خلال السنوات العشر الأولى من الألفية الثالثة، كان، جوني ديب، نجم هوليوود الأول، من دون منازع. الممثل الذي بدأ نجاحه في تسعينيات القرن العشرين، وصل عام 2003 إلى القمة، مع فيلم "قراصنة الكاريبي" (Pirates Of The Caribbean)، بنجاح جماهيري، وإيرادات قياسية، بالإضافة إلى نيله ترشيحاً لـ "أوسكار" أفضل ممثل، عن دوره المختلف جداً، للقرصان جاك سبارو.
في ذلك الحين، بدأ ديب مرحلة كبرى من التألق، قوامها الرئيسي قدرته على التبدّل، بمساعدة المكياج، ولعب أدوار مختلفة: الساحر ويلي وونوكا مثلاً في "تشارلي ومصنع الشوكولا" (Charlie And The Chocolate Factory) عام 2005، أو سويني تود العنيف المنتقم، في The Demon Barber Of Fleet Street (2007)، أو ماد هاتر مع "آليس في بلاد العجائب" (2010)، إلى جانب جاك سبارو، في جزأين آخرين من "قراصنة الكاريبي".
في كلّ مرة، كان هناك شخص مختلف تماماً في ملامحه ونظراته، وأصبح هناك شغف لدى الجمهور، لمشاهدة النسخة الجديدة من نجمهم المفضل، مع كل فيلم. لكن، في السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً من عام 2012، تحوّل الأمر إلى ما يشبه اللعنة. بدا أن، جوني ديب، فَقَد شخصيته كممثل قادر على أداء أدواره بملامحه، وتحوّل إلى لاعب في السيرك، يهدف، كل مرة، إلى الظهور بشكل غير معروف.
هذا الهوس أدّى إلى قبول أو إنتاج أفلام ذات مستوى فني منخفض، وضخّ ميزانية ضخمة فيها، فقط لأن المنتجين يظنّون أنه، بوجوهه المتعددة، ما زال سلعة رائجة لم تفقد بريقها. لكن الجمهور سئم، فجأة، تلك اللعبة، وانصرف عن أفلامه.
بدأ الأمر مع "ظلال داكنة" (Dark Shadows) لتيم بورتون، قبل 5 سنوات. وهو الفيلم الذي أدّى فيه ديب شخصية "مصّاص دماء يعود إلى الحياة"، وكلّف إنتاجه 100 مليون دولار أميركي، في حين أن عائداته في شبّاك التذاكر، لم تتجاوز الـ79 مليوناً. كان ترنّحاً قوياً.
لكن الفشل الكبير، فعلاً، كان عام 2013 مع The Lone Ranger، إعادة الإحياء السينمائية للمسلسل التلفزيوني الكلاسيكي الناجح، وأدّى فيه ديب، بمكياج صاخب، شخصية أحد سكان أميركا الأصليين، الذي يساعد أحد رجال القانون. وراهنت شركة "والت ديزني"، بشدّة، على الفيلم، واضعة له ميزانية قدرها 215 مليون دولار أميركي، ليُصبح أحد أضخم إنتاجات ذاك العام. غير أن عائداته كارثية، إذ بلغت 89 مليوناً فقط، كأكبر الخاسرين عام 2013، بقياس العائدات على حجم الميزانية.
كان من الواضح حينها أن لعبة "الوجوه المتعددة" لم تعد نافعة. راهن جوني ديب على فيلم خيال علمي، هو Transcendence، عام 2014، بميزانية 100 مليون دولار، لكنه فشل أيضاً، وجلب 23 مليوناً فقط، أي أقل من ربع ميزانيته، إلى جانب "الهجوم" النقدي الكبير الذي ناله. أما الفيلم الوحيد الذي لم يفشل (بحسابات الأرقام)، في السنوات الأخيرة، فهو Black Mass (2015)، فيلم عصابات بميزانية ضئيلة نسبياً، تساوي 53 مليوناً، وحقّق قبولاً نقدياً وجماهيرياً معقولاً، تحديداً عند مقارنته ببقية أعمال بطله، خلال تلك الفترة.
عام 2016 أتى على ديب بفشل جديد، مع Alice Through the Looking Glass. الرهان، مرة أخرى، على "عالم العجائب"، وعلى شخصية ماد هاتر. والمحصّلة كارثية أيضاً، إذ بلغت ميزانيته 170 مليون دولار، مع انصراف الجمهور الذي جلب للجزء الأول أكثر من مليار دولار. لكن الجزء الثاني حقق 79 مليوناً فقط، وبدا تأكيداً على سنوات الفشل والخفوت التي يعيشها جوني ديب.
كمحاولة للعودة إلى نقطة آمنة، سيُنتج ديب جزءاً خامساً من "قراصنة الكاريبي"، في العام المقبل، ويؤدي فيه "تميمة" حظه، والشخصية الوحيدة التي لم تفشل معه حتى الآن، أي جاك سبارو، بميزانية تقارب الـ200 مليون دولار، في "رمية زهر" أخيرة، تهدف إلى إنقاذ مسيرته المترنحة بشدة.
فإما يعود كأحد نجوم شباك التذاكر في هوليوود، أو يصبح عليه، بشكل نهائي، ومن دون "نقطة سبارو الآمنة"، أن يبحث عن أشكال وأفلام مختلفة يظهر فيها، ويتوقف عن "لعبة الوجوه المتعددة"، التي أصبحت لعنته.
اقــرأ أيضاً
في ذلك الحين، بدأ ديب مرحلة كبرى من التألق، قوامها الرئيسي قدرته على التبدّل، بمساعدة المكياج، ولعب أدوار مختلفة: الساحر ويلي وونوكا مثلاً في "تشارلي ومصنع الشوكولا" (Charlie And The Chocolate Factory) عام 2005، أو سويني تود العنيف المنتقم، في The Demon Barber Of Fleet Street (2007)، أو ماد هاتر مع "آليس في بلاد العجائب" (2010)، إلى جانب جاك سبارو، في جزأين آخرين من "قراصنة الكاريبي".
في كلّ مرة، كان هناك شخص مختلف تماماً في ملامحه ونظراته، وأصبح هناك شغف لدى الجمهور، لمشاهدة النسخة الجديدة من نجمهم المفضل، مع كل فيلم. لكن، في السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً من عام 2012، تحوّل الأمر إلى ما يشبه اللعنة. بدا أن، جوني ديب، فَقَد شخصيته كممثل قادر على أداء أدواره بملامحه، وتحوّل إلى لاعب في السيرك، يهدف، كل مرة، إلى الظهور بشكل غير معروف.
هذا الهوس أدّى إلى قبول أو إنتاج أفلام ذات مستوى فني منخفض، وضخّ ميزانية ضخمة فيها، فقط لأن المنتجين يظنّون أنه، بوجوهه المتعددة، ما زال سلعة رائجة لم تفقد بريقها. لكن الجمهور سئم، فجأة، تلك اللعبة، وانصرف عن أفلامه.
بدأ الأمر مع "ظلال داكنة" (Dark Shadows) لتيم بورتون، قبل 5 سنوات. وهو الفيلم الذي أدّى فيه ديب شخصية "مصّاص دماء يعود إلى الحياة"، وكلّف إنتاجه 100 مليون دولار أميركي، في حين أن عائداته في شبّاك التذاكر، لم تتجاوز الـ79 مليوناً. كان ترنّحاً قوياً.
لكن الفشل الكبير، فعلاً، كان عام 2013 مع The Lone Ranger، إعادة الإحياء السينمائية للمسلسل التلفزيوني الكلاسيكي الناجح، وأدّى فيه ديب، بمكياج صاخب، شخصية أحد سكان أميركا الأصليين، الذي يساعد أحد رجال القانون. وراهنت شركة "والت ديزني"، بشدّة، على الفيلم، واضعة له ميزانية قدرها 215 مليون دولار أميركي، ليُصبح أحد أضخم إنتاجات ذاك العام. غير أن عائداته كارثية، إذ بلغت 89 مليوناً فقط، كأكبر الخاسرين عام 2013، بقياس العائدات على حجم الميزانية.
كان من الواضح حينها أن لعبة "الوجوه المتعددة" لم تعد نافعة. راهن جوني ديب على فيلم خيال علمي، هو Transcendence، عام 2014، بميزانية 100 مليون دولار، لكنه فشل أيضاً، وجلب 23 مليوناً فقط، أي أقل من ربع ميزانيته، إلى جانب "الهجوم" النقدي الكبير الذي ناله. أما الفيلم الوحيد الذي لم يفشل (بحسابات الأرقام)، في السنوات الأخيرة، فهو Black Mass (2015)، فيلم عصابات بميزانية ضئيلة نسبياً، تساوي 53 مليوناً، وحقّق قبولاً نقدياً وجماهيرياً معقولاً، تحديداً عند مقارنته ببقية أعمال بطله، خلال تلك الفترة.
عام 2016 أتى على ديب بفشل جديد، مع Alice Through the Looking Glass. الرهان، مرة أخرى، على "عالم العجائب"، وعلى شخصية ماد هاتر. والمحصّلة كارثية أيضاً، إذ بلغت ميزانيته 170 مليون دولار، مع انصراف الجمهور الذي جلب للجزء الأول أكثر من مليار دولار. لكن الجزء الثاني حقق 79 مليوناً فقط، وبدا تأكيداً على سنوات الفشل والخفوت التي يعيشها جوني ديب.
كمحاولة للعودة إلى نقطة آمنة، سيُنتج ديب جزءاً خامساً من "قراصنة الكاريبي"، في العام المقبل، ويؤدي فيه "تميمة" حظه، والشخصية الوحيدة التي لم تفشل معه حتى الآن، أي جاك سبارو، بميزانية تقارب الـ200 مليون دولار، في "رمية زهر" أخيرة، تهدف إلى إنقاذ مسيرته المترنحة بشدة.
فإما يعود كأحد نجوم شباك التذاكر في هوليوود، أو يصبح عليه، بشكل نهائي، ومن دون "نقطة سبارو الآمنة"، أن يبحث عن أشكال وأفلام مختلفة يظهر فيها، ويتوقف عن "لعبة الوجوه المتعددة"، التي أصبحت لعنته.