وبحسب وزارة الداخلية، ستبدأ عملية فحص طلبات المسجلين يوم غد الأحد لتعلن لجنة صيانة الدستور عن الأسماء ذات الأهلية لخوض الاستحقاق بتاريخ 26 و27 أبريل/ نيسان الجاري.
وشهد اليوم الأخير من عملية التسجيل خطوة مفاجئة، إذ تقدّم نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري بترشحه رسمياً، وكان المسؤولون في حكومة الرئيس حسن روحاني قد أعلنوا، في وقت سابق، أنه لن يتقدّم أي من أفرادها للانتخابات.
وأكد جهانغيري، في تصريحات صحافية، أن "أعضاء التيار الإصلاحي أصرّوا عليه ليتقدم بترشحه"، قائلاً إنه "كان ينوي الترشح خلال الانتخابات الفائتة، لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة".
وقال جهانغيري إنه والرئيس روحاني سيكونان إلى جانب بعضهما البعض خلال الانتخابات، مؤكداً أنه سيدافع عن كل السياسات الحكومية الراهنة، وهو ما يعني أنه قد ينسحب لصالح دعم روحاني في مراحل متقدمة من الاستحقاق.
وفي هذا الصدد، أفادت وكالة "تسنيم"، نقلاً عن مصدر حكومي وصفته بالمطلع، بأن أفراداً من التيار الإصلاحي عقدوا اجتماعاً مع الرئيس روحاني اليوم، فعرضوا عليه خمسة أسماء من بينها اسما جهانغيري ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، مؤكدين له ضرورة ترشيح اسم آخر إلى جانبه، تخوّفاً من تقدّم مرشحي المحافظين على روحاني نفسه.
وفي الساعات الأخيرة لعملية تسجيل المرشحين في يومها الأخير، وصل عمدة طهران المحافظ محمد باقر قاليباف إلى مقر وزارة الداخلية في طهران، وقدّم أوراق ترشحه رسمياً، وكان قد خاض السباق الرئاسي ثلاث مرات، ووصل إلى مراحله النهائية.
ويعد قاليباف أحد الأسماء الخمسة التي اختارتها "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية"، "جمنا"، والتي وحّدت معظم جبهات التيار المحافظ تحت لوائها، وحل قاليباف في المرتبة الرابعة بين هذه الأسماء، وفق عملية اقتراع داخلي لأعضاء الجبهة، وسبقه على المرتبة الثالثة المحافظ الشاب مهرداد بذرباش، والذي كان مستشاراً للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
وكان بذرباش آخر الواصلين لمقر وزارة الداخلية اليوم، لتعلن بعض المواقع الإيرانية بداية أنه تأخّر عن الموعد المحدد، ما يعني عدم قبول طلبه الترشح، لكنه أعلن في تصريحات صحافية عن قراره الانسحاب لصالح دعم مرشحي "جمنا" الآخرين، مركزاً في تصريحاته على الوضع الاقتصادي المتراجع في البلاد، ومشيراً إلى ضرورة اختيار رئيس قادر على حل هذه المشكلات التي لم تستطع الحكومة الحالية إزالتها.
كذلك سجّل وزير التربية السابق حميد رضا حاجي بابايي اسمه اليوم، وهو المرشح الذي حصل على المرتبة الخامسة، ليمثل "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية" في صراعها مع روحاني، ومن المفترض أن ينسحب هؤلاء المرشحون لصالح واحد منهم، هو الذي سيصل إلى مراحل متقدّمة من الانتخابات.
وكان سادن العتبة الرضوية، والمدعي العام السابق إبراهيم رئيسي الذي رشحته هذه الجبهة كأول أسمائها، قد تقدّم بأوراقه يوم الجمعة، ويتوقع كثر أن يكون المنافس الأشرس أمام روحاني. كذلك سجّل النائب المحافظ السابق علي رضا زاكاني ترشيحه، وهو الحاصل على المرتبة الثانية بعد رئيسي.
ترشّح جهانغيري وانسحاب بذرباش لم يكونا آخر المفاجآت التي شهدها اليوم الأخير، فقد أعلن الأمين السابق لمجلس الأمن القومي والمفاوض النووي المتشدد سعيد جليلي عدم نيته الترشح، بعد أن كان يجهّز نفسه لخوض الانتخابات منذ أشهر، وذكرت بعض المصادر أن السبب يعود إلى تخوّفه من توزّع الأصوات بينه وبين بقية المحافظين، كونه رفض أن يكون ضمن مرشحي "جمنا".
وفضلاً عن ذلك، أعلن محمد هاشمي، الشقيق الأكبر للرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني عن ترشحه، مؤكداً أنه تشاور وعائلته حول الأمر، وأن شخصيات سياسية معروفة شجّعته على الإقدام على هذه الخطوة.
على الضفة الإصلاحية، وبعد أن أعلن رئيس مجلس السياسات العليا للإصلاحيين والنائب محمد رضا عارف عن دعم هؤلاء لروحاني، وعدم رغبتهم في خوض المنافسة بمرشح يمثّل تيارهم، تقدّم أمين حزب مردم سالاري الإصلاحي مصطفى كواكبيان، وأمين الحزب الشعبي للإصلاح محمد زارع فومني بترشحهما الجمعة، فيما سجّل عضو مجلس السياسات العليا للإصلاحيين محسن رهامي ترشحه اليوم السبت، وهو ما ينبئ بوجود خلافات بين الإصلاحيين أنفسهم، فضلاً عن تخوّفهم من تراجع روحاني المعتدل أمام مرشحي المحافظين.