أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم الإثنين، التوصل إلى اتفاق تركي- إسرائيلي يمهد لإعادة تطبيع العلاقات، وينهي حوالي ست سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين الجانبين، إثر هجوم الاحتلال الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة"، مشيرا إلى أن الاتفاق حقق الشروط التركية الثلاثة، ممثلة بالاعتذار لضحايا الهجوم، ودفع التعويضات، وتخفيف الحصار على قطاع غزة المحاصر.
وأكد يلدريم أن التوقيع الرسمي على الاتفاق سيتم يوم غد، بالقول: "سيتم يوم غد التوقيع على نص الاتفاق من الجانبين الإسرائيلي والتركي، وسيمثل تركيا مستشار الخارجية، وبعد التوقيع سيحتاج الاتفاق إلى المصادقة عليه. في إسرائيل ستصادق عليه الحكومة، بينما سيتم المصادقة عليه في تركيا من قبل البرلمان، وبعدها سيتم تبادل السفراء في أسرع وقت ممكن".
وأشار يلدريم إلى انتزاع تركيا الموافقة على جميع الشروط التي طلبتها، موضحا: "في آذار/مارس 2013 قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتقديم اعتذاره لرئيس الوزراء التركي حينها، رئيس الجمهورية الحالي، رجب طيب أردوغان، عبر الهاتف، وكانت تلك هي الخطوة الأولى"، مضيفا: "ولكن الشروط التركية لم تكن تتضمن فقط الاعتذار، هناك شرطان مهمان آخران، وبالأخص ما يتعلق بتخفيف الحصار عن فلسطين وقطاع غزة، وفتح الطريق أمام المساعدت الإنسانية والاستثمارات. أما الشرط الثالث فكان دفع 20 مليون دولار تعويضات لذوي ضحايا الهجوم على سفينة "مافي مرمرة"، وقد تضمن الاتفاق تنفيذ هذين الشرطين".
وشدد يلدريم على أن السبب الرئيسي لطول فترة المفاوضات كان يتصل بتخفيف الحصار عن الفلسطينيين، قائلا: "لقد كانت المادة الرئيسية لهذه المفاوضات الطويلة إزالة العزلة والصعوبات التي يواجهها إخواننا الفلسطينيون في حياتهم اليومية"، قبل أن يكشف أن "سفينة المساعدات الأولى ستتجه إلى قطاع غزة يوم الجمعة المقبل، وستكون محملة بعشرة آلاف طن من المساعدات، انطلاقا من ميناء مرسين باتجاه ميناء أسدود الإسرائيلي، وبالتالي سيتم رفع الحصار بوجه المساعدات التركية إلى القطاع، وكذلك ستبدأ، وبشكل فوري، الأعمال لتلبية احتياجات غزة من الكهرباء والمياه، وسيتم الانتهاء من بناء مستشفى الصداقة الفلسطينية- التركية في غزة بسعة 200 سرير".
وتابع رئيس الوزراء التركي: "سيتم فتح المجال لإكمال المشاريع السكنية التابعة لإدارة مشاريع التجمعات العمرانية التابعة لرئاسة الوزراء التركية في القطاع، وستم تذليل العقبات في وجه بناء المنطقة الصناعية في مدينة جنين في الضفة الغربية".
وفي رده على سؤال أحد الصحافيين الإسرائيليين حول الجنود الأسرى لدى حركة "حماس"، أشار يلدريم إلى إمكانية قيام تركيا بوساطة بين الجانبين لإطلاقهم.