وأفادت مصادر محلية مطلعة في ريف درعا، بأنّه في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم أمس، الاثنين، فتحت بوابة معبر نصيب – جابر الحدودية من الجهة الأردنية، حيث كانت تتجمّع سيارات عدة لمواطنين أردنيين، في حين لم يكن على الجانب السوري مسافرين سوريين للعبور إلى الجانب الأردني.
وكان قد أنجز اتفاق إعادة فتح معبر نصيب يوم أمس الأول، الأحد، في مبنى يتبع للمعبر في الجانب الأردني. ونصّ الاتفاق على أنّ المعبر سيفتح أبوابه يومياً 8 ساعات فقط، وذلك من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساء، حيث يسمح للمواطن الأردني بالمغادرة لسورية بسيارته الخاصة أو كمسافر عادي عبر وسائل النقل العام، كما يسمح للشحن الأردني بالمغادرة لسورية حسب الاتفاقية الأردنية – السورية، وكذلك يسمح للأردني المقيم في سورية بالدخول للأردن عبر المركز الحدودي.
أمّا في ما يخصّ السوريين، فيسمح للمقيمين منهم في الأردن أو دولة ثالثة بالسفر لسورية عبر المعبر الحدودي على أن تكون وثائق السفر الخاصة بهم كإقامة أو تأشيرة دخول وغيرها سارية المفعول؛ في وقت تم الاشتراط على السوري المتجه إلى الأردن من سورية، الحصول على موافقة أمنية من الأمن الأردني وبشكل مسبق للدخول عبر المعبر. كما يسمح للسوري المتجه للأردن ترانزيت، بالمرور عبر المعبر، على أن يكون حاصلاً على إقامة أو تأشيرة للدولة المسافر إليها أو القادم منها، في حين يسمح للسوري الحاصل على بطاقة مستثمر بالدخول بدون موافقة مسبقة ويسمح له بإدخال سيارته الخاصة.
كما أجاز الاتفاق للشحن السوري المتجه للأردن بالدخول بعد اتخاذ إجراءات التفتيش المطبقة. كما سمح للسوري بإدخال سيارته الخاصة التي لا تحمل لوحة سورية على أن تكون أوراقها القانونية كاملة وضمن قوانين الجمارك، سواء قدوماً للأردن أو مروراً عبر أراضيه، مثلما يسمح لسائقي السيارات السورية العمومية بالدخول للأردن لنقل المسافرين من دون موافقة مسبقة وضمن آلية تمّ الاتفاق عليها بين إدارة الحدين الأردني والسوري.
ويعتبر معبر نصيب من أهم المعابر السورية الـ19 الموزعة على الحدود السورية، فهو البوابة الرئيسية ما بين دول البحر المتوسط والخليج العربي وآسيا وشمال أفريقيا، كما أن له أهمية خاصة بالنسبة للبنان، إذ إنه لا يمتلك معابر حدودية سوى مع سورية.
كما أنّ للمعبر أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لسورية والأردن، لما يعود عليهما من مكاسب مالية، حيث تقدّر بعض التقارير الاقتصادية الخسائر السنوية التي لحقت بالطرفين جراء إغلاق المعبر بـ5400 مليون دولار لسورية، و800 مليون دولار للأردن، و900 مليون دولار للبنان، في حين كانت قيمة المبادلات التجارية بين سورية والأردن عام 2010 تساوي ملياري دولار أميركي.
وبالتزامن مع افتتاح معبر نصيب – جابر على الحدود السورية – الأردنية، كان النظام يرفع علمه على أنغام نشيده الوطني على معبر القنيطرة، ما بين سورية والجولان المحتل، بمظاهر احتفالية ومشاركة ممثلين عن النظام وحشد جماهيري، ووجود القوات الأممية وممثلين عن القوات الروسية، حيث تمّ نقل الاحتفال مباشرة عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام، وذلك بعدما كان المعبر قد أغلقَ منذ سنوات جراء سيطرة الفصائل المسلحة على المنطقة حينها.
ويُستخدم معبر القنيطرة لتأمين زيارة العائلات في الجولان المحتل إلى أقاربهم في سورية، إضافة إلى عبور العرائس بين الجانبين، وكذلك الطلاب الذين يدرسون في الجامعات السورية، إضافة لنقل بعض المحاصيل الزراعية وعلى رأسها التفاح، من الجانب المُحتل نحو سورية.
وفي هذا الإطار، قالت وكالة النظام الرسمية "سانا"، إنه تمّ افتتاح المعبر رسمياً، أمس، فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أنّ الافتتاح جرى بحضور محافظ القنيطرة في حكومة النظام السوري، همام دبيات، وشخصياتٍ عسكرية وفعالياتٍ دينية.
ومنذ أسبوع، كانت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في نيويورك، نيكي هيلي، قد ذكرت أن كلاً من إسرائيل والنظام والأمم المتحدة، قد اتفقت على إعادة فتح معبر القنيطرة، وذلك بعد أيامٍ من تصريحٍ لوزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أعرب فيه عن استعداد حكومته لفتح المعبر الواقع بين الأراضي الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وقوات النظام والشرطة العسكرية الروسية من جهة أخرى.
وكان هذا المعبر قد أغلق قبل نحو أربع سنوات، مع توسيع المعارضة السورية لنطاق سيطرتها في محافظتي درعا والقنيطرة، وعند المناطق الحدودية مع شريط الجولان السوري المحتل. لكن بعدما أعاد النظام بسط نفوذه في المحافظتين في يوليو/ تموز الماضي، بدأ الحديث عن إعادة فتح هذا المعبر، الذي لا يُفتح بشكل دائم طيلة أيام السنة، إنما يتم فتحهُ في أوقاتٍ معينة، بناء على اتفاقٍ بين القوات على جانبي الحدود، وبالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموجودة هناك لمراقبة اتفاقية "فض الاشتباك" الموقعة سنة 1974 بين سورية وإسرائيل.
ويبدو أنّ التوافق الدولي على إعادة افتتاح المعابر الحدودية، وتأمين الطرق التجارية في سورية، بحسب ما تمّ الاتفاق عليه في اجتماعات أستانة، يسير بشكل متواتر. ففي حين كان يتم افتتاح معبري نصيب – جابر، والقنيطرة، كان المعلّم يعبّر من دمشق عن أمله بأن تتم إعادة فتح معبر البوكمال الحدودي بين سورية والعراق.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي عقده أمس مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، الذي يزور دمشق: "نأمل بفتح معبر البوكمال مع العراق قريباً بعد إغلاقه بسبب الإرهاب"، فيما قال الوزير العراقي إن "إغلاق المعابر بين البلدين جاء بسبب ظروف استثنائية جراء الإرهاب، وستفتح قريباً".
وكثر الحديث عن فتح معبر البوكمال، وهو الوحيد الخاضع لسيطرة النظام على الحدود العراقية، حيث إنّ معبر اليعربية بيد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ومعبر التنف بيد القوات الأميركية منذ بداية العام الجاري. وكانت قوات النظام والمليشيات التابعة لها قد طردت تنظيم "داعش" الإرهابي من مدينة البوكمال الحدودية، جنوب شرقي دير الزور، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وبدورها، طردت قوات الجيش العراقي ومليشيا "الحشد الشعبي" التنظيم من معبر القائم المقابل للبوكمال، غربي محافظة الأنبار، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
وكان حجم التبادل التجاري بين سورية والعراق قد بلغ قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، ما يقارب 3.5 مليارات دولار، شكّلت صادرات سورية إلى العراق معظمها.
يشار إلى أنه إلى اليوم لا يوجد حديث عن فتح المعابر الثمانية التي تقع على الحدود السورية التركية أو أحدها، بشكل رسمي، حيث يسيطر النظام على معبر كسب، وهو مغلق بشكل تام، في حين تسيطر الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا على معبر باب الهوى، شمال محافظة إدلب، وهو مفتوح بشكل جزئي، وكذلك معبر باب السلامة، في حين تغلق معبر جرابلس. كذلك، تسيطر "قسد" على معابر بينار، بالقرب من عين عرب، وتل أبيض والدرباسية ونصيبين، وجميعها مغلقة من الجانب التركي.