباب طائفية، وتتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، وسط اتهامات مباشرة لفصائل معينة داخل مليشيات "الحشد الشعبي" باختطاف الضحايا عبر عمليات الدهم للمنازل أو حواجز التفتيش الوهمية.

وقال مسؤول في جهاز الشرطة في العاصمة بغداد لـ"العربي الجديد" إن 17 جثة عثر عليها في بغداد في أقل من 48 ساعة الماضية بمناطق الشعلة والكاظمية والصدر وبغداد الجديدة وحي أور، مبيناً أن غالبية الضحايا سجل اختطافهم على يد مجموعات مسلحة ترتدي زي قوات الأمن.

وأكد أن الضحايا يشتركون في ما بينهم رغم اختلاف مناطق قتلهم ببغداد أنهم من طائفة واحدة، مضيفاً "عثر على أربع منها قرب سياج مدرسة الإدريسي بمنطقة السيدية ببغداد وجد مكتوب بأوراق ثبتت على جثثهم عبارة (ممنوع دخول بغداد)".

وتابع: "دائرة الطب العدلي ومستشفى اليرموك تغص بالجثث المجهولة الآن وسط تكتم حكومي وأمني واضح ولو كان الحادث إرهابياً لأعلنت الحكومة، لكن الجاني هم المليشيات كما تأكد لنا".

من جانبه، قال عضو البرلمان العراقي، عبد الكريم عبطان، بحديث لـ"العربي الجديد" إن حالات الخطف ثم القتل في مناطق مهمة ببغداد مثل أحياء السيدية والدورة والجهاد وحزام بغداد وغيرها باتت من غير المقدور السكوت عنها.

وأضاف "تأتينا الشكاوى يومياً أو شبه يومي بهذا الاتجاه، والذي حصل يوم أمس في قضية السيدية خير دليل على وجود هذه العمليات، حيث دخلت سيارات الى منطقة السيدية وقاموا برمي جثث مجهولة الهوية، والقوة الماسكة للأرض لا تعرف من هم الذين رموا الجثث ولا تعرف شيئاً عن هذه القضية".

وقال إن "القضية خطيرة ومساس بصميم عمل الأجهزة الأمنية والقوة التي تمسك بالأرض وخاصة الاستخبارات والأمن الوطني لديها كاميرات مراقبة بكل مكان رغم ذلك تنفي علمها".

وتساءل: "أنا مثلاً نائب بالبرلمان وعندما أدخل منطقتي بعضهم يعرفني وبعضهم الآخر لا يعرفني وأحيانا يسألونني إلى أين ذاهب؟ ومن أين أتيت؟ وسياراتي معروفة وأنا من ضمن سكنة المنطقة، فكيف يمكن ألا يعرفوا من يقتل ويخطف الناس؟"

وتابع "نحن لا نعرف من يقتل ويرمي الجثث، لكن يوجد ظلم كبير لأهل السنة في مناطق حزام بغداد والمناطق السنية، هذا واضح لأن أكثر الناس الذين قتلوا هم من الطائفة السنية رغم أني أتكلم من الجانب الوطني لكن الحقيقة واضحة".

مصادر في دائرة الطب العدلي ببغداد أكدت لـ"العربي الجديد" أن من بين الضحايا الذين عثر عليهم كجثث هامدة شقيقين تم اختطافهما من منزلهما ويعملان في بيع الأجهزة الإلكترونية بإحدى ضواحي بغداد الجنوبية من قبل قوة ترتدي ملابس الجيش العراقي.

وتأتي ظاهرة الجثث المجهولة في بغداد مكملة لمسلسل تردي الواقع الأمني داخل المدن التي تسيطر عليها الحكومة العراقية بدأ من عمليات الخطف والسطو المسلح والسرقة وانتشار المخدرات وشبكات الجريمة المنظمة.