لليوم الـ12 على التوالي، وبالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، تستأنف قوات النظام السوري والمليشيات المقاتلة معها، الحملة العسكرية في قرى وبلدات وادي بردى، التي يعيش فيها نحو 100 ألف مدني سوري، في ظل قصف متواصل، وسط انعدام تام لجميع أشكال الخدمات الطبية والمدنية، وحصار عمره أربع سنوات.
وقال أبو محمد البرداوي، مدير الهيئة الإعلامية في وادي بردى، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام قام، خلال حملته العسكرية الأخيرة، باستهداف مقسم عين الفيجة، ومحطات الكهرباء في المنطقة، كما استهدف المستشفى الميداني في المنطقة ومراكز الدفاع المدني وتسبب في خروجها عن الخدمة. الكهرباء مقطوعة منذ اليوم الأول للحملة، النظام وحلفاؤه لا يلتزمون بالهدنة".
وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة على قرى وبلدات وادي بردى منذ عام 2012، ويعاني أهلها حصارا طويلا الأمد، تفرضه قوات النظام وحزب الله اللبناني، التي تتمركز في المناطق المحيطة. طوال السنوات الماضية، كانت المساعدات الأممية وحدها ما يكسر الحصار بين الفترة والأخرى، وكان النظام يوافق على دخولها، مقابل ضمان ضخ المياه إلى مناطق سيطرته من نبع عين الفيجة.
إلا أن أبو محمد البرداوي يشير إلى أن آخر دفعة مساعدات دخلت قرى وادي بردى كانت منذ قرابة 8 أشهر، ويوضح "كانت هذه المساعدات تدخل وفق اتفاقيات تقضي بدخولها مقابل ضخ المياه إلى مناطق النظام. اليوم لايزال لدى الثوار والأهالي كميات كافية من الطعام. أما بالنسبة لمستلزمات المعيشة والمنتجات الأخرى والخدمات فلا يوجد منها شيء، ولا يعين الناس على تحمل برد هذا الشتاء إلا رحمة الله".
وكانت عشرات العائلات قد نزحت من بلدات وادي بردى الجنوبية، كعين الفيجة وكفير الزيت التي تركز عليها عمليات القصف إلى قرى أصغر شمالاً، ككفر العواميد وسوق بردى.
بدوره، يقول ياسر الحاج مصطفى، الذي يعيش في بلدة كفير الزيت "ليس لديّ من ألجأ إليه، الكثير من جيراننا ذهبوا إلى كفر العواميد، لا يمكننا أن نبيت في خيم بالعراء، البرد قارس هنا، درجة الحرارة تحت الصفر والصقيع يغطي كل مكان، لم نشم رائحة المازوت منذ سنوات، اليوم صبّح علينا النظام بثلاث غارات جوية متتالية. أصيب أطفالي بالهلع وكنت عاجزاً عن فعل شيء. لا يوجد في منطقتنا أية ملاجئ. لم أغادر المنزل منذ ثلاثة أيام. حين يغيب الطيران، يبدأ القنص من قبل عناصر حزب الله الذين يحاصروننا، حتى إن من يصاب لا يجد من يسعفه أو يداويه".
ورحّب أهالي وثوار وادي بردى، في بيانٍ، اليوم الإثنين، "بقرار وقف إطلاق النار، وطالبوا الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر بإرسال مراقبين فوراً لمنع النظام من ارتكاب المزيد التدمير للإنسان والبيئة ومرافق المياه، ولوضع حد للمجازر التي يرتكبها النظام بحق الإنسان والبيئة".