رفض فلسطيني لمساعي الاحتلال: لن نسمح بتهويد مناهجنا

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
22 مارس 2017
8556145F-69F6-46BD-B86E-3A600073BDB2
+ الخط -
عرضت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، اليوم الأربعاء في رام الله، خلال ورشة عمل، نماذج من المنهاج التعليمي الفلسطيني تزعم إسرائيل أنها تقوم بالتحريض، في ظل تواصل جهود تأسيس منهاج فلسطيني يؤكد على الهوية الفلسطينية وحقوق الشعب، في مواجهة ادعاءات الاحتلال حول التحريض ضده في المناهج الفلسطينية.


وتتضمن النماذج في المنهاج الدراسي الفلسطيني، التي تدل على حب الأرض والصمود، في حين يتهم الاحتلال الدرس بأنه تحريضي. صورة امرأة فلسطينية مسنة تحتضن شجرة زيتون، يريد الاحتلال الإسرائيلي اقتلاعها، وفي الخلف من الصورة دورية لجنود الاحتلال يحملون بنادقهم  

وقال وزير التربية والتعليم العالي، صبري صيدم، خلال الورشة: "نريد كشعب محتل أن نصنع تعليما يؤكد على التحرر، لذا لن نعطي الاحتلال حقا في كتابة مناهجنا المبنية على الأنشطة التنموية والعقلية التي تظهر الهوية والتراث الوطني".

وأضاف صيدم أن المنهاج الفلسطيني يؤكد على "النشيد الوطني والعلم الفلسطيني وأن القدس عاصمة فلسطين، ويعرض بعض نماذج معاناة الشعب الفلسطيني اليومية، علاوة على الكوفية والمطرزات، وكلها أمور يتهم الاحتلال الفلسطينيين أنهم يحرضون بها ضده".

ولا تعد اتهامات الاحتلال للفلسطينيين بالتحريض جديدة، بل بدأت منذ عام 2000، حينما أصدرت وزارة التربية والتعليم أول منهاج فلسطيني، رغم أن المنهاج بني على أسس علمية وما تدعيه إسرائيل لا أساس علمي له، بل جملة من الادعاءات السياسية.

ويرى الفلسطينيون أن الادعاءات الإسرائيلية، لا تدرك أن هناك كثيرا من التحريض في المناهج الإسرائيلية ضد العرب والفلسطينيين، بينما تحاول إسرائيل تزييف الكتب الدراسية فتعيد طباعتها وبيعها للطلبة في مدارس القدس.

واقترح مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية، نبيل شعث، في كلمته خلال الورشة، إعداد مواد تخص الانتهاكات الإسرائيلية بحق التعليم، وتوزيعها عبر السفارات الفلسطينية في العالم لمواجهة الاحتلال الاستيطاني، وقال: "يجب أن لا نخاف. هم سلطة احتلال".

أما النائبة العربية في الكنيست، حنين زعبي، فقالت إن "هناك قلبا للمفاهيم، فمن واجب الفلسطيني أن يقاوم محتله. نحن نمتلك الحقيقة كضحية، وهناك حلقة ضعيفة في الترويج للرواية الفلسطينية، لذا يجب أن ننطلق بقوة أكبر".




ويأتي التحريض ضد المناهج الفلسطينية في وقت يواصل فيه الاحتلال ممارساته بحق المنظومة التعليمية الفلسطينية، سواء في القدس أو الضفة الغربية، وأكدت نورا نصار، مديرة مدرسة قرطبة الأساسية في مدينة الخليل، أن المدرسة محاطة بثلاث بؤر استيطانية، ويعاني طاقمها وطلبتها يوميا للوصول إليها، ويعتدي الاحتلال والمستوطنون باستمرار على الطلبة والطاقم التعليمي.
وتقول حليمة زحايكة، مديرة مدرسة الخان الأحمر الأساسية الواقعة شرق القدس: "يعاني طلاب وطاقم المدرسة من الوصول إليها، ويمنعون أحيانا من دخولها بإغلاق البوابة الوحيدة الواصلة إليها، فيضطرون للقفز عبر الأسوار للدخول، بينما أخطرت المدرسة بالهدم مرات كثيرة منذ إنشائها عام 2009، بحجة عدم الترخيص ووقوعها في المنطقة ج، رغم أنها مبنية من الإطارات المطاطية والغرف المتنقلة والغرف الطينية".

أما خالد زبون، مدير مدرسة الخضر الثانوية للبنين الواقعة على شارع استيطاني قرب جدار الفصل العنصري جنوب بيت لحم، فتحدث عن جملة من الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدرسة وطاقمها وطلابها، إذ "يتم اقتحام المدرسة باستمرار، ويعتقل طلابها ومعلموها، كما تطلق قنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاهها، أو يحول مدخلها إلى ثكنة عسكرية".

وقالت سمر أيوب، مديرة مدرسة عرب الرماضين في قلقيلية، إن "المدرسة معزولة قرب جدار الفصل العنصري، ونضطر لدخولها عبر بوابات وحواجز إلكترونية بتصاريح خاصة للمعلمين بعد المسح الأمني. نتعرض للتفتيش اليومي، بينما تحرم المدرسة المبنية من الطين وبعض غرفها مبنية من الطوب وفيها 86 طالبا وطالبة، من تطوير بناياتها بحجة عدم الترخيص".