يوفنتوس.. هل آن الأوان؟

08 فبراير 2016
(Getty)
+ الخط -

هو ليس سؤالاً عاطفياً كما قد يشعر بعضهم للوهلة الأولى، لأن من يتابع الفريق، منذ بداية عودته للسيطرة في إيطاليا، ومراحل عودته إلى الساحة الأوروبية، ومن راقب تطوّر الفريق في السنوات الأخيرة وما يشبه "الانبعاث" الذي قام به هذا الموسم، يعرف أنه سؤالٌ واقعي بل من صميم الواقع.

لم يكن تذيّل الترتيب ما يقلق يوفنتوس وجمهوره، بداية هذا الموسم، فالجولات الأولى من أي دوري ليست كافية لتحديد هوية البطل، لكن ما كان مُقلقاً هو شخصية الفريق وروحه التي كانت مفقودة، ورحيل بعض العناصر الأساسيين والخوف من عدم مقدرة اللاعبين الجدد من ملء الفراغات، خصوصاً مع فريق ينافس في أكثر من بطولة.. الأمور كانت غامضة ومخيفة.

ما حصل مع يوفنتوس، هذا الموسم، كان مفاجئاً بل صادماً للجميع، بمن فيهم مشجعوه.. بداية من الأداء المتذبذب وفقدان الهوية، تخبّط ماسيميليانو أليغري، الذي خاض، هذا الموسم، الامتحان الأصعب في مسيرته المهنية دون أدنى شك، ومن ثم بداية العودة شيئاً فشيئاً إلى ثبات أداء الفريق وقوته، إلى أن وصل إلى فريقٍ، دكّة بدلائه قادرة على إكمال مباريات الدوري والفوز باللقب دون أيّ مبالغة.

خطّه الخلفي الذي يضم أسماء، هي نبض يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، من حارس المرمى إلى المدافعين إلى احتياطييهم.. الذين يثبتون في كل مناسبة قوّتهم وفهمهم أدوارهم واحترام ألوان قميصهم. أما خط الوسط الذي كان نقطة الضعف الأكبر، هذه السنة، بسبب رحيل بعضهم، وإصابات بعضهم، وعدم تمكّن الجُدد من إيجاد مكانهم فيه، لكن وقبل انتصاف الموسم، بدأت الأمور تأخذ مجراها الطبيعي مع عودة المصابين، واعتياد اللاعبين الجدد على أجواء تورينو، والتفاهم والانسجام الكبيرين اللذين باتا واضحين كثيراً بين الجميع، إلى أن عاد خط وسط يوفنتوس نقطة قوته. أما خط الهجوم، الذي كان أكثر ما يفتقده الفريق، في السنوات الأخيرة، وكان دائماً نقطة الضعف الوحيدة في يوفنتوس، أصبح، الآن، احتياطيّو مهاجميه، نجوماً أساسيين في منتخبات بلادهم.

جمهور يوفنتوس شبع من الأرقام المحلية، وتعب من لعنة المباراة النهائية في دوري الأبطال، الآن، غير الأمل، لديه كل شيء ليحلم بتحقيق اللقب الأوروبي، قد تكون حنكة المدرّب ومرونته التكتيكية، وقد يكون انسجام اللاعبين وتفهاهمهم، وقد يكون قوّة الفريق وثبات أدائه وقد يكون "الحظ" في اجتماع كل ذلك.. لا يهم.. ما يهم الآن، أن تلك الخلطة السحرية يبدو وكأنها وجدت، أخيراً، في يوفنتوس.. تلك الخلطة التي تجعل عشاق الفريق تحلم، وتجعل جمهور كرة القدم يسأل "هل فعلاً آن الأوان"؟

عندما حقّقوا حلمهم الأخير في أوروبا، منذ عشرين عاماً تماماً، لم يكن جمهورهم ولا اللاعبون مضطرون لمغادرة إيطاليا وقتها، رفعوا الكأس تحت سماء إيطاليا، الآن، المسافة أقرب، الحلم أكبر، لكنه أصعب... والسماء الإيطالية، اشتاقت لرؤيتهم يتوّجون...

لمتابعة الكاتبة...https://twitter.com/ShifaaMrad


اقرأ أيضاً:بالفيديو.. المغربي العربي يحرج ريال مدريد..ويهز شباك نافاس

 

المساهمون