دان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم السبت، الهجوم الذي وقع على سوق مزدحم بالمدنيين في محافظة تعز، يوم الجمعة، والذي اتُّهم بارتكابه مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس للمخلوع علي عبد الله صالح، وذلك عقب انتهاء جلسات مشاورات في الكويت، قال إنها حملت نقاشاً إيجابياً في ملف الأسرى والمعتقلين.
وأوضح ولد الشيخ، في بيان صحافي أصدره مساء اليوم، وحصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أنه اجتمع مع الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات الكويت، ودان المشاركون الهجوم الذي قال إنه جرى فيه استخدام "الأسلحة الثقيلة، ومنها الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية، وأسفر عن عشرات الضحايا من المدنيين".
وقال مبعوث الأمم المتحدة إنه "يدين بشدة الأحداث الأخيرة التي تزيد من معاناة سكان المنطقة المدنيين الذين يعانون في الأساس من وضع إنساني صعب". وأضاف أن "الهجوم على سوق شعبي مزدحم بالسكان غير إنساني. ندين وبشدة الأحداث الدامية في تعز وغيرها من المدن التي لا تزال تعاني تحت وطأة النزاع، رغم الاتفاق على وقف الأعمال القتالية".
واعتبر ولد الشيخ أن الأحداث الأخيرة، في إشارة إلى التطورات في تعز، تؤكد أن "تحسن الوضع في اليمن يعتمد على حل سياسي شامل يؤمّن الاستقرار الأمني في مختلف المناطق".
وأطلقت مستشفيات المدينة نداء استغاثة للمواطنين للتبرّع بالدم لإنقاذ الجرحى. وبحسب إحصائيات الجهات الرسمية للحكومة الشرعية، فإن عدد ضحايا القصف الذي تتعرض له مناطق سكنية في تعز، خلال يومي الجمعة والسبت، وصل إلى 25 موطناً مدنياً، بينهم 4 أطفال و6 نساء.
إلى ذلك، أوضح ولد الشيخ في بيانه، أنه عقد، السبت، في الكويت اجتماعاً مع وفد حزب المؤتمر (الذي يترأسه صالح)، وقال إنه "تم التباحث بآخر التطورات الأمنية والسياسية والاقتصادية في اليمن والحلول المقترحة للقضايا الشائكة وسبل تحسينها في المرحلة المقبلة".
وفي ما يتعلق بعمل لجنة الأسرى والمعتقلين، أوضح المبعوث الأممي أن نقاشاً إيجابياً دار مع الأطراف حول الإفراج عن عدد من المحتجزين في الأيام القليلة المقبلة، والإفراج غير المشروط عن الأطفال، مشيراً إلى استمرار العمل على مسودة مبادئ معالجة هذه القضية على المدى المتوسط والطويل.
ونوه ولد الشيخ أحمد إلى أن المشاركين جددوا، اليوم، التزامهم بإحراز تقدم في هذا الملف إدراكاً منهم لأهميته الإنسانية وعلى أمل أن يلتزموا بوعودهم وأن يكون هذا "أول الغيث".
يشار إلى أن طرفي المشاورات كانا يدرسان مقترحاً بإطلاق جزء من المعتقلين والأسرى قبل رمضان، إلا أنه وعلى الرغم من اقتراب الشهر، لا تزال التفاهمات حول الملف أولية ولم تصل إلى اتفاق واضح.
وانعقدت في الكويت جلسة مسائية، اليوم، ضمت المبعوث الأممي وممثلين عن الوفد الحكومي لمواصلة النقاش حول الرؤية السياسية المطروحة على طاولة المفاوضات. وأشارت مصادر قريبة من المشاركين، إلى مقترحات أممية مدعومة دولياً، يسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى إيجاد توافق بين طرفي المحادثات لإبرام اتفاق حولها.
وفي وقت سابق، اليوم، عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعاً موسعاً لهيئته الاستشارية، بحضور نائبه علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، بحيث قدم هادي، وفقاً لوكالة الأنباء الحكومية، "صورة موجزة عن واقع التحولات والتطورات والجهود المبذولة لاستعادة الدولة وإحلال السلام الذي يتطلع اليه اليمنيون وفقاً للمرجعيات المرتكزة على قرارات الشرعية الدولية، ومنها قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني".
وقال هادي في التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها الحكومية: "نتطلع إلى سلام حقيقي يؤسس لمستقبل آمن للأجيال القادمة، لبناء اليمن الاتحادي الجديد الذي يتطلع إليه وينشده شعبنا، وليس سلاما هشا يحمل في طياته بذور صراعات قادمة".
وعلى الصعيد الميداني، كثفت مليشيات الحوثي والمخلوع قصفها العنيف بشكل غير مسبوق، اليوم، على مناطق الجهة الشرقية والغربية في تعز، كما استهدفت قذائف المليشيات أحياء وسط المدينة، وسقط على أثرها قتلى، بينهم 5 من المدنيين.