يستضيف أرسنال على استاد الإمارات، اليوم الأحد، نظيره تشيلسي، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، والذي يحتل الأخير صدارته، فيما يحاول الجنيرز الاقتراب منه أو البقاء في وصافة الترتيب.
تاريخ مواجهات الفريقين يبدو قاتماً للمدرب الفرنسي أرسين فينجر عندما يلتقي خصمه اللدود جوزيه مورينيو، فمدرب المدافع اللندنية لم يحقق الفوز على نظيره المدير الفني للبولز في 12 مناسبة سابقة. وسنستعرض في هذا التقرير تاريخ مواجهات المدربين في مختلف المسابقات الماضية.
بداية الأزمة والصراع:
في موسم 2004 التقى الفريقان في الدوري الإنجليزي، وانتهى اللقاء حينها بنتيجة التعادل الإيجابي 2-2، وشهدت تلك المباراة جدلاً واسعاً، على إثر تسجيل تيري هنري هدفاً أثار حفيظة وغيظ مورينيو، رغم عدم خسارته المباراة، فبينما كان بيتر تشيك حارس المرمى ينظم لاعبيه للوقوف بالسد، تمهيداً للضربة الحرة المباشرة، قام الغزال الفرنسي بتسديد الكرة فجأة لتسكن شباك الحارس التشيكي.
هذه اللقطة أشعلت نار المواجهة بين المدربين، وكانت الشعلة الأولى للخصام بينهما، فقال فينجر آنذاك، إن كل شخص لديه رأيه، لكن القرار في النهاية للحكم وهذا الأهم. هذا الكلام استفز المدرب المتوج مع بورتو بدوري الأبطال في الموسم الذي سبقه، فقال بغضب شديد: "غير سعيد.. هي كلمة لا يمكن أن تصف ما يخلتجني الآن، وما أشعر به في قلبي، لا أريد أن أتكلم، وبعدها أذهب لدفع الأموال للاتحاد الإنجليزي، الأفضل أن أنفقها على شراء هدايا عيد الميلاد".
تشيلسي يتجه للتويج باللقب:
كان موسم 2005 سعيداً لتشيلسي فقد كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الذي غاب عن خزائن النادي لخمسين عاماً، ودخل البلوز المباراة ضد أرسنال، ولم ينجح أي طرف منهما في التسجيل، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي، لكن نتيجة صفر-صفر، كانت جيدة لمورينيو، الذي حافظ رفقة فريقه على نظافة شباكه للمرة الثالثة والعشرين في ذلك الموسم، ليصبح بعيداً عن أقرب منافسيه بفارق 11 نقطة قبل 5 جولات على النهاية.
ولم يذهب وقتها مورينيو إلى المؤتمر الصحافي، فأرسل مساعده ستيف كلارك بدلاً منه، هذا الأمر جعل فينجر يصل لحالة من الغضب فصرح آنذاك: "لا يمكن أن يصبحوا أبطالاً، فليضع أحدهم قنبلة لهم، يجب أن يتعرضوا لحادث لا أن يتوجوا".
الكرات الطويلة السلاح الأول:
لم يكن صيف 2005 هادئاً، فقد التقى طرفا مدينة لندن في كأس الدرع الخيرية، وتفوق حينها البلوز بهدفي الإيفواري ديدييه دروجبا مقابل هدف وحيد لسيسك فابريجاس، وكان حينها الصراع محتدما بسبب الحديث عن صفقة الظهير الأيسر أشلي كول، والذي لعب أولاً في صفوف المدافع ومن ثم انتقل إلى البلوز. واعتمد حينها تشيلسي على لعبة الكرات الطويلة، وإيصالها إلى دروجبا الذي أهدى مدربه الفوز الأول من سبعة انتصارات تاريخية.
وقال حينها فينجر: "تشيلسي كان خطيراً بالكرات الطويلة، لقد كانت لعبتهم مباشرة بينما حاولنا فرض أسلوبنا كالعادة، أنا لست هنا لانتقاد المباراة، هم لعبوا بطريقتهم وكذلك نحن، لكنني شعرت فقط بأن دروجبا أعطانا لحظات صعبة في الكرات الطويلة، ولكن هذا لا يعد عنصرياً". بالمقابل كان تصريح جوزيه مختلفاً، فأبدى سعادته بالأداء وبطريقة فريقه، قائلاً إن النادي يسير في الطريق الصحيح.
في الذكرى الـ500 هزم فينجر:
بدأ الموسم سريعاً في عام 2005، واستضاف حينها تشيلسي نظيره أرسنال على ملعب الستامفورد بريدج، لكن دروجبا عاد وسجل هدف المباراة الوحيد ليهدي فريقه الفوز الأول على أرسنال بعد عشر سنين، والأصعب أن تلك المباراة كانت الـ500 لفينجر له مع الجنيرز، لكن الحظ كان إلى جانب الإيفواري بعد أن اصطدمت الكرة بركبته وتحولت بعد ذلك في الشباك.
وخرج مورينيو حينها للقول: "لا أريد القول إننا كنا نستحق الفوز، لأن الهدف كان مجرد صدفة، لقد رأيت فريقين متعادلين بالأداء، وبالتنظيم". أما فينجر فقد لام الحظ العاثر، لأن فريقه حاول بناء اللعب لكن تشيلسي انتصر بالمباراة.
أنت أسوأ من توتنهام:
ارتدى في 18 ديسمبر من موسم 2015، نادي أرسنال قميصاً غير مألوف عن ألوانه المعتادة، وتلقى معه خسارته الثالثة على التوالي في أمر لم يحدث أبداً في العقد الأخير، وانتصر حينها تشيلسي بهدفي أريين روبن وجو كول، ووضع هذا الفوز البلوز في صدارة الترتيب بفارق تسع نقاط عن أقرب منافسيه، لتبدأ أحلام أرسنال بالتبخر قبل أسبوع واحد من أعياد الميلاد، وغنت حينها جماهير البلوز "أنت حتى أسوأ من توتنهام". واتهم فينجر حينها خصمه اللدود جوزيه "باللص"، وقال: لقد كان على الحكم توجيه البطاقة الحمراء لمايكل إيسيان، هو لم يلعب على الكرة، بل قام بتوجيه ضربة مرفق إلى لورين".
أما مورينيو فقد علق على الموضوع قائلا: "أعتقد أن أيسيان يستحق أن يكون لاعباً كبيراً، كونوا حذرين من ردة فعل الفرق الأخرى وطريقة معاملتهم له، فهذا الأمر يعتبر نقطة سلبية بالنسبة لي".
لامبارد والدقيقة القاتلة:
انتهى اللقاء الأول لأشلي كول في 10 ديسمبر 2006 مع فريقه الجديد تشلسي ضد ناديه القديم أرسنال بالتعادل السلبي، هذا حصل يوم تقدم الفرنسي ماتيوس فلاميني لصالح الجنبيز في الدقيقة 78، لكن فرحة فينجر لم تدم طويلاً، فقد كان فرانك لامبارد يومها في الموعد، وأعاد فريقه إلى المباراة بتسجيله هدف التعادل، ليبقى تشيلسي خلف مانشستر يونايتد بفارق ثماني نقاط.
وخرج مورينيو للقول: "أنا أتقبل نقطة التعادل، لكنها كانت مفاجئة لي، لأن فريقاً أتى إلى هنا من أجل التعادل وهو يبعد 15 نقطة عن الأول، كأنه يردد نحن لا نريد الفوز بالدوري".
بدوره رد فينجر: "لقد حاولنا الفوز بالمباراة وكنا قريبين من ذلك، وكنت أعرف أن الأمتار الأخيرة من اللقاء ستكون صعبة جداً على المستوى البدني، وبالتأكيد عندما تكون قريباً من الفوز لن تتمنى خسارته".
نهائي كأس الرابطة وتشلسي البطل:
سجل حينها دروجبا هدفي الفوز، في اللقاء الذي انتهى بنتيجة 2-1 لصالح تشيلسي، ووجه آنذاك حكم اللقاء ثلاث بطاقات حمراء بسبب التدخلات العنيفة، ونقل جون تيري إلى المستشفى بعد أن ركله أبو ديابي في وجهه.
وكان مورينيو حينها سعيداً جداً وقال: "كلمة مميزة لهم، لقد لعبوا بشكل جيد، لديهم مدرب كبير ولاعبون عظماء، لكن كرة القدم مبنية على الفوز، وفي النهاية ذهب الكأس لنا".
بدوره صرح فينجر: "لقد كانت مباراة جيدة والأمور تغيرت في دقيقة، لم نكن نمتنى هذا السيناريو، لكننا فقدنا حسن التصرف في لحظات".
ابقوا مرفوعي الرؤوس:
الفوز كان بعيداً عن أرسنال يومها، في لقاء الدوري الإنجليزي موسم 2007، لكن أرسنال خالجه بعض الفرح، لأن تعادله قدم خدمة لمانشستر يونايتد المتصدر آنذاك. وتلقى حينها خالد بولحروز بطاقة حمراء على إثر تدخله ضد جوليو بابتيستا وجيلبرتو سليفا فاستفاد أرسنال من ركلة الجزاء التي منحت له وسجل هدف التقدم، وأكمل البلوز اللقاء بـ10 لاعبين، لكن إيسيان لم يجعل مدربه يخسر معركة واحدة أمام المدرب الفرنسي، فعدل الكفة لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1.
وعلق حينها فينجر بالقول: "الطرد حوّل الأمور إلى الاسوأ وليس إلى الأفضل، كنت أفضل أن يواجه فريقي الخصم تسعين دقيقة وهم مكتملو الصفوف".
أما مورينيو فقد عبر عن مدى فخره بفريقه أكثر من الفترة التي حقق فيها تشلسي اللقب.
لقد عاد ثانية:
عاد السبشيل وان إلى الدوري الإنجيليزي في موسم 2013، بعد تجربتين في إيطاليا وإسبانيا، ورجع مورينيو وانتصر على فينجر في استاد الإمارات، بهدفين من توقيع الإسبانيين سيزار أسبيلكويتا وخوان ماتا، وقبل أن يحتفل مورينيو بالفوز، أخذ قميص مسعود أوزيل لاعبه السابق في ريال مدريد.
وقال حينها المدرب الفرنسي: "في المباريات الكبيرة عليك مواجهة صعاب مختلفة، خاصة عندما تواجه فريقاً قوياً من الناحية الدفاعية وخطيراً في الهجمات المرتدة".
أما مورينيو فقد أرسل مساعده ستيف كلارك لمواجهة الصحافة.
مملٌ أنت يا تشيلسي:
هكذا غنت جماهير أرسنال في اللقاء الذي جمع الفريقين، في موسم 2013 في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن انتهت المباراة بالتعادل السلبي صفر-صفر.
وخرج حينها فينجر للقول: "في المجمل كانوا سعداء بنقطة التعادل، لكننا لم نكن كذلك، ولم نستغل الفرص التي سنحت لنا".
أما جوزيه فرد بالقول: "أعتقد أن الفريق الممل هو الذي يلعب على أرضه ولا يستطيع تسجيل الأهداف".
ليلة السقوط بالستة:
لقد كانت ليلة 22 مارس من موسم 2014 ظلماء وكارثية على أرسين فينجر، فقد تلقى هزيمة نكراء من تشلسي وخصمه مورينيو، في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، وجاء النصر حينها بسداسية نظيفة، لخصت حالة تفوق البرتغالي على نظيره الفرنسي.
وخرج حينها مورينيو بتصريح ناري: "لقد جئنا لنقتل... في عشر دقائق تمكنا من تدميرهم، لقد كانت دقائق رائعة، وأنا سعيد جداً، بعد هذه المباراة السهلة".
واعترف حينها فينجر بالقول: "لقد أخطأت، لم نحضّر جيداً لهذه المواجهة".
عراك خط التماس:
أكد مورينيو في المباراة الأخيرة هذا الموسم أنه عقدة فينجر المستعصية، عندما هزمه في الستامفورد بريدج بنتيجة 2-0، في ذهاب الدوري الإنجليزي، بعد تدخل عنيف من جاري كاهيل على ألكسيس سانشيز، الأمر الذي أثار غضب فينجر بشكل كبير، فحصلت مواجهة بينه وبين جوزيه، وخرج الاثنان من الملعب من دون أن يصافحا بعضهما.
وأدلى حينها مورينيو بتصريح قوي: "بالنسبة لي لقد انتهت، لقد فقد أعصابه، وأتى إلى المربع المخصص لي، فقلت له اذهب من منطقتي التقنية ولا ترجع إلى هنا".
أما فينجر فجاء رده: "لقد كنت أريد الذهاب لرؤية لاعبي، فألكسيس سانشير سقط على الأرض وكنت أود أن أعرف مدى خطورة إصابته، لكنه وقف في وجهي".