كانت بداية تواجدها فنياً في مصر من خلال بوابة المخرج خالد يوسف، في فيلم "كارما". وقدمت بعده بعض التجارب التليفزيونية والسينمائية. ومؤخّراً، شاركت في الفيلم السينمائي "عمر خريستو" الذي تعتبره نقلة في حياتها الفنية. إنها الفنانة التونسية يسرا المسعودي التي التقتها "العربي الجديد" في هذا الحوار، للتحدث عن خطواتها في مصر وتونس.
حدثينا عن دورك في فيلم "عمر خريستو"، وما سر هذا الاسم للعمل؟
إطلاق اسم "عمر خريستو" للفيلم يتوافق مع الأحداث، حيث يجسّد شخصية بحار، ولديه العديد من الأزمات في حياته على المستوى الشخصي والعملي. ويعلم من شاهد العمل مدى تناسب الاسم مع الفكرة بشكل عام. أما عن الدور الذي أجسده، فهو لشخصية إرهابية اسمها "ندى"، تعيش صراعات نفسية كبيرة، بعد ما فجّر شقيقها نفسه في إحدى العمليات الإرهابية، فلا تفعل شيئاً في الدنيا سوى محاولة الانتقام ممن كانت له يد في حرمانها من شقيقها.
وهي مؤمنة بأن الدنيا لا قيمة لها على الإطلاق، لذلك، لديها مبادئ دينية تكمن في أن الجنة هي الخلاص من الحياة. وتعمل طيلة الوقت لدخول الجنة، ورؤية شقيقها الراحل، وتستغني عن كل من حولها من زوج وأبناء من أجل هدفها. ورغم ما يسببه ذلك من جَلْد لنفسها، إلا أن إيمانها بما تريد يكون أقوى.
هل كنتِ في حاجة إلى تغيير جلدك إلى هذا الحد؟
طبعاً، بعد فيلم "كارما"، وبعض الأعمال الأخرى التي قدمتها، كنت أتمنى تقديم دور جديد يُخرج طاقات فنية منّي. والحمد لله، حدث ذلك مع "عمر خريستو"، فالشخصية مليئة بالتناقضات والانفعالات المختلفة. وأتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور، ويكون خطوة جديدة لي في مصر.
وما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟
هناك عملان للسينما كنت أقرأهما مؤخراً. ولكن استقررت على أحدهما، لأنه كوميدي "لايت". وأنا بصدق أتمنى تقديم نوع جديد من الأعمال. وإن شاء الله سنبدأ جلسات العمل والتحضيرات قريباً. ولن أتحدث عن أي من تفاصيله حتى ندخل في طور التصوير.
ولماذا تحبين اللون الكوميدي بشكل خاص؟
أحببته من كثرة مشاهدتي له في الفن المصري. ولأن فناني "هوليوود الشرق" يتميزون بخفة ظل وروح مرحة. ولا أشعر أنهم يمثلون، بل أشعر أنهم على طبيعتهم للغاية. ففن الإضحاك ليس سهلا أبدا مثلماً يعتقد الكثيرون، بل هو من أصعب أنواع التمثيل.
وبالنسبة لتونس ألا تفكرين في التواجد فنيا بها؟
مؤخّراً، عُرض عليّ أن أشارك في بطولة مسلسل تونسي جديد، وكنت أتمنى التواجد في بلدي من خلاله. لكن تصوير المسلسلات بشكل عام يستغرق وقتاً طويلاً للغاية، وسيتزامن تصويره مع تصوير فيلمي في مصر. لذلك، اعتذرت، وأتمنى تعويض الفرصة والتمثيل في تونس، سواء تليفزيوناً أو سينمائياً.
ما رأيك في خطوات الفنانات التونسيات في مصر؟
مُشرّفات للغاية، وأنا فخورة بهن، لأن بعضهن نقلن صورة جميلة للفن التونسي. وبشكل عام، فإن "أم الدنيا" دوماً تحتضن الجميع. وشعب مصر محب للفن للغاية، ولولا دعمه للكثيرين من الفنانين العرب، ما كانوا استمروا.
قدمتِ من فترة شخصية فتاة شعبية في فيلم "أهل الكهف" ألا تتمنين تكرارها؟
شخصية زينب التي قدمتها، تعد واحدة من ضمن أهم أمنيات حياتي، والحمد لله تحققت. وتطلَّب مني العمل مجهوداً كبيراً. إذْ نزلت إلى إحدى المناطق الشعبية، وتحدثت مع بعض سكانها من دون علمهم أني سأجسد شخصية فتاة من بيئة شعبية. كما شاهدت نماذج للشخصية هذه في بعض الأفلام للإلمام بها، وقد أدّيت الشخصية بشكل جيد، مثلما قال لي الكثيرون.
حدثينا عن أمنياتك في العام الجديد 2019؟
أتمنى من الله أن يكون عام سلام وخير لكل الدول العربية. وأتمنى على المستوى الفني أن أقدم أعمالاً جيدة تكون إضافة لرصيدي وتنال إعجاب الجمهور.