اتُهم يوري دود بـ"تحريف الحقائق"، ووُصف بـ"مكافح القشرة" على لسان المذيع في التلفزيون الروسي فلاديمير سولوفيوف.
وفي هذا السياق، تناول الصحافي الروسي المعارض أوليغ كاشين، في صحيفة "ريبابليك" الإلكترونية أمس الجمعة، أسباب تهجم الإعلاميين الموالين على دود، بعد أن وجه فيلمه "بيسلان تذكر" اتهامات إلى السلطات الروسية بسوء إدارة أزمة الرهائن، مما أسفر عن سقوط 334 قتيلاً، بينهم 186 طفلاً.
وأشار كاشين إلى أن دود ظل لفترة طويلة يندرج تحت فئة "المدونين الشباب على الإنترنت"، قبل أن يتحول إلى نجم كبير على الشبكة العالمية يحاور الشخصيات المحظورة مثل مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، المعارض البارز أليكسي نافالني، والملياردير السابق المقيم في لندن ميخائيل خودوركوفسكي الذي يعد واحداً من أشد خصوم الكرملين.
ولم يكتف دود بإجراء حوارات جريئة مع المعارضين والمؤيدين على حد سواء، بل أنتج في نهاية إبريل/نيسان الماضي، الفيلم الوثائقي "كوليما" الذي كشف فيه لملايين مستخدمي "يوتيوب" من الشباب عن نطاق القمع في عهد الزعيم السوفييتي الراحل جوزيف ستالين، ومعسكرات العمل الإجباري في أقصى شمال البلاد في عهده.
إلا أن الفيلم الثاني عن بيسلان أحدث غضباً غير مسبوق بين الإعلام الموالي، نظراً لتحديه الرواية الرسمية للدولة الحالية التي تعتمد على تأكيد صحة قرار اقتحام المدرسة في اليوم الثالث من الاحتجاز.
واعتبر كاشين أنه يمكن الجزم بأن وجود دود في حد ذاته "خرق احتكار الدولة للذاكرة والحقيقة واللقطات التلفزيونية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "السلطة لا تدرك أن دود تحدٍ وليس تهديداً، ولذلك ستواجهه، مما سينعكس سلباً عليها".
ومنذ تسجيلها على "يوتيوب" مطلع عام 2014، حظيت قناة دود بنحو 700 مليون مشاهدة، بواقع ملايين المشاهدات لكل حلقة، بما يزيد بمقدار عشرات الأضعاف عن حلقات البرامج الدعائية في التلفزيون الرسمي.
وفي الصيف الماضي، تجلت مواقف دود السياسية المعارضة، إذ حضر في أغسطس/آب إلى واحدة من أكبر التظاهرات ذات المطالب السياسية التي شهدتها موسكو منذ سنوات والمطالبة بالسماح لمرشحي المعارضة "غير النظاميين" بخوض سباق انتخابات مجلس دوما (نواب) موسكو.
كما نال دود قبل أيام للمرة الثالثة جائزة "الوجه من الشاشة ــ 2019" التي تمنحها مجلة "جي كيو"، داعياً في كلمة أثناء مراسم تكريمه إلى عدم السكوت على استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين والفساد وتزوير نتائج الانتخابات.