ثلاثة وثلاثون عاماً مرت على مجزرة صبرا وشاتيلا، التي حصلت إبان الاحتلال الإسرائيلي لمدينة بيروت عام 1982. مع ذلك، ما زالت محفورة في ذاكرة أبناء الشعب الفلسطيني، وخصوصاً أولئك الذين خسروا أهلهم وأقاربهم.
أبو أحمد سرور، وهو من سكان مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، قتل في المجزرة مع أحد أبنائه. كان ابنه محمد شاهداً على المجزرة، وما زال يحتفظ بصورها في بيته. يقول لـ "العربي الجديد": "بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت واغتيال بشير الجميل، كان الفلسطينيون في المخيمات يشعرون بالخوف، وكأن حدثاً ما سيحصل. وفي 16 سبتمبر/أيلول، بدأ عسكريون يسألون عن سكان البيوت الواقعة في أطراف المخيم ومداخله".
يضيف محمد أن سكان المخيم طلبوا من الشبان الفلسطينيين المسلحين مغادرة المخيم كي لا يعطوا ذريعة للعسكريين للاعتداء على المخيم. وفعلاً، غادر المسلحون في حين كان الجيش الإسرائيلي يتحرك باتجاه مخيم شاتيلا في بيروت. فيما بدأ بعض سكان المخيم بالهرب.
ويوضح أن "بيتنا كان مؤلفاً من طبقتين، وكانت عائلات عدة تحتمي فيه. إلا أنهم هربوا وبقيت عائلة واحدة مع أهلي. اختبأنا جميعاً في الطابق السفلي. رأيت أفراداً مسلحين يتقدمون باتجاه الشارع الرئيسي من دون إطلاق نار، وتأكدت أنهم ليسوا جنوداً إسرائيليين. أخبرت والدي أن المسلحين اقتربوا وطلبت منه مغادرة المنزل إلا أنه رفض، فقد كان مصاباً في يده إصابة بليغة، وطلب مني المغادرة بدوره".
يروي محمد: "ظنّ والدي أن سنه وإصابته سيشفعان له. بعد إصراره، غادرت البيت لكنني فوجئت بوجود مسلحين أمامي. طلبوا مني التوقّف فهربت. أطلقوا النار نحوي ولم أصب وذهبت إلى مستشفى غزة. في صباح اليوم التالي، كنت وأصدقائي خارج المخيم. التقينا بشخص، أخبرنا أن هناك مجزرة في مخيم شاتيلا وقد قتلوا أبو أحمد سرور وأولاده، ولم يكن يعلم أنني ابنه. صدمت وتوجهت بسرعة إلى مستشفى غزة، لأجد أخي يبكي وأمي مصابة".
يتابع: "علمت أنه بينما كانت والدتي تعد الفطور، في الساعة الخامسة صباحاً، من دون أن تعلم أن هناك مجزرة ترتكب في المخيم، طرق المسلحون الباب وسألوا والدتي عمن معها في المنزل. أخبرتهم أنه لا يوجد أحد غيرها وزوجها وأولادها. طلبوا من والدي إعطاءهم ماله وسلاحه. بعدها، صفّوا أمي وأخوتي على الحائط. ثم طلبوا منه أن يقف إلى جانبهم. وحين استدار، بدأ إطلاق النار على العائلة، فقُتل والدي وأخي. أما شقيقاي ماهر وإسماعيل، فاختبآ في المرحاض وشاهدا كل شيء، فيما تظاهرت أمي وأخواتي بالموت".
إقرأ أيضاً: صبرا وشاتيلا حيّة
أبو أحمد سرور، وهو من سكان مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، قتل في المجزرة مع أحد أبنائه. كان ابنه محمد شاهداً على المجزرة، وما زال يحتفظ بصورها في بيته. يقول لـ "العربي الجديد": "بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت واغتيال بشير الجميل، كان الفلسطينيون في المخيمات يشعرون بالخوف، وكأن حدثاً ما سيحصل. وفي 16 سبتمبر/أيلول، بدأ عسكريون يسألون عن سكان البيوت الواقعة في أطراف المخيم ومداخله".
يضيف محمد أن سكان المخيم طلبوا من الشبان الفلسطينيين المسلحين مغادرة المخيم كي لا يعطوا ذريعة للعسكريين للاعتداء على المخيم. وفعلاً، غادر المسلحون في حين كان الجيش الإسرائيلي يتحرك باتجاه مخيم شاتيلا في بيروت. فيما بدأ بعض سكان المخيم بالهرب.
ويوضح أن "بيتنا كان مؤلفاً من طبقتين، وكانت عائلات عدة تحتمي فيه. إلا أنهم هربوا وبقيت عائلة واحدة مع أهلي. اختبأنا جميعاً في الطابق السفلي. رأيت أفراداً مسلحين يتقدمون باتجاه الشارع الرئيسي من دون إطلاق نار، وتأكدت أنهم ليسوا جنوداً إسرائيليين. أخبرت والدي أن المسلحين اقتربوا وطلبت منه مغادرة المنزل إلا أنه رفض، فقد كان مصاباً في يده إصابة بليغة، وطلب مني المغادرة بدوره".
يروي محمد: "ظنّ والدي أن سنه وإصابته سيشفعان له. بعد إصراره، غادرت البيت لكنني فوجئت بوجود مسلحين أمامي. طلبوا مني التوقّف فهربت. أطلقوا النار نحوي ولم أصب وذهبت إلى مستشفى غزة. في صباح اليوم التالي، كنت وأصدقائي خارج المخيم. التقينا بشخص، أخبرنا أن هناك مجزرة في مخيم شاتيلا وقد قتلوا أبو أحمد سرور وأولاده، ولم يكن يعلم أنني ابنه. صدمت وتوجهت بسرعة إلى مستشفى غزة، لأجد أخي يبكي وأمي مصابة".
يتابع: "علمت أنه بينما كانت والدتي تعد الفطور، في الساعة الخامسة صباحاً، من دون أن تعلم أن هناك مجزرة ترتكب في المخيم، طرق المسلحون الباب وسألوا والدتي عمن معها في المنزل. أخبرتهم أنه لا يوجد أحد غيرها وزوجها وأولادها. طلبوا من والدي إعطاءهم ماله وسلاحه. بعدها، صفّوا أمي وأخوتي على الحائط. ثم طلبوا منه أن يقف إلى جانبهم. وحين استدار، بدأ إطلاق النار على العائلة، فقُتل والدي وأخي. أما شقيقاي ماهر وإسماعيل، فاختبآ في المرحاض وشاهدا كل شيء، فيما تظاهرت أمي وأخواتي بالموت".
إقرأ أيضاً: صبرا وشاتيلا حيّة