ولايتي لـ"العربي الجديد":إيران ترحب بتعاون إقليمي بلا تدخل خارجي

08 مايو 2017
ولايتي: الأطراف الخارجية تتخذ خطوات لتحقق مصالحها (العربي الجديد)
+ الخط -

أجاب علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي على أسئلة لـ"العربي الجديد"، تتعلق بآخر التحركات المرتبطة بالقضايا الإقليمية، وموقف بعض الفاعلين وعلى رأسهم السعودية والولايات المتحدة من الدور الإيراني في المنطقة، فضلاً عما يتعلق بالتعاون الإيراني الروسي في الوقت الراهن، فصبّت إجاباته في غالبيتها لتؤكد على ترحيب وجهوزية بلاده لفتح صفحة تعاون إقليمي بما يساهم بتخفيف توتر الإقليم. وولايتي حالياً، فضلاً عن كونه مستشاراً للشؤون الدولية للمرشد، يرأس أيضاً مركز التحقيقات التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام، كما كان وزيراً للخارجية الإيرانية لـ16 عاماً.

* ما تعليقكم على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والذي قال قبل أيام إن الرياض وواشنطن تنسقان معاً على أرفع المستويات لتحقيق أمن واستقرار المنطقة؟
الموقف الإيراني مما يجري في الإقليم واضح وتم الإعلان عنه بشفافية بالغة، إلا أن أمن واستقرار المنطقة يتحقق بتعاون دولها وحسب ودون تدخل أي عوامل أو أطراف خارجية، فما مبرر أن تأتي دولة من على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها لتقرر مصير منطقة أخرى؟ هذا لن يوصل لنتيجة تذكر، ولن يؤثر على أمن إيران القومي ومصالحها وحسب، ولكنه كذلك سينعكس على أمن المنطقة برمتها. كل التجارب السابقة أثبتت أن الأطراف الخارجية تتخذ خطوات وسياسات لتحقق مصالحها وحسب، بل وسعى هؤلاء جدياً لإضعاف دول المنطقة وحتى تقسيمها. طهران اتخذت خطوات عملية بدورها ووقفت بوجه هذه الغايات وحاربت الإرهاب والحركات التكفيرية والمتطرفة، وعلى كل المهتمين بأمن المنطقة، والفاعلين فيها أن يتخذوا خطوات عملية لتصب في ذات الاتجاه. وأجدد التأكيد على أن دول الإقليم قادرة على الحفاظ عليه من دون تدخل أي قوى خارجية، ونحن جاهزون للتعاون وللحوار مع دول المنطقة في سبيل تحقيق غايتنا المشتركة.



* أعلن قائد القوات البرية التابعة للحرس الثوري محمد باكبور، أخيراً أن هذه القوات أرسلت مستشارين إلى سورية ليقفوا إلى جانب عسكريي فيلق القدس، مؤكداً أنه سيتم إرسال المزيد. وجاء هذا بالتزامن مع إعلان روسيا عن وثيقة إنشاء المناطق الآمنة الأربع، وهو ما تم الاتفاق عليه بضمانة روسية تركية إيرانية، أليس هناك تناقض بين الأمرين؟
ما يجب التركيز عليه في الوقت الراهن هو أن كل ما تعانيه المنطقة أفرزته خطط أعدائها، نحن نؤكد على أن الخيارات العسكرية غير مجدية، وعلى الكل الاقتناع بضرورة الجلوس لطاولة حوار تنهي التوتر بالتزامن واقتلاع الإرهاب من جذوره. إيران معنية بهذه القضايا، لكنها ترغب بأداء دور إيجابي بالتعاون مع الفاعلين والمؤثرين في الملف السوري. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن أي اتفاق أو مخطط أو برنامج يخص سورية يجب أن يوافق عليه السوريون أولاً، فالشعب السوري هو من لديه الحق بتقرير مصير بلاده. على الكل أن يعلموا أن إيران لا تبحث عن تحقيق استقرارها وإبعاد التهديدات عنها وحسب، وإنما تعتبر نفسها معنية بتحقيق استقرار الإقليم، وهو ما ينعكس على الأمن الدولي، لقد وقفنا بوجه الإرهاب، وأرسلنا مستشارينا العسكريين إلى سورية بناء على دعوة رسمية وطلب قانوني من الحكومة السورية نفسها.
في الحقيقة، تقف إيران بوجه التنظيمات والمجموعات الإرهابية، وهو ما منع تمددها وتوسع نفوذها في المنطقة، ولو حصل هذا لأصبحت تهديداً للعالم كله، بالمقابل قدمنا شهداء كثراً، إلا أن هذا منع تحقق أهداف أعدائنا بالنتيجة، وعلى الجميع انتظار تحقق المزيد من الانتصارات. ولولا التضحيات الإيرانية لتم تقسيم المنطقة، وعلى الكل أن يقتنعوا بضرورة التعاون الإقليمي من دون تدخلات خارجية.

* ماذا عن روسيا، التعاون الثنائي بينكم في سورية وصل إلى حدود بعيدة، هل أنتم مستعدون لفتح مجالكم الجوي مجدداً أمام المقاتلات الروسية التي ضربت مواقع في هذا البلد سابقاً، حتى بعد التوصل لاتفاق المناطق الآمنة؟
العلاقات بين طهران وموسكو استراتيجية، وتتطور في الوقت الراهن على كافة الصعد وفي كل القطاعات، أما اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة الإيرانية فهو أمر يقع على عاتق المرشد الأعلى، ويتم إبلاغه للسلطات، أما فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات، فسيتم اتخاذ القرار مع قادة القوات المسلحة وعلى كافة مستوياتهم بحال لزم الأمر، ما يعني أن بحث الموضوع مجددا مطروح لكن اتخاذ القرار الأنسب سيتم في حينه.