واستخدمت بالمعرض أحدث تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد، فضلا عن تكنولوجيا الواقع المعزز التي تمكن الزوار من التفاعل مع المواقع الأثرية المختلفة، وذلك للتوعية بأهمية الحفاظ عليها باعتبارها موروثا ثقافيا مشتركا لكل الإنسانية.
وقالت مديرة مكتب "يونسكو" في الدوحة، الدكتورة آنا باوليني، في كلمة بالمؤتمر "إن توثيق الموروث الثقافي عنصر مهم من عناصر إحياء وحفظ المواقع الأثرية، لافتة إلى أن العرض باستخدام تقنيات العروض ثلاثية الأبعاد يساعد على إعادة اكتشاف الشكل الأصلي للمواقع الأثرية ورؤيتها في صورة حية خلال الحقب الزمنية المتفاوتة".
وشددت باوليني على أن المواقع الخمسة عشر التي يتم عرضها، لها قيمة كونية وعالمية، مؤكدة على أن الحفاظ عليها مسؤولية الدول والإنسانية جمعاء.
بدوره، اعتبر سفير إيطاليا لدى قطر، باسكوالي سالزانو في كلمة له في المؤتمر، أن إقامة هذا المعرض في الدوحة، ستسهم في نشر الوعي حول الموروث الثقافي والأثري في دول حوض البحر الأبيض المتوسط والخليج، والتعريف بالتقنيات التي من شأنها أن تسهم في الحفاظ عليه واستحضاره للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن إيطاليا وقطر تتفقان على أن الثقافة والمعرفة ملك وحق للجميع ولا يقتصران على فئة بعينها أو مجموعة دون الأخرى، وهو الأمر الذي يعكسه عدد الدول الممثلة في المعرض.
من جهته، قال مدير متاحف مشيرب، حافظ علي، "إن الشراكات مع المنظمات الدولية خاصة تلك التي تتفق مع رؤيتنا من الأمور التي نسعى إلى تحقيقها دائما في متاحف مشيرب. لذلك فإن العمل مع السفارة الإيطالية في قطر هو بمثابة فرصة أخرى نستطيع أن نستخدمها لإثراء الحوار ما بين الثقافات وللتأكيد على مبادئ التسامح والتفاهم وتقبل الآخر، كما تسعى متاحف مشيرب إلى تقديم ومواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في عرض التاريخ المجتمعي للأجيال الجديدة بمشاركة المنظمات الدولية الراسخة".
ويقول محمد يوسف من معارض متاحف مشيرب، لـ"العربي الجديد": "يوفر المعرض مجموعة من المعروضات التثقيفية والتعليمية من خلال تقنيتي barcodes والواقع المعزز، بحيث يستطيع الزوار استخدام هواتفهم الذكية لمشاهدة نماذج المواقع الأثرية بالعرض ثلاثي الأبعاد، واستحضار كل بياناتها والمعلومات المتاحة عنهم".
ويغطي المعرض عدداً من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بدءا من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وتركيا، وحتى سورية ولبنان وفلسطين والأردن ومصر ودول الخليج العربي مع التركيز على قطر. ومن بين المواقع الأثرية في المعرض كل من حصن الزبارة في قطر إلى جانب آيا صوفيا في تركيا، وقلعة الحصن في سورية، وقصر الجم في تونس، وقلعة البحرين في البحرين، والعين في الإمارات، ويستمر المعرض أربعة أسابيع، وفقا ليوسف.
وعقدت على هامش المعرض، ندوة نقاشية بعنوان "إحياء مواقع التراث القديم من خلال الواقع الافتراضي"، أدارتها ممثلة "يونسكو" بالدوحة، آنا باوليني، بمشاركة مؤسس شركة Altair4، ألساندرو فورلان، والقائم بأعمال رئيس قسم التراث الثقافي في متاحف قطر، توماس ليستن، والأستاذ المساعد في العمارة والتصميم العمراني في كلية الهندسة بجامعة قطر، رافايللو فورلان.
يشار إلى أن "متاحف مشيرب"، افتتحت في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وتتألف من أربعة بيوت تراثية قديمة أُعيد ترميمها، لتشكل وجهة ثقافية تعكس جوانب مهمة من التاريخ القطري وتستعيد ذكريات الدوحة القديمة، وهي: بيت "محمد بن جاسم" وبيت "الشركة" وبيت "بن جلمود" وبيت "الرضواني".