ما إن تضيء الشمس خيمته في مخيم دير بلوط، في عفرين، بمحافظة حلب، شمال سورية، حتى يستيقظ سمير (8 سنوات)، ويبدأ في إيقاظ باقي أفراد أسرته. يستعجلهم الذهاب إلى المراحيض، البعيدة عنهم عشرات الأمتار، وهي جماعية، فمنها ما خصص للرجال والفتيان ومنها ما خصص للنساء والفتيات. هناك يصطف الناس بالدور خصوصاً في الصباح.
ما إن تعود عائلة سمير من المراحيض والحمامات حتى تبدأ والدته بتحضير الفطور، الذي غالباً ما يعتمد على بقايا ما طهته في اليوم السابق، بالإضافة إلى ما قد يتوافر من مأكولات معلبة احتوتها سلة المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية لهم. ينطلق بعدها إلى المدرسة، وهي ليست سوى خيمة كبيرة يقضي فيها عدة ساعات في تلقي الدروس من بعض المعلمين غير المختصين غالباً.
اقــرأ أيضاً
يعود سمير إلى خيمته وقد بدأ يشعر بالجوع. ينتظر والدته أن تكمل إعداد وجبة اليوم، وهي حساء الأرزّ، وينتظر عودة شقيقه الأكبر ووالده من مهمة جلب الماء. يتناولون وجبتهم جميعاً، ثم يأخذ سمير الأواني مع شقيقه لتنظيفها بعيداً عن الخيمة، قبل إعادتها إلى تلك المساحة الصغيرة التي تشكل مطبخاً وغرفة معيشة وغرفة نوم، لأسرة مكونة من ستة أفراد.
يلتقي سمير برفاقه ليلعب لعبة "الجيش الحر"، وفيها ينقسمون إلى فريقين، ويعيشون أجواء معركة حقيقية، يمثلون فيها كلّ ما سمعوه من أهاليهم وما رواه لهم الأطفال الأكبر سناً، المهجّرون خصوصاً من جنوب دمشق، وسرعان ما يعود إلى خيمته ليراجع ما أخذه في مدرسته خلال ذلك اليوم، قبل أن تغيب الشمس فينتهي النهار، إذ لا إنارة في خيمته. ويخلدون إلى النوم عند مغيب الشمس عادة.
يتشابه الروتين اليومي لحياة الأطفال في المخيم، حتى تكاد الفوارق تكون محدودة جداً، فالطفل محمد الشامي، كما يناديه أصدقاؤه، وهو المهجّر مع عائلته من جنوب دمشق، لم يكمل عامه العاشر بعد، لكنّه لم يدخل إلى المدرسة في حياته، وهكذا يستقبل الصباح في المخيم كسمير وغيره من الأطفال من دون أن يذهب إلى المدرسة، بل يصطف في طابور للحصول على مياه الغسيل، ومن بعدها في طابور آخر للحصول على مياه الشرب، ثم يمضي في مهمة جديدة ليحصل على حصة عائلته من الخبز من الموزع المسؤول. محمد يمضي بقية نهاره باللعب مع الأطفال في المخيم، فبالإضافة إلى لعبة الحرب، يلعبون بالكلل (البيل) وكرة القدم، التي غالباً ما تكون من صنعهم بعد جمعهم ما يتوفر لديهم من أكياس نايلون وقطع قماش.
من جانبه، يقول الناشط رامي السيد، المهجّر من مخيم اليرموك، جنوب دمشق، إلى الشمال السوري والمقيم حالياً في مخيم دير بلوط، لـ"العربي الجديد": "لا مكان مخصصاً للأطفال في المخيم، وحتى الملعب الوحيد أغرقته مياه المطر، فلم يبق للأطفال إلا ما يتوافر من مساحة بين الخيام يلعبون فوقها". يلفت إلى أنّ "المخيم لا يوفر للأطفال حديقة، أو مركز دعم أو أيّ مساحة آمنة خاصة بهم، بل هو معتقل كبير، فغالبية الأطفال لا يعلمون ما الذي يوجد خارجه، ويخافون من الخروج حتى من خيمتهم لغير المدرسة واللعب والمهام المطلوبة منهم يومياً".
ما إن تعود عائلة سمير من المراحيض والحمامات حتى تبدأ والدته بتحضير الفطور، الذي غالباً ما يعتمد على بقايا ما طهته في اليوم السابق، بالإضافة إلى ما قد يتوافر من مأكولات معلبة احتوتها سلة المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية لهم. ينطلق بعدها إلى المدرسة، وهي ليست سوى خيمة كبيرة يقضي فيها عدة ساعات في تلقي الدروس من بعض المعلمين غير المختصين غالباً.
يعود سمير إلى خيمته وقد بدأ يشعر بالجوع. ينتظر والدته أن تكمل إعداد وجبة اليوم، وهي حساء الأرزّ، وينتظر عودة شقيقه الأكبر ووالده من مهمة جلب الماء. يتناولون وجبتهم جميعاً، ثم يأخذ سمير الأواني مع شقيقه لتنظيفها بعيداً عن الخيمة، قبل إعادتها إلى تلك المساحة الصغيرة التي تشكل مطبخاً وغرفة معيشة وغرفة نوم، لأسرة مكونة من ستة أفراد.
يلتقي سمير برفاقه ليلعب لعبة "الجيش الحر"، وفيها ينقسمون إلى فريقين، ويعيشون أجواء معركة حقيقية، يمثلون فيها كلّ ما سمعوه من أهاليهم وما رواه لهم الأطفال الأكبر سناً، المهجّرون خصوصاً من جنوب دمشق، وسرعان ما يعود إلى خيمته ليراجع ما أخذه في مدرسته خلال ذلك اليوم، قبل أن تغيب الشمس فينتهي النهار، إذ لا إنارة في خيمته. ويخلدون إلى النوم عند مغيب الشمس عادة.
يتشابه الروتين اليومي لحياة الأطفال في المخيم، حتى تكاد الفوارق تكون محدودة جداً، فالطفل محمد الشامي، كما يناديه أصدقاؤه، وهو المهجّر مع عائلته من جنوب دمشق، لم يكمل عامه العاشر بعد، لكنّه لم يدخل إلى المدرسة في حياته، وهكذا يستقبل الصباح في المخيم كسمير وغيره من الأطفال من دون أن يذهب إلى المدرسة، بل يصطف في طابور للحصول على مياه الغسيل، ومن بعدها في طابور آخر للحصول على مياه الشرب، ثم يمضي في مهمة جديدة ليحصل على حصة عائلته من الخبز من الموزع المسؤول. محمد يمضي بقية نهاره باللعب مع الأطفال في المخيم، فبالإضافة إلى لعبة الحرب، يلعبون بالكلل (البيل) وكرة القدم، التي غالباً ما تكون من صنعهم بعد جمعهم ما يتوفر لديهم من أكياس نايلون وقطع قماش.
من جانبه، يقول الناشط رامي السيد، المهجّر من مخيم اليرموك، جنوب دمشق، إلى الشمال السوري والمقيم حالياً في مخيم دير بلوط، لـ"العربي الجديد": "لا مكان مخصصاً للأطفال في المخيم، وحتى الملعب الوحيد أغرقته مياه المطر، فلم يبق للأطفال إلا ما يتوافر من مساحة بين الخيام يلعبون فوقها". يلفت إلى أنّ "المخيم لا يوفر للأطفال حديقة، أو مركز دعم أو أيّ مساحة آمنة خاصة بهم، بل هو معتقل كبير، فغالبية الأطفال لا يعلمون ما الذي يوجد خارجه، ويخافون من الخروج حتى من خيمتهم لغير المدرسة واللعب والمهام المطلوبة منهم يومياً".
ينقسم مخيم دير بلوط، إلى قسمين؛ مخيم دير بلوط الداخلي، ومخيم المحمدين. عدد من يقيمون فيه نحو 900 عائلة. يفصل بين المخيمين نهر عفرين، وكان يصل بينهما جسر، لكنّ الأمطار والسيول حالت دون استخدامه. المخيمان مهددان بالغرق إذا فاض النهر، ما سيجبر السكان على الفرار إلى العراء في الجبل القريب منه.
اقــرأ أيضاً
حال أطفال مخيم الركبان، في عمق البادية السورية بريف حمص، على الحدود السورية الأردنية، مماثل، وإن كان وضعهم بالمجمل أسوأ، فالأطفال هناك محرومون من أبسط الحقوق. يقول مسؤول التعليم في الإدارة المدنية للمخيم، أحمد الصغير، لـ"العربي الجديد": "في مخيم الركبان أطفال يستيقظون للذهاب إلى المدرسة ثم يعودون للدرس واللعب والنشاطات المنزلية. وهناك أطفال يخرجون منذ الصباح ولا يذهبون الى المدرسة، بل يقضون النهار في شوارع المخيم، يلعبون بالتراب وغيره ولا أحد من الأهل يسأل عن أكلهم ووقت عودتهم، وهناك أطفال يخرجون منذ الصباح إلى السوق فيبيعون بعض السلع البسيطة من أجل الحصول على لقمة العيش و مساعدة ذويهم، ولا ننسى من يمضون النهار في نقل المياه لذويهم". يشير الصغير إلى أنّه "في مخيم الركبان لا ألعاب ولا حدائق وملاعب، ما يدفع الأطفال لملء وقتهم بألعاب بسيطة، كلعبة النحل، ولعبة شرطة وحرامية (لصوص)، ولعبة الحرب، ويمثلون فيها ما يشاهدونه أو يسمعونه من ذويهم. كذلك هناك من يلعب كرة القدم وشدّ الحبل".
حال أطفال مخيم الركبان، في عمق البادية السورية بريف حمص، على الحدود السورية الأردنية، مماثل، وإن كان وضعهم بالمجمل أسوأ، فالأطفال هناك محرومون من أبسط الحقوق. يقول مسؤول التعليم في الإدارة المدنية للمخيم، أحمد الصغير، لـ"العربي الجديد": "في مخيم الركبان أطفال يستيقظون للذهاب إلى المدرسة ثم يعودون للدرس واللعب والنشاطات المنزلية. وهناك أطفال يخرجون منذ الصباح ولا يذهبون الى المدرسة، بل يقضون النهار في شوارع المخيم، يلعبون بالتراب وغيره ولا أحد من الأهل يسأل عن أكلهم ووقت عودتهم، وهناك أطفال يخرجون منذ الصباح إلى السوق فيبيعون بعض السلع البسيطة من أجل الحصول على لقمة العيش و مساعدة ذويهم، ولا ننسى من يمضون النهار في نقل المياه لذويهم". يشير الصغير إلى أنّه "في مخيم الركبان لا ألعاب ولا حدائق وملاعب، ما يدفع الأطفال لملء وقتهم بألعاب بسيطة، كلعبة النحل، ولعبة شرطة وحرامية (لصوص)، ولعبة الحرب، ويمثلون فيها ما يشاهدونه أو يسمعونه من ذويهم. كذلك هناك من يلعب كرة القدم وشدّ الحبل".