16 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال 2016

03 يناير 2017
الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة (مناحيم كهانة/ فرانس برس)
+ الخط -

أكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم الثلاثاء، أنها "رصدت خلال العام 2016، اقتحام ما يقارب 16 ألف مستوطن للمسجد الأقصى المبارك، وإبعاد أكثر من 200 شخص عن الأقصى لفترات متفاوتة، بين أيام، وأشهر".

ووفق تقرير سنوي للهيئة رصدت فيه الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، وضواحيها لعام 2016، فإن الاحتلال مدد فترة الاقتحامات الصباحية، إضافة إلى تنفيذ اعتقالات، وإبعادات عن المسجد الأقصى، واقتحام المسجد والاعتداء على المصلين لتأمين هذه الاقتحامات، حيث تم تسجيل اقتحام ما يقارب الـ16 ألف متطرف خلال العام عبر باب المغاربة بشكل شبه يومي، تحت غطاء "السياحة الخارجية".

وتمت تلك الاقتحامات على فترتين صباحية، وبعد صلاة الظهر لأداء الطقوس التلمودية، خلال جولتهم في باحاته لاستفزاز المصلين، وذلك بمساندة وحراسة القوات الخاصة، وكان من بين المقتحمين الحاخام يهودا غليك. وفرضت شرطة الاحتلال إدخال مركبة كهربائية تابعة لها إلى المسجد الأقصى.

وفي سياق التضييق على المقدسيين، تم إبعاد 280 فلسطينياً عن المسجد الأقصى، ومدينة القدس لفترات متفاوتة، تراوحت من 3 أيام حتى 6 أشهر، وبعضها قابل للتجديد، ومن بين المبعدين سيدات، وقاصرون، ومسنون.

كما أغلقت طواقم بلدية الاحتلال مبنى "خدمات صحية"، يضم 80 وحدة صحية (مراحيض وأماكن وضوء) عند باب الغوانمة، بحجة وجود آثار داخل المبنى.

وأوضح التقرير، أن اعتداءات المستوطنين تواصلت على المقدسات المسيحية، ففي مطلع العام قام المستوطنون بخط شعارات عنصرية ضد المسيحيين على جدران كنيسة رقاد العذراء البندكتانية الألمانية، وعلى جدران معهد "الكهنوت التابع للبطريركية الأرثوذكسية" في جبل صهيون بالقدس القديمة.

من جهة ثانية، فقد واصلت سلطات الاحتلال عمليات الإعدام الميدانية؛ بحجة محاولة تنفيذ عملية "طعن"، أو "إطلاق نار"، وجاء استخدام السلاح لقتل الفلسطينيين كخيار أول لجنود الاحتلال، حيث استشهد خلال عام 2016 (13 شهيداً مقدسياً)، معظمهم فتية، فيما تم اعتقال ما يزيد عن 2030 شخصاً من مدينة القدس المحتلة، من بينهم مصابون تم إطلاق الرصاص عليهم خلال اعتقالهم، ومن بين المعتقلين 57 طفلاً أقل من 12 عاماً و13 فتاة.

وذكرت الهيئة أن الجمعيات الاستيطانية استولت بقرارات من محاكم الاحتلال خلال العام الماضي على أراض ومنازل وعقارات، إضافة لإصدار قرار يقضي بإيقاف إخلاء عائلة غيث– صب لبن من منزلها الكائن في حي عقبة الخالدية بالقدس القديمة بشكل جزئي، بحيث يتم إبقاء العائلة في المنزل لمدة 10 سنوات، بصفتها (مستأجر محمي)، ويتم إخلاء العائلة بعدها، وتسليم المنزل للجمعيات الاستيطانية.

كما سلمت سلطات الاحتلال 71 عائلة من أهالي حي بطن الهوى إخطارات هدم، ببلاغات قضائية من قبل جمعية "عطيرت كوهنيم"، للمطالبة بالأرض المقامة عليها منازلهم السكنية، بحجة ملكية الأرض ليهود من اليمن منذ عام 1881، فيما أصدرت سلطات الاحتلال ترخيصاً لإقامة مبنى سكني جديد من ثلاثة طوابق للمستوطنين وسط سلوان جنوب الأقصى في سابقة خطيرة.

وبقرار من بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعة" تم تعليق لافتات في مقبرة باب الرحمة، تقضي بمنع الدفن بأجزاء منها؛ بحجة أنها "حديقة وطنية حول أسوار القدس"، كما افتتح الاحتلال نفقاً استيطانياً جديداً في حي وادي حلوة بسلوان، واتسعت التشققات والانهيارات الأرضية في منشآت، وشوارع حي وادي حلوة في بلدة سلوان. وظهرت تشققات في منشآت أخرى، بسبب تكثيف سلطات الاحتلال عمليات حفر الأنفاق أسفل الحي، واضطرت عائلة لإخلاء منزلها في البلدة، بسبب التشققات الواسعة.



أما في ما يخص عمليات هدم المباني والمنشآت السكنية والتجارية والزراعية، سجل هدم 160 منشأة بحجة البناء دون ترخيص، منها 35 منشأة هدمت بيد أصحابها، و7 منشآت هدمت، أو أغلقت كإجراءات عقابية ضد أهالي الشهداء، والأسرى في مدينة القدس.



من جهتها، ذكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن "الاحتلال الإسرائيلي اعتدى وانتهك المسجدين الأقصى والإبراهيمي، واعتدى على دور العبادة سواء المساجد أو اقتحامه للمقامات والمقابر، والإبعادات عن المسجد الأقصى أكثر من 1200 اعتداء وانتهاكاً".

وأوضحت الأوقاف الفلسطينية أن الاحتلال مارس خلال العام الماضي، شتى أنواع السياسات التعسفية بحق دور العبادة والمقدسات والمقامات وبحق المواطنين الفلسطينيين، والأراضي الوقفية.

وأكدت أن تلك الاعتداءات زادت حدتها عقب صدور قرار منظمة اليونسكو الذي أكد أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين، بما فيه حائط وساحة البراق هي أرض إسلامية لا شأن لليهود فيها. وواصل الاحتلال نهجه القديم بمحاولته لمنع الأذان من مساجد القدس، في خطوة لإسكات صوت الحق كما يحاول إسكات الصوت الذي ينادي بإسلامية وعروبة القدس.

ولفتت إلى أن الاحتلال واصل عربدته ونهجه الإحلالي بهدم العديد من بيوت المقدسيين وممتلكاتهم، ومضايقته لهم، مواصلاً تلك السياسة بحفريات أسفل ومحيط المسجد الأقصى وتدخله بشؤون المصلين والمرابطين من إبعاد واعتقال، ومنعه لأعمال الترميم، وحصار الأقصى بالجنود وكاميرات المراقبة.

وأضافت أنه يسعى لبناء العديد من الكنس التي تحيط بالأقصى، ومصادرته للأراضي تارة تحت مسمى حدائق عامة ومتنزهات، وأماكن ترفيهية ومواقف سيارات لرسم الصورة التهودية الكاملة للقدس، ورصده لميزانيات كبيرة لتنفيذ مشاريع بناء حول المسجد الأقصى في منطقة البراق، وغيرها واستكمال الحفريات والأنفاق، إضافة إلى تنفيذ فعاليات ونشاطات ثقافية تصب في مشروع التهويد، والاستهداف لـ"باب الجديد" في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، تحت مزاعم "تطوير وتحسين المنطقة، وواصل الاحتلال تعديه على مقبرة مأمن الله ومقبرة الرحمة".

وشهد هذا العام ازدياداً في أعداد المقتحمين من مختلف الفئات إضافة إلى دخول (الحريديم) إلى قائمة المعتدين والمنتهكين، والسماح لغلاة المستوطنين بممارسة شعائرهم، إضافة إلى النشاط الملحوظ من منظمات ما تسمى لأجل الهيكل التي تدعو جهاراً لاقتحامات واسعة وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل.

وشهد المسجد الإبراهيمي جملة من العربدات الإسرائيلية بمواصلتها سياسة التفتيش المذل والحصار، ومنع رفع الأذان الذي تجاوز هذا العام 644 وقتاً، وقيامه باستحداثات وإضافات لغرف ومداخل إلكترونية ومسارات تفتيشية، وإغلاقه كاملاً خلال العام لمدة عشرة أيام، وحفريات في السرداب من المنطقة الجنوبية المؤدية إلى الغار الشريف في المسجد الإبراهيمي، في ما رصدت الوزارة جملة من الاعتداءات على بعض المساجد والمقامات الدينية والمقابر والأراضي والأماكن الوقفية.