1- سورية
فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في استحضار عقوبات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، للتدخل ومنع الإبادة الجماعية في سورية. فالفيتو المتكرر من جانب الصين وروسيا أوقف أي تدخل دولي، ومنذ بدء الحرب التي شنها النظام السوري على شعبه، قتل نحو 600 ألف مدني، وشرّد نحو 5 ملايين سوري، وما تزال الكارثة السورية مستمرة والأمم المتحدة تتخذ وضعية المتفرج.
2- سيرلانكا
شهدت حرباً أهلية دموية استمرت من عام 1983 حتى عام 2009، وأجبر القتال 196 ألف شخص على الفرار، واحتجز أكثر من 50 ألف مدني. وحث خبراء مستقلون مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على التحقيق في ادعاءات بارتكاب جرائم حرب، واعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه "يشعر بالجزع" بسبب الوضع، ولكن الأمم المتحدة لم تبذل أي محاولات للتدخل لصالح السكان المدنيين. وفي الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى نيسان/ أبريل 2009، قتل ما يربو على 65000 مدني في ما يسمى "المنطقة الآمنة".
3- فلسطين
في بداية عرض القضية الفسطينية على الأمم المتحدة عام 1947، لم يتدخل مجلس الأمن بالموضوع وترك أمر معالجتها للجمعية العامة، رغم أهميتها وخطورتها على الأمن والسلم الدوليين. وبذلك تخلى عن مسؤوليته الرئيسية المتعلقة بحفظ الأمن والسلم الدوليين، وتدخل متأخراً بعد عام كامل ثم توالت الإخفاقات بشأن فلسطين، ومنها إلزام إسرائيل بالانسحاب إلى حدود ما قبل السادس من يونيو/حزيران لعام 67، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين، مثل أعمال الاستيطان.
4-كمبوديا
حكم كمبوديا من 1975 إلى 1979، الخمير الحمر؛ المليشيا الشيوعية المتطرفة، والتي ارتكبت إبادات جماعية بحق المعارضين إضافة إلى عمليات التطهير العرقية والإثنية. وفي عام 1979، اجتاح الجيش الفيتنامي كمبوديا مطيحاً بالخمير الحمر. لكن الأمم المتحدة رفضت الاعتراف بالحكومة الجديدة، التي تدعمها فيتنام، التي أنهت لتوها صراعاً استمر عشر سنوات مع الولايات المتحدة. وحتى عام 1994 ظلت الأمم المتحدة تعترف بالخمير الحمر حكومة حقيقية لكمبوديا، على الرغم من أنها قتلت 2.5 مليون كمبودي.
5- لبنان:
لم يفلح مجلس الأمن في منع الحروب العدوانية والاعتداءات المتكررة على لبنان من قبل إسرائيل. وحتى القرارات التي تمكن من إصدارها، والتي دائماً تأتي متأخرة وغير عادلة ومنصفة للبنان، لم يتمكن من إلزام اسرائيل بتنفيذها.
6- سريبرينيتسا
أسوأ مذبحة في تاريخ أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. راح ضحيتها حوالى 8 آلاف شخص من المسلمين، أغلبهم من الرجال والصبيان في مدينة سريبرينيتسا خلال حرب البوسنة والهرسك، ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن المدينة واحدة من المناطق الآمنة، "خالية من أي هجوم مسلح أو أي عمل عدائي آخر". وكان من المفترض أن يقوم 600 مشاة هولندي بحماية آلاف المدنيين، لكنهم اتخذوا وضعية المتفرج على المذبحة.
7-العراق
بعد غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت عام 1990، فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات اقتصادية صارمة، دفع ثمنها الشعب العراقي، إذ مُنعت مستلزمات التخلص من التلوث في الهواء والمياه، ومُنع كذلك الغذاء والدواء من دخول العراق، وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة نفسها، مات ما يجاوز المليون عراقي بسبب العقوبات. ثم جاء الغزو الأميركي للعراق مؤخراً، اتخذت فيه الأمم المتحدة وضعية المتفرج على بلد يتفتت.
8- رواندا
كشف تحقيق أجري عام 1999 أن الأمم المتحدة تجاهلت ورود أدلة بأن إبادة جماعية على وشك الحدوث، ورفضت التصرف بشأنها. وتم سحب أكثر من 2500 من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بعد مقتل عشرة جنود بلجيكيين. ولعل أكثر ما يثير الدهشة في هذه السلسلة من الأحداث، كان تخلي قوات حفظ السلام البلجيكية عن مدرسة بعد مقتل عشرة جنود. وقد توافد إلى المدرسة الآلاف من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، طلباً لحماية الأمم المتحدة، لكن البعثة غادرت المدرسة ليقتل جميع من لجأ إليها. قضى في مجازر راوندا نحو 800 ألف.
9- الصومال
استقبلت قوات حفظ السلام التي أرسلتها الأمم المتحدة في مهمة إنسانية استقبالاً عدائياً في مقديشو. قتل العديد منهم وجرت جثث الجنود الأميركيين القتلى في الشوارع، بناء على أوامر من أمراء الحرب الصوماليين. وبعد إسقاط مروحية أميركية في معركة مقديشو، سحبت الولايات المتحدة قواتها. وفي عام 1995 سحبت الأمم المتحدة جميع قوات حفظ السلام. وقال مسؤول فيها: "هذا أعظم فشل للأمم المتحدة في حياتنا".
10- دارفور
يشبه مراقبون الطريقة التي تعاطت بها الأمم المتحدة مع الكارثة في دارفور، بما جرى في راوندا، فقد بدأ النزاع المسلح في إقليم دارفور منذ عام 2003، عندما ثار المتمردون ضد نظام الرئيس عمر البشير. لكن الأمم المتحدة تجاهلت الوضع حتى عام 2008، بعد تقارير تفيد بأن عدد القتلى منذ اندلاع الحرب بلغ 300000، إضافة إلى نزوح 2.5 مليون شخص من قراهم، فنشرت بعثة حفظ سلام مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لكن انتهاكات كثيرة جرت أمام أعين البعثة التي لم تحرك ساكناً.