‏"داعش" يسعى لاستهداف الساحة اللبنانية عبر شريط فيديو

10 نوفمبر 2015
محاولات "داعش" اختراق الساحة اللبنانية (أرشيف/ أ.ف.ب)
+ الخط -

عاد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لاستهداف الساحة اللبنانيّة عبر نشر شريط فيديو مدته 38 دقيقة تحت عنوان "صحوات ‏لبنان: تجار الدماء". ويستهدف الشريط هيئة العلماء المسلمين ودار الفتوى ورئيس الحكومة تمام سلام وتيار المستقبل، ويتهمهم ‏بدعم الجيش اللبناني، الذي يعتبره "داعش" "جيش الصليبيين". ‏


ويذكر الشريط كيف أن رجال الدين السنة من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ومفتي طرابلس والشمال مالك الشعار ومشايخ ‏هيئة العلماء، برروا هجوم الجيش على مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان (عام 2007)، وفي عرسال (شرق ‏لبنان) وطرابلس (شمال لبنان)، وأنهم يريدون أن يحكم لبنان رئيس مسيحي.‏

كما يتناول الشريط التعذيب الذي حصل في سجن رومية، ويدعو النساء إلى عدم زيارة أقاربهن في السجون اللبنانيّة، لأنه يعتبر ‏أنهن تتعرضن للذلّ ويعرض لقطات تظهر منع رجال شرطة بعضَ النسوة من قطع الطرقات. ويتهم الشريط رجال الدين السنة ‏بأنهم وقفوا في وجه كسر الحدود الذي حصل في عرسال في أغسطس/‏‎ ‎آب 2014.‏

ويُختم الشريط بجزء من خطبة للمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، يدعو فيها مقاتلي التنظيم إلى استكمال القتال من أجل الأسرى ‏في السجون، ويذكر منها سجن رومية، ويليه جزء من خطبة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، يدعو فيه إلى وأد "القومية ‏والوطنية وكسر حدود سايكس بيكو" وإلى تحكيم الشريعة الإسلامية، ويدعو إلى ثبات أهل الشام.‏

وفي قراءة لهذا الشريط، يبدو أن معدّيه يُدركون التفاصيل اللبنانيّة الداخليّة، وهو ما يُشير إلى أنهم لبنانيّون، لكن التقنية ‏المستخدمة تدلّ على أنه أنتج خارج لبنان. كما أن الشريط يشير على وجود نيات لدى التنظيم لاستهداف الساحة اللبنانيّة مجدداً، ‏من دون أن يعني هذا الأمر هجوما واسعاً يستهدف لبنان، بل يهدف في الأغلب لتجنيد المزيد من الشبان اللبنانيين للقتال في ‏صفوف التنظيم الذي خسر عدداً كبيراً من مقاتليه في المعارك والغارات الجوية. وتتخوّف أوساط إسلاميّة من أن يسعى "داعش" ‏إلى استهداف عدد من رجال الدين الذين يعملون على منع الشبان وإقناعهم بعدم الالتحاق بصفوفه.‏

يُذكر أن مصادر إسلاميّة أكدت أن أحد أبناء طرابلس يُتابع الملف اللبناني من مدينة الرقة السورية، وسبق أن التقى بعدد من ‏العاملين في الساحة اللبنانيّة، وقد أوقفت الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة عدداً منهم في الفترة الأخيرة، لكن هذا لا يعني أن التنظيم يعتبر ‏العمل في الساحة اللبنانية والدخول إليها من أهدافه الاستراتيجية. وينقل من يعرف هذا الشاب، أنه يكنّ عداءً شديداً لرجال الدين ‏في مدينة طرابلس، خصوصاً أولئك الذين جاهروا برفضهم التشدد الديني.‏

اللافت أن هذا الشريط، يتقاطع مع التفجيرين اللذين حصلا مؤخراً في عرسال، واللذين استهدفا هيئة علماء القلمون والجيش ‏اللبناني. ولم تصدر نتيجة التحقيقات بعد في التفجيرين، لكن الاتهام يدور في فلك "داعش" والنظام السوري. المهم، هو أن الشريط ‏والتفجيرين يتقاطعان لجهة توتير الساحة اللبنانيّة وبث الرعب والهستيريا.‏