يتحدر يلدرم (61 عاما) من ولاية أزرينجان شرق الأناضول، حيث بدأ حياته السياسية برفقة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عندما كان الأخير رئيسا لبلدية إسطنبول في التسعينيات. وتولى يلدرم إدارة خدمات النقل البحرية في مدينة إسطنبول، واستطاع من خلال تولي منصبه تحقيق قفزة نوعية في الخدمات، التي كانت مقدمة للنقل الجماعي البحري في مدينة إسطنبول حينها.
وبعد مشاركته مع أردوغان في تأسيس حزب العدالة والتنمية 2001، بات يلدرم الوزير الأكثر بقاءً في منصبه خلال الحكومات المتعاقبة منذ تولي العدالة والتنمية الحكم في عام 2002، وساهم في تحقيق قفزة نوعية في البنية التحتية للمواصلات في عموم الجمهورية التركية، على جميع المستويات، فارتفع تعداد المطارات في تركيا من 26 مطارا إلى 52 مطارا.
وبعد أن كان طول الطرقات المنجزة في عموم الجمهورية منذ إنشائها لا يتجاوز 6 آلاف كيلومتر، استطاع يلدرم في حوالى 12 عاما من وجوده في وزارة المواصلات إضافة أكثر من 13 ألف وخمسمائة كيلومتر إليها، وكذلك تم إنشاء أول خط قطار سريع في تركيا، وتم بناء حوالى ألف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الجديدة وتجديد 5449 كيلومتراً آخر.
ويعتبر يلدرم ذراع أردوغان اليمنى، كما يطلق عليه في الأوساط السياسية التركية، ومن أبرز المخططين والمشرفين على تنفيذ المشاريع العملاقة في تركيا، ويأتي على رأسها قطار الأنفاق، الذي يربط بين القسم الآسيوي والقسم الأوروبي لمدينة إسطنبول، وجسر السلطان سليم بين ضفتي إسطنبول، وأيضا مشروع المطار الجديد في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، الذي سيكون واحداً من أكبر المطارات في العالم، والعديد من الجسور، وكذلك تطوير البنية التحتية للاتصالات في البلاد بشكل سريع.
ولم ينقطع بن علي يلدرم عن التواجد وزيراً في الحكومة، إلا بعد صعود أردوغان إلى منصب رئاسة الجمهورية في أغسطس/آب 2014، وبعد أن كان أحد منافسي داود أوغلو على خلافة أردوغان في منصب رئاسة الوزراء، تم إبعاد يلدرم عن الحكومة واصطحابه للقصر الرئاسي كأحد أبرز المستشارين. وعاد يلدرم مجددا إلى الحكومة وزيرا للاتصالات والمواصلات بعد انتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التي استعاد خلالها العدالة والتنمية الغالبية البرلمانية الكافية للتفرد بالحكم.