استيقظ سكان عدد من المحافظات والمدن العراقية، جنوب البلاد، على يافطات سوداء علقها ناشطون في ساحات عامة وشوارع رئيسة، تنعى وفاة الشعب العراقي، بسبب الفساد، وتشير إلى أن مراسم العزاء ستكون في "جامع أوباما" بالولايات المتحدة.
وعلى الفور، سارعت جهات أمنية وأخرى حزبية ناشطة جنوب العراق، إلى تمزيق تلك اليافطات ورفع أخرى، بحسب مصادر محلية وأمنية عراقية، وقال مسؤولون بالأمن العراقي: "إن اليافطات علقت خلال ساعات الليل من قبل مجهولين، وتم رفعها سريعاً مع ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم الأحد".
وجاء في إحدى اليافطات التي انتشرت بشوارع مدن جنوب العراق، ومنها مدينة الديوانية العاصمة المحلية لمحافظة القادسية، "إن وعد الله حق.. انتقل إلى رحمة الله تعالى المرحوم الشعب العراقي على إثر الفساد الإداري والمالي، تقام الفاتحة في جامع أوباما/ أميركا".
وذكر ضابط بالشرطة العراقية أن "اليافطات شوهدت في مدن البصرة والعمارة والديوانية، واتخذت من الكوميديا السياسية أسلوباً للاحتجاج على قطع قماش أو لوحات كارتونية، مبيناً أن سبب إزالتها هو اعتبارها أن الشعب العراقي ميت والشعب لا يموت".
وقال محسن عبد الله، من وجهاء مدينة الديوانية جنوب العراق لـ"العربي الجديد": "إن اليافطة التي شاهدها صباح اليوم تعني الكثير ولا تبشر بخير، فإذا وصل الحال بالشباب إلى نعي أنفسهم وأهلهم، فهذا يمثل ما قبل مرحلة الانفجار ضد الوضع المزري وكمية الكذب والفساد والسرقة وسوء الإدارة الحكومية والسياسية بشكل عام".
وأضاف: "بالفعل قد نكون تأخرنا بنعي أنفسنا كشعب، حيث كان يجب أن نفعل ذلك من اللحظة التي أعدنا فيها انتخاب الأحزاب والوجوه السياسية نفسها، فبالرغم من الاستقرار الأمني لمحافظات الجنوب العراقي إلا أن الجوع والفقر والبطالة والتخلف العلمي والاقتصادي والخدمي واستمرار الابتزاز والضحك على البسطاء باسم الدين مستمر"، مؤكداً أن "على حكام المنطقة الخضراء عدم اختبار صبرنا أكثر من هذا".