علماء بريطانيون: حلم القضاء على سرطان عنق الرّحم يقترب

27 يونيو 2019
نتائج جيدة للقاح سرطان عنق الرحم (جوي ريدل/Getty)
+ الخط -
أعلن علماء بريطانيون اقتراب القضاء على سرطان عنق الرحم، بعد أنّ حقّق لقاح فيروس الورم الحليمي البشري نجاحا كبيرا في منع العدوى من الفيروسات الشائعة التي تقف وراء 90 في المائة من حالات الإصابة.

ونقلت صحيفة "ذا تايمز" عن الباحثين أن معدّلات الإصابة بالفيروسات المسبّبة للسرطان قد انخفضت بنسبة 86 في المائة بين الشابات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و19 سنة منذ بدء التحصين بالمدارس في عام 2008.

وقال مؤلفو الدراسة إنّ النتائج قدّمت "علامات مبكرة واعدة على إمكانية القضاء على سرطان عنق الرحم إذا أمكن الوصول إلى تغطية شاملة للتطعيم على مستوى السكان".

وأظهر تحليل لدراسات شملت 60 مليون مريض، ونُشر في المجلة الطبية "ذا لانسيت"، أنّ معدّلات فيروس الورم الحليمي البشري لدى الفتيات المراهقات انخفضت بنسبة 83 في المائة في 14 دولة غربية بعد البدء باستخدام اللقاح منذ عام 2007.

وأدى اللقاح إلى انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس بنسبة 51 في المائة لدى الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و19 عامًا، اللواتي عثر لديهنّ على خلايا قد تطوّر خطر الإصابة بالسرطان إذا لم يتم اكتشافها في مرحلة مبكرة، وذلك من خلال فحوصات عنق الرحم والجهاز التناسلي وتوفير العلاج لهن.

وتعليقًا على البحث، قال ديفيد ميشير، من "إنكلترا للصحة العامة"، إنّ "اللقاح جيد للغاية في الحد من الإصابة بسلالات تمثّل نحو 90 في المائة من سرطانات عنق الرحم. في المستقبل سنبدأ برؤية معدّلات منخفضة جدًا من سرطان عنق الرحم إذا استمرّ التطعيم والفحص بنجاح كما هو الحال في الوقت الحالي".

وقال عضو فريق البحث، مارك بريسون، من جامعة لافال في كندا، إن "العلماء لا يملكون تاريخا محددا للوقت الذي يتوقّعون فيه القضاء على السرطان في بريطانيا. النماذج المعتمدة على أستراليا، تشبه تلك القائمة في المملكة المتحدة، وتظهر أنه يمكن الوصول إليه في غضون بضعة عقود، وربما يصبح أول سرطان يتم القضاء عليه، ونتوقع انخفاض معدّلات الإصابة بشكل كبير خلال السنوات العشر المقبلة".

ويتوقع العلماء أن تنخفض معدّلات الإصابة بسرطان عنق الرحم إلى أربع حالات لكل 100 ألف امرأة، بينما يتم حاليا تشخيص 3200 حالة إصابة في بريطانيا كل عام، ممّا يؤدي إلى وفاة سيدتين كل يوم.
ووجد العلماء أنّ اللقاح كان له تأثير في منع انتشار فيروس الورم الحليمي بين النساء والرجال، ففي بريطانيا، انخفضت معدّلات الإصابة بالفيروس بين النساء غير الملقّحات إلى النصف، لكن العلماء أكّدوا أن الخيار الأكثر أمانًا هو التطعيم.
بدوره، أكد ويلين وو، من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، أن "هذه النتائج مشجّعة للغاية، وتُظهر بشكل أكبر فعالية اللقاح ضد أكثر أنواع فيروس الورم الحليمي البشري شيوعا".

ويتم إعطاء اللقاح المجاني على جرعتين للفتيات، ويمكن للإناث اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 12 و25 سنة، طلب لقاح مجاني من طبيبهم، ولكن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 15 سنة قد يحتاجون إلى ثلاث جرعات ليكون اللقاح فعالًا.

وتم الإعلان في الصيف الماضي، عن أن برنامج التطعيم سيمتد ليشمل الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 سنة، وبينما لا يمكن أن يصاب الرجال بسرطان عنق الرحم، لكن فيروس الورم الحليمي يمكن أن يتسبب في سرطان الرقبة والسرطان الشرجي وسرطان الأعضاء التناسلية التي يمكن أن تصيب الجنسين.
ورغم أنّ 115 دولة لديها حاليا شكل من أشكال برنامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي، لكن ما زال هناك عدد من الحواجز مثل الخوف من اللقاحات في بعض الثقافات، والتكاليف، ومشاكل سلاسل التوريد.

وأوضح مارك جيت، أستاذ علم الأوبئة واللقاحات في كلية لندن للصحة: "إذا أردنا أن نحقق حلم القضاء على سرطان عنق الرحم، فسوف نحتاج إلى ضمان وصول إمداداتنا المحدودة من اللقاحات إلى البلدان التي تحتاج إليها أكثر من غيرها".

دلالات
المساهمون