يمنيات يجهلن فوائد الرضاعة الطبيعية

03 يونيو 2018
هل تدرك أهمية الرضاعة الطبيعية؟ (محمت كمال فيريت/ الأناضول)
+ الخط -

تجهل أمهات كثيرات في اليمن أهميّة الرضاعة الطبيعية لأطفالهن والممارسات السليمة لتغذية الرضع، ما دفع السلطات الصحية، بدعم من منظمات دولية، إلى إطلاق حملات لتعزيز الوعي حول أهمية الرضاعة الطبيعية، وتشجيع التغذية التكميلية المناسبة.

لم تكن أم عبد الرحمن، وهي أم لطفلين، تعرف أنها تجهل الوسائل الصحيحة للرضاعة، وكيفية جعل الطفل يستفيد من الوقت المخصص للرضاعة. تقول لـ"العربي الجديد"، إنّها سمعت نصائح من ممرضة تعمل في أحد المراكز الطبية في صنعاء حول كيفية الرضاعة، والمدة المطلوبة، وأهميتها للطفل والأم، والطرق السليمة لتغذية الطفل. وتشير إلى أنها كانت كغيرها تعتقد أن حليب الأم غير كاف للطفل، وأن الحليب الصناعي يساعد الطفل على النوم ليلاً، وبالتالي يريح الأم. تضيف: "بعد الجلوس مع الممرضة، تبين لي أن حليب الأم هو الذي يريح الطفل، كما أنه أكثر فائدة من الحليب الصناعي بعدما كنت أشتري أغلى أنواع الحليب اعتقاداً مني بأنه يساعد في تغذية طفلي بشكل جيد".

وتبرّر أمهات عدم إرضاع أطفالهن بأسباب عدة، علماً أن الأمر ينعكس سلباً على صحة الطفل ويعرضه للأمراض وسوء التغذية، فضلاً عن تكاليف شراء الحليب الصناعي الذي يرتفع سعره في الآونة الأخيرة. وتؤكد دلال، وهي أم لأربعة أطفال: "بعض الأمهات لا يرضعن أطفالهن خوفاً على صحتهن وجمالهن، ويعتقدن أن الرضاعة تؤثّر سلباً على نضارة وجوههن".

إلى ذلك، تقول مسؤولة التغذية في مركز الفوارس الطبي في صنعاء، اعتدال العبسي، إن يمنيات كثيرات يجهلن الوسائل السليمة للرضاعة وفوائدها على الطفل والأم، ويعتقدن أن الحليب الصناعي يفيد الطفل أكثر من الطبيعي. وتؤكد لـ"العربي الجديد"، أنها تعمد إلى توعية النساء اللواتي يترددن على المركز الصحي حول أهمية الرضاعة الطبيعية والطرق السليمة لإرضاع الطفل منذ الولادة، مشيرة إلى أن التوعية تساهم في الحد من نسبة الوفيات بين الأطفال.


من جهته، يؤكد طبيب الأمراض الباطنية أحمد عبدالله، أن أمهات كثيرات في اليمن لا يدركن أهمية الرضاعة الطبيعية، ما ينعكس على صحة أطفالهن. ويشير لـ"العربي الجديد"، إلى أن أكثر الأطفال المصابين بسوء التغذية موجودون في الأرياف، وهي المناطق التي لا تعرف فيها النساء أهمية الرضاعة الطبيعية. يضيف: "تخرج الأم صباحاً للعمل في الزراعة أو الرعي أو جلب المياه. وفي المساء، لا ترضع صغارها كما يجب".

وفي سبيل مواجهة عدم اهتمام الأمهات بإرضاع أطفالهن، أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، حملات توعية حول خطورة عدم إرضاع المواليد طبيعياً. ويقول مصدر في "يونيسف" إن الحملة التي نفذها مكتب الصحة في أمانة العاصمة بدعم من المنظمة، هدفت إلى زيادة وعي العاملين في المؤسسات الصحية بالتشريعات الوطنية والانتهاكات المختلفة للمدونة الدولية الخاصة بهذا المجال. يضيف المصدر لـ"العربي الجديد"، أن المنظمة تدعم تعزيز الممارسات السليمة لتغذية الرضع، وحماية وتشجيع الرضاعة الطبيعية، والتغذية التكميلية المناسبة والملائمة. ويشير إلى أن الدفع باتجاه تنفيذ القانون الوطني في اليمن لتعزيز وحماية الرضاعة الطبيعية لعام 2002، الذي يتماشى مع المدونة الدولية لتسويق بدائل حليب الأم، يعد أحد الأنشطة الهادفة إلى حماية وتعزيز الرضاعة الطبيعية في اليمن، إضافة إلى "زيادة الوعي بالقوانين التي تمنع الترويج للحليب الاصطناعي كبديل لحليب الأم".

ويرى أنّ هذا العمل سيساهم في خفض وفيات الأطفال في اليمن، مؤكّداً أن "الاستخدام غير المبرر والمستشري وغير المناسب لبدائل حليب الأم ساهم في زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية"، في وقت يساعد الترويج للرضاعة الطبيعية الحصرية وحمايتها على تحسين غذاء الأطفال وتقليل خطر الوفاة.

ويؤكد المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، على أهمية التوعية حول تعزيز الرضاعة الطبيعية، وضمان عدم استخدام بدائل عن حليب الأم عندما لا يكون هناك ما يبرر ذلك طبياً، لتخفيف أضرار التغذية الاصطناعية على الأطفال، نافياً منع المنظمة ووزارة الصحة والسكان للأطفال الذين لديهم أسباب طبية من تناول الحليب الاصطناعي.


من جهته، يؤكد مدير إدارة التغذية في مكتب الصحة بأمانة العاصمة علي الفقيه، على ضرورة التزام المؤسسات الصحية العامة والخاصة بالتشريعات والقوانين الخاصة بتشجيع الرضاعة الطبيعية. ويقول لـ"العربي الجديد"، إن الحملة رصدت ألفاً و890 صيدلية و399 منشأة مخالفة للتشريعات والقوانين، أهمها الترويج للحليب الصناعي في الصيدليات وإفراد مساحات كبيرة لمنتجاته. وبلغت نسبة مخالفات الصيدليات نحو 64 في المائة، ونسبة المخالفات في المنشآت نحو 88 في المائة. ووفقاً لـ"يونيسف" منذ مطلع العام الجاري، فإن نحو 400 ألف طفل تحت سن الخامسة في اليمن يعانون من سوء التغذية الشديد، وقد تمكنت المنظمة من الوصول إلى 60 ألف طفل ودعمهم بالتغذية العلاجية المنقذة للحياة.
دلالات
المساهمون