قصة ملحمية لا يمكن أن تحصل للكثير من الأشخاص، بطلها رجل قهر المستحيل، وذلل كل العقبات، وبات ملهماً لشريحة كبيرة من الناس حول العالم، هو الأسطورة التي لم تتكرر، الملاكم الأميركي المسلم، محمد علي كلاي، واليوم 7 فبراير/ شباط تاريخ مهمٌ للغاية في حياته، أعلن كاسيوس كلاي إسلامه، وغيّر اسمه إلى محمد علي، بعد فوزه على الملاكم سوني ليستون، حين نجح في إزاحته عن عرش الملاكمة، ولم يتجاوز يومها سن الـ22 عاماً، وهو الذي ولد في 17 يناير/ كانون الثاني من عام 1942 في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي.
الكثير من الأمور تجعل الإنسان أقوى، فمحمد علي الذي تعرض لصدمة حين كان طفلاً صغيراً، يوم رفض راي روبنسون التوقيع له، قرر أن يغدو نجماً كبيراً ليكون قريباً من الناس وأن يوقع لكل من يريد، وبالفعل وصل إلى مراده عبر المثابرة والتدريب المتواصل بمختلف الطرق الممكنة، فتارة كان يتمرن في النادي ومرة أخرى يسابق الحافلة من خلال دراجته الهوائية، وبعد دخوله عالم الملاكمة استطاع الفوز بالميدالية الذهبية للوزن الخفيف في عام 1960 لكنه قذفها بعد ذلك إلى نهر أوهايو حين رفض أحدهم تقديم الطعام له بسبب لون بشرته.
الحرب دائماً تجعل الناس في حالة من القلق، بعضهم يعتبرها دفاعاً عن الأمة، لكن كلاي رفض المشاركة فيها، حين تمنّع عن الانضمام إلى الجيش الأميركي في حرب فيتنام وأطلق حينها تصريحاً هزّ العالم بأسره، وبات حديث الشارع وكل وسائل الإعلام: "يطلبون مني الذهاب إلى مكانٍ بعيد، لأطلق النار على الشعب الفيتنامي، ونحن هنا أصحاب البشرة السمراء نتلقى معاملة الكلاب ولا نمتلك أبسط الحقوق، فإذا كانت الحرب ستعطي الحرية لـ22 مليوناً من أهلي، سأشارك غداً... وفي حال تم سجني، فما الجديد في الأمر نحن على هذا الحال منذ 400 عام".
وبسبب إصراره على عدم الذهاب للحرب، سحب اللقب منه في عام 1967، وعاد للملاكمة بعد ذلك في العام 1970، والتقى سنة 1971 الملاكم العملاق جو فريزر، على حلبة مديسون، ويومها سميت بمواجهة القرن لكنه خسر النزال، وفي عام 1973 انتصر كلاي على كين نورتن أقوى ملاكم في الوزن الثقيل، وانطلق نحو المجد، حين التقى فريرز مرة أخرى، واستطاع الفوز عليه، وتحدي الجميع، وأثبتت السنوات بعد ذلك أنه شخص مستعد لقهر المستحيل، حين فاز على فورمان، رغم أن الجميع رجحّ كفة الأخير، لكن تكتيك كلاي المدهش قلب الموازين.
ولم يترك كلاي الدفاع عن الإسلام يوماً، فبعد تصريحات دونالد ترامب المرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية المناهضة للمسلمين أخيراً، حيث اقترح عدم السماح لهم بدخول البلاد، رد الملاكم الأسطوري في تصريحات صحافية دون ذكر اسم ترامب: "لم أهتم بالسياسة طوال مسيرتي، أعتقد أن قادتنا السياسيين عليهم أن يستغلوا سلطتهم بشكل يساعد في فهم الدين الإسلامي، وتوضيح أن القتلة الذين يسيرون في الطريق الخاطئ لديهم نظرة خاطئة عن حقيقة الإسلام، أنا رجل مسلم، ولا يوجد أي نص في ديني يطلب قتل الأبرياء في أي مكان من العالم".
اقرأ أيضاً: 6 أهداف مذهلة من زوايا مستحيلة يصعب تكرارها