يوسف زيدان.. صحوة دونكيشوت

17 نوفمبر 2014
تصوير: أندرو هندرسون
+ الخط -

في ما يشبه "البيان الفيسبوكي"، أعلن الكاتب المصري يوسف زيدان (1958)، "التوقف عن أي فعلٍ وتفاعلٍ ثقافي في مصر والبلاد العربية"، بسبب تعيين إسماعيل سراج الدين مستشاراً ثقافياً لرئاسة مجلس الوزراء، إلى جانب منصبه كمدير لمكتبة الإسكندرية، التي شهدت، وفقاً للبيان، "جهداً لا يعلمه إلّا الله"، قدّمه صاحب "عزازيل" (المدير السابق لمركز المخطوطات في المكتبة) كي "يبنيها ويرفع شأنها في العالم".

وقال زيدان في بيانه: "الدكتور المذكور (سراج الدين) يُحاكم منذ ثلاثة أعوام بسبب أفعاله في المكتبة، ويديرها في الوقت ذاته، وكان قد أحيل إلى النيابة في 107 قضية، جرى التصالح في بعضها وذهب بعضها الآخر إلى المحكمة وظلّت الجلسات تؤجّل حتى كان التأجيل رقم 15 منذ أسبوع، إلى جلسة شهر ديسمبر القادم، وما زال يدير المكتبة".

وأضمر البيان إشارةً إلى ازدواجية معايير جابر عصفور، وزير الثقافة في مصر، الذي صرّح للصحف منذ عامين بأنّ "إسماعيل سراج الدين كذّاب". ومع ذلك، أصدر عصفور قراراً، فور تولّيه الوزارة بضمِّ هذا "الكذّاب" إلى "المجلس الأعلى للثقافة".

وتبقى المعضلة، بحسب البيان، في أنْ "يصدر رئيس الوزراء قراره لتكريم الدكتور المذكور بمنصب المستشار الثقافي لرئاسة مجلس الوزراء".

كل ذلك جعل زيدان يتأكد أنه "يحارب طواحين الهواء"؛ لذا سيوقف العطاءات التي يغدقها على الثقافة العربية، وسيبدأ بالتوقف عن "الكتابة الأسبوعية في الصحف وعن كافة الاجتهادات التثقيفية والصالونات الثقافية والندوات واللقاءات الفكرية التي أُقيمها في القاهرة والإسكندرية، وغيرهما من المدن". ويضيف: "لن أشارك من الآن فصاعداً، في أي حدثٍ عامٍ، ثقافي أو غير ثقافي".

ولن يتراجع صاحب "ظل الأفعى" عن قراره "ما دام إسماعيل سراج الدين في مكانه كمدير لمكتبة الإسكندرية، أو تُعلن المحكمة براءته من القضايا التي يُحاكم فيها، بسبب أعماله في المكتبة"، أو يتدخّل الرئيس عبد الفتاح السيسي "الذي بحكم منصبه كرئيس للجمهورية، هو بحكم القانون الخاص بالمكتبة؛ رئيس مكتبة الإسكندرية"، وإن لم يفعل فـ"لا فائدة تُرجى من أي جهدٍ ثقافي يُبذل في هذا الوطن المنكوب المسمّى مصر".

المساهمون