لطالما صُوّرت الأمّ متفانية من أجل فلذات كبدها، وهو أمر ينطبق كذلك - وبالتأكيد - على الأب. ولأنّ الأمّ والأب يمثّلان معاً ذلك السند الأساس لأبنائهم وبناتهم، أعلنت الأمم المتحدة الأوّل من يونيو/ حزيران يوماً عالمياً للوالدَين. ولعلّ الهدف من ذلك تكريم الآباء والأمهات في كل أنحاء العالم، هؤلاء الذين يضحّون من أجل توفير حياة كريمة ولائقة لأولادهم، علماً أنّ كثيرين منهم ينكرون ذواتهم في سبيل الذين أتوا بهم إلى هذا العالم.
في قرارها المعتمد في عام 2012، لحظت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنّ الأسرة تتحمّل المسؤولية الرئيسية بشأن رعاية الأطفال وحمايتهم. بالتالي، شدّدت على ضرورة أن ينشأ الأطفال في بيئة أسريّة ومحيط من السعادة والمحبة والتفاهم، حتى ينموا نمواً صحياً متكاملاً. وأوضحت أنّ الوالدَين في كل أنحاء العالم، بغضّ النظر عن عرقهما ودينهما وثقافتهما وجنسيتهما، هما الراعيان والمعلّمان الأساسيان لأولادهما، إذ تقع على عاتقهما مسؤولية إعدادهما لحياة منتجة ومرضية وسعيدة، علماً أنّ الوالدَين هما ركنا الأسرة وأساسا مجتمعهما والمجتمع ككل. من جهتها، تقرّ اتفاقية حقوق الطفل بأهمية الدور الذي يضطلع به الوالدان في تنشئة الأطفال.
تجدر الإشارة إلى أنّه منذ ثمانينيات القرن الماضي، راح المجتمع الدولي يولي أهمية كبرى لدور العائلة في المجتمع، فكان عام 1994 يوماً عالمياً للأسرة استناداً إلى قرار صدر في عام 1989. وفي عام 1993، حُدّد 15 مايو/ أيار يوماً عالمياً للأسر.
(العربي الجديد)