بالرغم من اعتزالها الفن في سنة 1955؛ إلا أنّ ليلى مراد بقيت علامة بارزة في مسيرة الغناء العربي الحديث. ولا يُعرف للآن لماذا قررت الاعتزال وهي في قمة مجدها الفني، بينما كانت لا تزال في سن الـ 37 من عمرها.
ولدت ليلى مراد (ليليان زكي مراد مردخاي) في 17 فبراير/ شباط 1918، بالقاهرة لأسرة يهودية ذات أصول مغربية. وتعلّمت الغناء على يد والدها الملحن زكي مراد والملحن داود حسني، وبدأت الغناء في اﻹذاعة المصرية في منتصف الثلاثينيات.
أما عن مسيرتها السينمائية؛ فمن أشهر أعمالها: قلبي دليلي، عنبر، ليلى بنت الأغنياء، سيدة القطار، غزل البنات. تزوجت ليلى مراد ثلاث مرات من أنور وجدي، ومن وجيه أباظة، ثم من المخرج فطين عبد الوهاب الذي أنجبت منه ابنها الفنان زكي فطين عبد الوهاب.
ويقال إن سبب هذه الإشاعة هو طليقها السابق أنور وجدي، بالرغم من أنها أعلنت إسلامها أثناء زواجهما سنة 1946، بحضور الشيخ محمد أبو العنين. وقد تسببت هذه الإشاعة في توقف إذاعة أغانيها فترة من الزمن في الإذاعات العربية حتى تبين كذبها لاحقاً. كما أصدرت الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة خطاباً ينفي علاقة ليلى مراد بإسرائيل بتاريخ أكتوبر/ تشرين الأول 1952.
لم تفكر ليلى مراد أبداً في العودة إلى مجال الفن، ولا بالخروج من مصر، بالرغم من تعثر أحوالها المادية؛ فباعت بناء كانت تمتلكه بحي جاردن سيتي، وأكملت حياتها في بيتها في شارع القصر العيني.
وتدخل الموسيقار محمد عبد الوهاب لدى نقابة الممثلين ليصرفوا لها معاشاً شهرياً استثنائياً مقداره 200 جنيه. وحين التقى بها أحد الصحافيين وسألها عن رأيها في القنوات الفضائية التي تتابعها ضحكت ليلى مراد كثيرا وقالت: لما يبقى عندي "دش" أولا أبقى أقول رأيي في القنوات الفضائية.
وقد ألم بها المرض حتى وفاتها في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1995 عن عمر يناهز 77 عامًا.
لم تحصل ليلى مراد على أي تكريم في حياتها، لكنها كُرمت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورة 1998 بمنحها شهادة تقدير عن مشوارها الفني.