نقل نشطاء وحقوقيون عن معتقلي سجن العقرب، جنوب القاهرة، أنهم بدأوا الأحد، إضراباً عن الطعام، احتجاجا على تفاقم الانتهاكات الحقوقية بحقهم من قبل إدارة السجن، التي تمنع عنهم الزيارات ودخول الطعام، ومنع الشراء من الكانتين وتقوم بتجويعهم.
ودعا الناشط الحقوقي هيثم غنيم، عبر صفحته على "فيسبوك"، للتضامن مع سجناء العقرب، قائلا: "ولادكم الأسرى الرجاله المعتقلين في #سجن_العقرب في مبنى H1 عنبر2 (H1W2) بدأوا اليوم، إضرابا عن الطعام، بسبب منع ادارة السجن توقيع الكشف الطبي على المرضى، ومنع الزيارة، والتريض والخروج من الزنزانة، بجانب إغلاق (النضارة) -المكان المخصص لدخول الهواء من باب الزنزانة"؛ لافتا إلى أن الملابس ممنوعة أيضا على المعتقلين، والصابون والمياه، مما يهددهم بالإصابة بالأمراض.
وفي السياق نفسه، اشتكت أسر معتقلي سجن العقرب، جنوب القاهرة، من تصاعد الانتهاكات بحق ذويهم، خلال الفترة الأخيرة، مشيرين إلى منع الزيارات عنهم، بجانب تجويعهم، ومنع الشراء من "كانتين" السجن، مع تقديم مأكولات فاسدة ضمن "تعيين" طعام السجن.
وكشفت إيمان محروس، زوجة الصحافي المعتقل، أحمد سبيع، أنها سمعت عدداً من المعتقلين في سيارة نقل السجناء، عندما كانت متوقفة أمام أحد السجون خلال زيارة كانت تقوم بها، يقولون "نحن من سجن العقرب... نحن جائعون جدا".
فيما قالت منى إمام زوجة المعتقل عصام الحداد، والدة جهاد الحداد: "١١ يوم غلق تام لـ #سجن_العقرب وتجويعهم ليستجدوا الطعام من شباك التهوية فى عربة ترحيلات!! ولا حول و لا قوة إلا بالله!".
وكشفت زوجة أحد معتقلي العقرب، أمس، أن الأمن قام بطردهم من أمام السجن خلال تقديمهم طلب الزيارة، وأضافت: هناك حملة تجويع وغلق للعقرب بدأت منذ تفجيري كنيستي الإسكندرية وطنطا، فضلاً عن صراخ المعتقلين بأنه لا يصل إليهم طعام، وذلك أمر ممنهج يقومون به قبل شهر رمضان من كل عام.
وكشفت زوجة معتقل آخر: "نحن ممنوعون من الزيارة منذ إعلان الطوارئ، وإدارة السجن قالت لنا: "لما تجلنا الأوامر حنفتح الزيارات"! وأردفت: تعيينات المعتقل "مسممة" ويضطر المعتقلون لتناولها في ظل منع الزيارات والطعام.
وكانت سناء عبدالجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي، قالت عبر صفحتها على "فيسبوك"، إنه "لا يوجد طعام نهائيا حتي في الكانتين الذي يشترون منه، مما يضطرهم الي الأكل من التعيين الذي هو عبارة عن طعام فاسد يأنف الحيوان من تناوله، ولكنهم تحت الجوع والهبوط الشديد وحالات الإغماء يضطرون لتناوله، مما نتج عنه الإصابة بتسمم لكل العنابر".
وسبق أن رصدت منظمات حقوقية تصاعد الانتهاكات بحق معتقلي "العقرب".
وفي أوقات سابقة، اشتكى معتقلون في عنبر H1 بسجن العقرب من أنهم يتعرضون بشكلٍ دوري للضرب المبرح، بالعصي والهراوات.
كما يتعرضون للصعق المتكرر بالكهرباء في مختلف أنحاء الجسد ويزيد في الأماكن الحساسة، بالإضافة إلى تعليق معظم المعتقلين لساعات طويلة في الحائط وربما تتجاوز تلك المدة عدة أيام.
كما وثقت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" تعرض عدد كبير من معتقلي "العقرب" للاغتصاب بشكلٍ كامل، وليس مجرد تحرش جنسي من قبل ضباط وعساكر السجن، وذلك نقلا عن أحد المعتقلين، الذي أكد لمندوب المنظمة قائلًا: "عدد منا أجبروه على الجلوس على أربع كالحيوانات وقاموا بوضع العصي في دبر المعتقلين كنوعٍ جديدٍ من الإذلال والتنكيل بنا"، وشدد على أن أنواع التعذيب المختلفة تقتلهم ببطء يوميًا.
كما لفت الحديث إلى أن عددا كبيرا من الموجودين داخل السجن مصابون بأمراض مزمنة تستوجب إجراء جراحات وعمليات عاجلة ومتابعة طبية خاصة، إلا أن إدارة السجن تتعنت في إجراء تلك العمليات.
وغالبا ما يزداد التعنت ضد المعتقلين، وفقا للأحداث السياسية والأمنية في الشارع المصري، كما تم سابقا عقب اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، وعقب تفجير كنيسة البطرسية بالعباسية، وعقب تفجير كنيستي طنطا والاسكندرية، مؤخرا.