10 مطربين مصريين صنعوا مجد الأغنية الشعبية

22 نوفمبر 2015
حكيم وعدوية وحسن الأسمر (Getty)
+ الخط -

ظَلّت الأغنية الشعبيّة مُهمّشة عقوداً من الزمن، تأتي في آخر قائمة الأغاني. يُنْظَر إلى مستمعيها بدونيّة وتعالٍ، وعلى أنهم درجة ثانية. إلى أن ظهر مطربون على فترات متلاحقة، غيّروا في شكل الأغنية الشعبية، وأحدثوا ثورة في الذوق الفني. وهنا نستعرض 10 من المطربين، الذين أحدثوا تغييرًا جذريًا ونوعيًا في فنّ الأغنية الشعبية في مصر.

1 ــ محمد عبد المطلب

أحدث عبد المطلب نقلة كبيرة في مسار الأغنية الشعبية، فمنذ احترافه الغناء وعمله في فرقة محمد عبد الوهاب، وهو يخطو خطواته بتأنّ وثبات. ما دفعه إلى العمل مع كبار الشعراء والملحنين، ليصعد بذلك النوع من الطرب إلى مصاف الكلاسيكيات وينافس بالأغنية الشعبية عمالقة الطرب حينها. وبالفعل، تم اعتماده في الإذاعة المصرية في الثلاثينيات، ليصبح المطرب الشعبي الوحيد على الساحة، في وقت كانت تقدم فيه الإذاعة أغاني كلاسيكيّة فقط. وهو ما يُعتبَر سببًا رئيسيًا في نجاحه، كما أكد النقاد. فبلون غنائي مختلف، زاحم عبد المطلب كبار المطربين واستطاع أن يؤسّس للطرب الشعبي ويضعه في المقدمة.

ولقِّب عبد المطلب بـ "جحش الإذاعة" لقوّة ومَتانة صوته، ولقِّب كذلك بـ"ملك الأغنية الشعبية". ودخل عالم السينما من خلال تقديم مجموعة من الأفلام، مثل "تاكسي حنطور"، "الصيت ولا الغنى"، ومن أشهر أغنياته "ودع هواك"، "ساكن في حي السيدة"، "ياحاسدين الناس"، "تسلم أيدين إللي اشترى".


2 ــ محمد رشدي

سار رشدي على درب عبد المطلب، فبعد تخرجه من معهد فؤاد الأول للموسيقى عام 1949، حدد رشدي هدفه، واحترف الغناء الشعبي بكلمات راقية، لكنّها تمسُّ كلّ فئات المجتمع. أكمل ما بدأه عبد المطلب حين اعتُمد في الإذاعة المصرية. ابتعد رشدي عن فخ "الإسفاف" في الأغاني الشعبية، فكان حريصًا على أن يؤسّس للأغاني الشعبية بكلمات ولحنٍ يضاهي الأغاني الكلاسيكيّة، مما دفعه لتكوين فرقةٍ مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والملحن بليغ حمدي، وانتشرت الأغنية الشعبيّة على يديه، ومن أشهر أغنياته "عالرملة"، "كعب الغزال"، "عرباوي"، عدوية"، و"طاير يا هوا".


3 ــ محمد العزبي

امتاز العزبي بصوت عذب وأذن موسيقية، فوالده موسيقار كبير. لكنه لم يتجه إلى الغناء إلا في فترة متأخرة، نتيجة عمله موظفاً حكومياً، اختار اللون الشعبي في الغناء، وانضم لفرقة رضا للفنون الشعبية. كان العزبي هو المطرب الشعبي المفضل للرئيس مبارك، فكان معبرًا جدًا عن الفترة المباركية. وأحدث نقلة نوعية كبيرة بنقل الطرب الشعبي إلى حفلات الرئاسة، بعدما كانت الحفلات الرئاسية  تقتصر على المطربين الكلاسيكيين فقط. من أشهر أغانيه، "عيون بهية"، "الأقصر بلدنا"، "رنة الخلخال".


4 ــ أحمد عدوية

يعتبر عدوية هو "الأب الروحي" للجيل الحالي من المطربين الشعبيين، بدأ مشواره الفني في السبعينيات، لكن مشروعه اكتمل في الثمانينيات. أحدث نقلة كبيرة في الأغنية الشعبية، فكانت أغانيه ترسم مرحلة الانفتاح الاقتصادي في عصر السادات ومبارك. ويمكن أن يُؤرَّخ لتلك الفترة من خلال أغاني عدوية. ورغم تعبيره عن الفئات العمالية في المجتمع، إلا أنّه أحدث ثورة عندما وصل بأغانيه إلى كل البيوت المصرية، حيث اخترقت الكلمات والصوت حاجز الفوارق الطبقية حينها. امتدحه كبار المطربين في ذلك الوقت أمثال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، وغنى عبد الحليم حافظ في إحدى حفلاته أغنية "السح الدح إمبو" لعدوية. اختفى لأكثر من 10 سنوات إثر حادثة تعرض لها في التسعينيات، وعاد مجددا في 2010 بدويتو مع رامي عياش "الناس الرايقة". قدم العديد من الأفلام لكنه لم يوفق فيها، ومن أشهر أغنياته "سلامتها أم حسن"، "راحوا الحبايب"، "طب ما خدتش".



5 ــ حسن الأسمر

غياب عدوية عن الساحة الفنية، وخاصة اللون الشعبي الذي تميز به، فتح الباب أمام حسن الأسمر ليظهر ويثبّت أقدامه بقوة، ويترك علامة مميزة في الأغاني الشعبية. لم يعتمد الأسمر على الأغاني الشعبية ذات الكلمات السريعة المبهجة، لكنه أعاد فن "الموال" للأغاني الشعبية. ظهر في الثمانينيات ولمع اسمه في التسعينيات، كان الأسمر معبرًا عن حالة الانكسار التي لحقت بفترة الانفتاح الاقتصادي، والتفاوت الطبقي الصارخ، وهو ما أظهره في أغانيه الحزينة. امتاز الأسمر بموهبة وثقافة تمثل طبقة كبيرة من المصريين، وانتشر بين أوساط واسعة جدًا في المجتمع المصري، وكان متعدد المواهب، قدم العديد من الأفلام مثل "ليلة ساخنة"، "بوابة إبليس"، والعديد من المسرحيات مثل "جحا المصري"، "حمري جمري"، ومن أشهر أغنياته "كتاب حياتي يا عين"، "يا خوفي".


6 ــ رمضان البرنس

بدأ مشواره الفني محترفًا في الأفراح الشعبية والموالد، وفي نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، كان مطرب "الميكروباصات"، لم يكن معروفا حينها إلا لدى فئة سائقي "الميكروباصات" وظل حبيس تلك الفئة بفضل شركات الإنتاج الصغيرة التي كان يتعاقد معها في تلك الفترة، حتى حدثت الصدمة التي أربكت العاملين في المجال الموسيقي في منتصف التسعينيات عندما ظهر بأغنية "عودي"، تلك الأغنية التي أحدثت ثورة في مستوى كلام الأغنيات الشعبية، حيث لعبت على ذلك الخط الفاصل بين كلمات الأغاني الشعبية والكلاسيكية، وانتشرت تلك الأغنية بين الأوساط المختلفة على اختلاف درجة التعليم والثقافة. وانبهر العاملون في الموسيقى من صعود ذلك النجم الشاب غير المعروف، بجانب كل العناصر غير المعروفة أيضًا من ملحنين وشعراء وشركات إنتاج، وبدا الصراع على اقتناص البرنس الذي لقب بـ "برنس الأغنية الشعبية"، وبعد تعاقده مع شركة "هاي كواليتي" أول شركة كبرى يتعاقد معها، توفي في حادث سيارة على طريق سفر بصحبة أسرته، بعد أن أسَّس لأسلوب "البرنس"، ووصل بأغاني الأفراح الشعبية إلى مستوى المنافسة مع الألوان الغنائية الأخرى. من أشهر أغنياته "عودي"، "ارجعي"، و"الأم" و"اسكندرية"...


7 ــ حكيم

وصل حكيم بالمطرب الشعبي إلى درجة "السوبر ستار"، بدأ مشواره الفني في أواخر التسعينيات في الملاهي الليلة. وفي عام 1989، تعرف على الفنان حميد الشاعري الذي قدمه إلى إحدى شركات الإنتاج، والتي أصدرت له ألبوم "نظرة" عام 1992. ومنذ ذلك الوقت، بدأ صناعة النجم حكيم تدعمه شركات إنتاج كبرى. أحدث نقلة كبيرة في مساره بعمل دويتو مع المطربة الإيطالية "أولجا"، ومؤخرا مع المغني الأميركي "جيمس براون". يتنوَّع جمهوره بين فئاتٍ مُختلفة، وقدَّم تجربةً سينمائيّة "علي سبايسي" لم تلقَ نجاحًا كبيرًا، ومن أشهر أغنياته "نار"، "الحق عليه"، "الواد ده حلو".





8 ــ شعبان عبد الرحيم

مطرب اللحن الواحد "آآآيه ـ بس خلاص"، كان يحيي الأفراح الشعبية في الثمانينيات. وعرف بين فئة سائقي الميكروباصات بعد إنتاج شريط كاسيت له من شركة إنتاج صغيرة "أحمد حلمي إتجوز عايدة". النقلة التي أحدثها شعبان كانت في أغنية "باكره إسرائيل" التي تزامنت مع الانتفاضة الفلسطينية في بداية الألفية الثانية، فلأول مرة تدخل الأغنية الشعبية في السياسة بشكل مباشر وواضح. أكسبته تلك الأغنية شهرة كبيرة حتى تم الاستعانة به في الأفلام مثل "مواطن ومخبر وحرامي"، "فلاح في الكونغرس". وأصبح لحن تلك الأغنية "تيمة" ثابتة في كل أغاني شعبان، ومن بينها "هابطل السجاير"، "شعبان يتحدى جاكسون".

 
9 ــ عبد الباسط حمودة

إذا اعتبرنا سابقًا أن حسن الأسمر هو النسخة "الأهدى والأروق" من أحمد عدوية، فإننا كذلك نعتبر عبد الباسط حمودة هو النسخة "الأروق والأهدى" من شعبان عبد الرحيم. ففي الوقت الذي سينسى فيه الجميع كلمات أغاني شعبان، ولا يبقى سوى اللحن الواحد "آآآآيه ـ بس خلاص"، سيتذكر المستمعين كلمات وألحان أغاني عبد الباسط، التي تمتاز بالدفء والجمال. بدأ مشواره مطرباً في الأفراح والموالد في الإسكندرية، ثم بدأ تسجيل أغانيه في منتصف التسعينيات، وحققت ألبوماته نجاحاً كبيرًا، أدت إلى سحب قاعدة كبيرة من الجمهور إلى مقاعد المعجبين به. ونقل الأغنية الشعبية إلى الصفوف الأمامية بين أنواع الأغاني المختلفة، بل ونافس بها المطربين الكلاسيكيين خاصة في أغنية "أنا مش عارفني"، جعلت مطربة في حجم نيكول سابا من لون غنائي مختلف تقدم على عمل دويتو مع عبد الباسط "غريب في بلاد غريبة". بل والأكثر من ذلك، حيث إن هناك نسخة من تلك الأغنية على موقع "الساوند كلاود" بصوت عبد الباسط فقط بعد إزالة صوت نيكول سابا. من أشهر أغنياته "أنا مش عارفني"، "سلفني ضحكتك"، "علامات القيامة".


10 ــ سعد الصغير

ظهر في بداية الألفية الثانية، بشكل شعبي مختلف، فهو ليس صاحب صوت طربي كعمالقة الطرب الشعبي، لكن صوته مبهج. وقد أضاف إليه عنصر الرقص من خلال فرقته التي تقدم رقصات جماعية، اعتبرها بعضهم "اسكتشات غنائية". أدخل أسلوباً مُختلفًا على الأغنية الشعبية بتقديم الرقص مع الغناء، وهو ما جعله مطلوبًا جدًا في الأفراح. قدم عددًا من الأفلام "شارع الهرم"، "عش البلبل"، ومن أشهر أغنياته "هاتجوز"، "الفرح فرحنا"، "بحبك يا حمار". ينتقده بعضهم بشكلٍ لاذعٍ ويتّهمونه بالإسفاف، لكن وجوده في الساحة الفنية ضرورة لتجسيده حالة "الدوشة"، التي تتطلبها الأفراح والمناسبات المختلفة.  

 اقرأ أيضاً: (فيديو) خمسة فنانين مصريين بكوا لأسباب سياسية

 

المساهمون