31 أكتوبر 2017
يا شعوبيي العالم اتحدوا
موسى الهايس (سورية)
كثيرة هي تعاريف الشعوبية، إلا أنها جميعاً تعني، حسب ما اختصره القرطبي، حركة "تبغض العرب وتفضل العجم"!
لذا فإن الدارس لتاريخ الشعوبية والباحث عن وجودها، لا بد وأن يتلمسها بالتاريخ العربي، كون العرب هم المستهدفون بالتبغيض دون غيرهم، وأول ما يتبادر إلى الذهن بدايات النشاط الشعوبي في العهدين الأموي والعباسي، عندما بدأت العناصر الشعوبية تنخر في جسد الدولة حسدا وغيرة أن اعتز العرب، وأصبحت لهم دولة، بعد أن كانوا جنودا في معسكرات امبراطوريتي ذاك الزمان.
ومن قراءة بسيطة لدسائس شعوبيي ذلك الوقت وأفعالهم، يتأكد للمتابع أن الهدف الأول للشعوبيين إضعاف هذه الدولة، والعمل على هدمها أينما كانت ويتبين ذلك من الكره والحقد الذي يحمله الشعوبيون للعرب تحت شتى المزاعم وبشتى الوسائل.
وظلت الشعوبية في تركيبة الدولة العربية عصية على الاستئصال بسبب الطابع الإسلامي للدولة آنذاك التي لا فضل فيها لعربي على أعجمي، فاستغل الشعوبيون هذا المساواة في الوصول إلى مراكز قرار المسلمين، وما أن وصلوا حتى تحولت الدعوة للمساواة بحسب المفكر علي شريعتي إلى حركة تدعو إلى تفضيل العجم على العرب، من خلال ترويج الأفكار القومية وإشاعة اليأس من الإسلام.
ويبقى استخدام هذا السلاح من الشعوبيين منوطا بواقع الحال الذي عليه الدولة العربية قوة وضعفا، ففي حالات الضعف تصبح جلية صريحة وتتجسد بشن الحروب والفتن . ثم تستتر في مراحل القوة، ليقتصر نشاطها من خلال دس المفكرين والساسة، ودفعهم في جسم الدولة يتملقون الحكام، ويظهرون لهم الولاء بوسائل دنيئة، لتقلد المناصب والوظائف، تهيئة لمرحلة الانحطاط والانقضاض.
وقد أثبت التاريخ أن أبرز حالات الانحطاط التي شابت مراحل الدولة عبر التاريخ كانت بفعل تغلغل أولئك الانتهازيين من الشعوبيين في مفاصلها، ووصولهم إلى مراكز القرار والتاثير فيه.
وهكذا نجدهم يختلقون الذرائع على مر العصور، للتهجم على العرب، مستخدمين كل الوسائل للنيل منهم، ولم يوفروا وسيلة للحط من العربي وتحقيره والإساءة اليه الا واستخدموها بل وغالبا يختلقون الأكاذيب ويسردون الاساطير بغية اظهار دونية العرب.
هو التاريخ يتكرّر، وتتشابه الحقب الزمنية مع تعاقبها، حتى تكاد تكون مستنسخة عن بعضها لشدة تطابقها، فما أشبه اليوم بالأمس، على أنه ليس تجنيا إذا قلنا أن جميع شعوبيي العالم عيال على المدرسة الشعوبية الفارسية التي وضع بذرتها أبو لؤلؤة المجوسي، والتي تبقى أسوأ أنواع الشعوبية وأشرها وقد خرجت الكثير من الادباء والشعراء والمفكرين الذين تفننوا في شتم العرب باقذع الاوصاف، وفي مقدمتهم الفردوسي صاحب الشاهنامة الذي أصبح كتابه معجما لمحترفي صنعة بغض العرب، ومرجعا لشعوبيين كثيرين معاصرين، يغذون منه أحقادهم.
والملاحظ في عصرنا تنامي هذا الحقد الشعوبي بشكل ملحوظ، بل لا مبالغة في القول إن العمل جار على قدم وساق، وفق مخططات تلقى دعما وتشجيعا من قوى عالمية ومؤسسات وظفت له شعارات براقة. وقد وجدت ضالتها ببعض أبناء المنطقة من اتباع مدرسة الفردوسي العنصرية للدعاية لهذه المفاهيم وترويجها. وفي المقابل الطعن بتاريخ العرب ورموزهم من حملة رسالة الإسلام، والتعالي عليهم ونفي أي صفة حضارية عنهم عبر التاريخ، بل إظهارهم على أنهم العقبة أمام الحضارة والمعول الهدام لكل فكر متطور. وذلك كله من أجل دفع الشعوب للتعصب والتعنصر ضد العرب، والتعالي عليهم، والحط من شأنهم وتسفيه تاريخهم. واعتبارهم عالة على موائد الشعوب الحضارية، وفي المحصلة الانقضاض عليهم، والثأر منهم وتدمير كياناتهم والقضاء على وجودهم. بل ذهب بعض الغلاة بدعوته إلى المطالبة بالقضاء على العرب، والتخلص منهم بصفتهم وباء حسب تعبيرهم. وانطلاقا من أن هذا الداء والمرض الذي يستهدف العرب يعد أحد امراض ضعف الدولة العربية وانحطاطها، وهو مانراه اليوم فهذا يؤكد حقيقةً مفادها بأن ذلك ما هو إلا فوبيا العربي بصفته مادة الرسالة المحمدية وعمودها الفقري، والتي أصبح يستعاض عنها اليوم بفوبيا الإسلام، وبالتالي يمكن القول إن الشعوبي الكاره للعرب هو حتما كاره للإسلام.
ومن قراءة بسيطة لدسائس شعوبيي ذلك الوقت وأفعالهم، يتأكد للمتابع أن الهدف الأول للشعوبيين إضعاف هذه الدولة، والعمل على هدمها أينما كانت ويتبين ذلك من الكره والحقد الذي يحمله الشعوبيون للعرب تحت شتى المزاعم وبشتى الوسائل.
وظلت الشعوبية في تركيبة الدولة العربية عصية على الاستئصال بسبب الطابع الإسلامي للدولة آنذاك التي لا فضل فيها لعربي على أعجمي، فاستغل الشعوبيون هذا المساواة في الوصول إلى مراكز قرار المسلمين، وما أن وصلوا حتى تحولت الدعوة للمساواة بحسب المفكر علي شريعتي إلى حركة تدعو إلى تفضيل العجم على العرب، من خلال ترويج الأفكار القومية وإشاعة اليأس من الإسلام.
ويبقى استخدام هذا السلاح من الشعوبيين منوطا بواقع الحال الذي عليه الدولة العربية قوة وضعفا، ففي حالات الضعف تصبح جلية صريحة وتتجسد بشن الحروب والفتن . ثم تستتر في مراحل القوة، ليقتصر نشاطها من خلال دس المفكرين والساسة، ودفعهم في جسم الدولة يتملقون الحكام، ويظهرون لهم الولاء بوسائل دنيئة، لتقلد المناصب والوظائف، تهيئة لمرحلة الانحطاط والانقضاض.
وقد أثبت التاريخ أن أبرز حالات الانحطاط التي شابت مراحل الدولة عبر التاريخ كانت بفعل تغلغل أولئك الانتهازيين من الشعوبيين في مفاصلها، ووصولهم إلى مراكز القرار والتاثير فيه.
وهكذا نجدهم يختلقون الذرائع على مر العصور، للتهجم على العرب، مستخدمين كل الوسائل للنيل منهم، ولم يوفروا وسيلة للحط من العربي وتحقيره والإساءة اليه الا واستخدموها بل وغالبا يختلقون الأكاذيب ويسردون الاساطير بغية اظهار دونية العرب.
هو التاريخ يتكرّر، وتتشابه الحقب الزمنية مع تعاقبها، حتى تكاد تكون مستنسخة عن بعضها لشدة تطابقها، فما أشبه اليوم بالأمس، على أنه ليس تجنيا إذا قلنا أن جميع شعوبيي العالم عيال على المدرسة الشعوبية الفارسية التي وضع بذرتها أبو لؤلؤة المجوسي، والتي تبقى أسوأ أنواع الشعوبية وأشرها وقد خرجت الكثير من الادباء والشعراء والمفكرين الذين تفننوا في شتم العرب باقذع الاوصاف، وفي مقدمتهم الفردوسي صاحب الشاهنامة الذي أصبح كتابه معجما لمحترفي صنعة بغض العرب، ومرجعا لشعوبيين كثيرين معاصرين، يغذون منه أحقادهم.
والملاحظ في عصرنا تنامي هذا الحقد الشعوبي بشكل ملحوظ، بل لا مبالغة في القول إن العمل جار على قدم وساق، وفق مخططات تلقى دعما وتشجيعا من قوى عالمية ومؤسسات وظفت له شعارات براقة. وقد وجدت ضالتها ببعض أبناء المنطقة من اتباع مدرسة الفردوسي العنصرية للدعاية لهذه المفاهيم وترويجها. وفي المقابل الطعن بتاريخ العرب ورموزهم من حملة رسالة الإسلام، والتعالي عليهم ونفي أي صفة حضارية عنهم عبر التاريخ، بل إظهارهم على أنهم العقبة أمام الحضارة والمعول الهدام لكل فكر متطور. وذلك كله من أجل دفع الشعوب للتعصب والتعنصر ضد العرب، والتعالي عليهم، والحط من شأنهم وتسفيه تاريخهم. واعتبارهم عالة على موائد الشعوب الحضارية، وفي المحصلة الانقضاض عليهم، والثأر منهم وتدمير كياناتهم والقضاء على وجودهم. بل ذهب بعض الغلاة بدعوته إلى المطالبة بالقضاء على العرب، والتخلص منهم بصفتهم وباء حسب تعبيرهم. وانطلاقا من أن هذا الداء والمرض الذي يستهدف العرب يعد أحد امراض ضعف الدولة العربية وانحطاطها، وهو مانراه اليوم فهذا يؤكد حقيقةً مفادها بأن ذلك ما هو إلا فوبيا العربي بصفته مادة الرسالة المحمدية وعمودها الفقري، والتي أصبح يستعاض عنها اليوم بفوبيا الإسلام، وبالتالي يمكن القول إن الشعوبي الكاره للعرب هو حتما كاره للإسلام.