انتخب وزير النقل التركي بن علي يلدريم، اليوم الأحد، لرئاسة حزب "العدالة والتنمية"، خلفاً لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وذلك خلال مؤتمر استثنائي للحزب الحاكم كان فيه المرشح الوحيد لهذا المنصب.
وحصل يلدريم على 1405 من أصوات مندوبي الأحزاب من أصل 1411 شاركوا بالتصويت، بينما تم اعتبار 6 أوراق اقتراع غير صحيحة. ويتوقع أن يتم تكليف يلدريم اعتباراً من مساء اليوم بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، على أن يصادق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحكومة قبل توجهه لمدينة إسطنبول للمشاركة في القمة الإنسانية العالمية.
كما يتوقع أن يتم التصويت على الثقة على الحكومة الجديدة في البرلمان، الأسبوع المقبل، والذي يبدو إجراء إدارياً، بسبب الغالبية التي يتمتع بها حزب "العدالة والتنمية" في البرلمان.
وألقى يلدرم، اليوم، قبل التصويت، كلمة حدد خلالها المعالم الأساسية، وأهداف وتوجهات حكومته المقبلة.
وبدأ يلدريم كلمته بالتوجه إلى رجب طيب أردوغان، مؤكداً على العلاقة القومية التي تجمعهما وولائه للأخير، قائلاً إن "رجب طيب أردوغان رفيق درب بالنسبة لي، بل ورفيق في القدر، وبعد اليوم سيستمر الأمر كما هو عليه، حبك هو حبنا وقضيتك هي قضيتنا وطريقك هو طريقنا".
وبعدما شكر كل من داود أوغلو والرئيس السابق عبد الله غول أكد يلدرم على عدد من القضايا الأساسية فيما بدا تطابقاً كاملاً مع رؤية أردوغان، وفي مقدّمتها استمرار العمليات الأمنية ضد حزب "العمال الكردستاني"، وضرورة كتابة دستور تركي جديد يعتمد على النظام الرئاسي كونه النظام الأمثل للجمهورية التركية، وكذلك على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي.
ووصف بن علي حزب "العدالة والتنمية" بأنه "حزب كل الشعب التركي، وحزب المظلومين في كل مكان"، مضيفاً أن "حزب العدالة لن يتراجع، ولن يرضخ أمام المخططات الهادفة إلى إعاقة تقدم وتطور تركيا".
وترحم يلدريم على أرواح قتلى قوات الأمن التركية الذين سقطوا نتيجة العمليات العسكرية ضد حزب "العمال الكردستاني" في عموم البلاد، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، مؤكداً أن الحكومة الجديدة ستواصل محاربة "الكردستاني" "الذي عمل على تخريب البلاد على مدار أكثر من 40 عاماً، حتى يتم تطهير جميع أنحاء تركيا منهم"، بالقول إن "العقبة الأكبر في وجه مستقبل تركيا هي مسألة الإرهاب، قد تفترق طرقنا ولكن البلاد لا يمكن تقسيمها أبداً، نتقاسم خبزنا، ولكننا لا يمكن أن نقسم تركيا".
ولفت يلدريم إلى أن حزب "العدالة والتنمية" حقق قفزات نوعية في تركيا خلال الـ13 عاماً الماضية، في مجالات الطرق والمواصلات والصحة والتعليم، مؤكداً على مواصلة الحزب جهوده في نقل تركيا نحو التقدم والتطور وتحقيق الهدف الكبير في 2023.
وبيّن أن تركيا بحاجة إلى نظام دستوري جديد يلبي تطلعات الشعب التركي، مؤكداً أنه سيعمل خلال فترته الرئاسية على تطبيق النظام الرئاسي، قائلاً إن "أهم شيء علينا فعله، هو تشريع النظام الحالي الذي نعمل به، وإنهاء الخلط الناجم عن ذلك، بحيث إن الطريق الأمثل هو الدستور الجديد والنظام الرئاسي".
وشدد يلدريم على استمرار المعركة مع الكيان الموازي، في إشارة إلى حركة "الخدمة" بقيادة الداعية فتح الله غولان، مطالباً الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن "سياساته المتخبطة" تجاه تركيا، ومبيناً أن تركيا لن تغير من سياستها في سبيل رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك.