يتوجه 2.3 مليون ناخب، اليوم الأحد، في ولاية "شليسفيغ هولشتاين"، ثاني أصغر الولايات الألمانية، إلى صناديق الاقتراع لاختيار 69 نائبا يشكلون برلمان الولاية، وفق قانون يسمح للناخبين ممن أتموا الستة عشر عاما بالمشاركة في عملية الاقتراع.
وتتسم الانتخابات بالسخونة في الولاية بين الحزبين الرئيسيين في البلاد، وهما الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة، أنجيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المرشح لمنصب المستشارية في الانتخابات العامة المقررة خريف هذا العام، مارتن شولتز.
ويحتل الحزب "المسيحي الديمقراطي" بزعامة ميركل صدارة ترتيب استطلاعات الرأي بنسبة 32%، بعد أن تفوق على الاشتراكي الذي يحل ثانيا بنسبة 31%.
وبحكم احتدام المعركة الانتخابية وتقارب المنافسة بين الحزبين لا يمكن التنبؤ بالنتيجة، التي قد تفضي لحكومة ائتلافية تقصي الاشتراكي، تورستن البيغ، عن رئاسة الحكومة في الولاية، حيث أنه من المرجح أن يفقد الحزب الاشتراكي الأكثرية بعد 12 عاما من استلام الحكم، وبالتالي عدم الاستمرار بالائتلاف والتحالف القائم مع الخضر وحزب "الأقلية الدنماركية" المعفى من عقبة أو نسبة 5% للدخول إلى برلمان الولاية.
وكان حزب "الأقلية الدنماركية" قد حصل في انتخابات 2012 على ما نسبته 4,6 % من الأصوات، إلا أنه تمثل في برلمان الولاية بثلاثة نواب، ما سمح حينها للاشتراكي بالحصول على الأكثرية وترؤس الحكومة.
وفي حال حصول مفاجأة فإنها ستشكل ضربة للحزب الاشتراكي على أبواب الانخراط فعليا في معركة الانتخابات العامة، والتي يحاول "الاشتراكي" هذه المرة فيها استعادة منصب المستشار من الحزب "المسيحي الديمقراطي" الذي تتزعمه ميركل، في وقت تبذل ميركل جهدها مع حزبها للحصول على ولاية رابعة، وهو أمر ترجح حدوثه استطلاعات الرأي.
من ناحيته يرغب رئيس الحكومة الحالي، تورستن البيغ، والمرشح للبقاء بمنصبه كرئيس حكومة للولاية، في حال الفوز الاستمرار في التحالف القائم ومواصلة ائتلافه. وكان قد أكد مرات عدة أن "الحملة الانتخابية تسير بشكل جيد جدا، وأن هناك ردود فعل إيجابية للغاية من الناخبين مع استقطاب الحزب للمزيد من المنتسبين الجدد، وأضاف "الأمور تظهر أننا سنكون يوم الأحد الحزب الأقوى".
في المقابل يرى دانيال غونتر وهو مرشح المسيحي الديمقراطي أنه "عمل بشكل جيد لمنافسة خصمه الاشتراكي"، ويأمل في أن تعطي نتائج انتخابات الولاية دفعة معنوية أخرى لحزبه قبل الانتخابات الاتحادية.
أما الحزب الديمقراطي الحر فتكتسي انتخابات الأحد أهمية خاصة بالنسبة إليه قبل الانتخابات العامة المقبلة. فرئيس كتلة الحزب هو ثاني أكثر السياسيين شعبية في الولاية ويتّجه لإبراز وجوه جديدة. وبالنسبة لحزب الخضر فقد وصل بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة إلى نسبة 12% ويعتبر نفسه حقق بعض الثقة في صفوف الناخبين نتيجة اختياراته، والملفات التي تبناها، وحقق فيها نجاحات على مستوى الولاية، ويتوقع أن تشكل قيمة مضافة ويحقق نتيجة جيدة تعطيه الدعم في انتخابات ولاية "شمال راين فاستفاليا" المقررة الأحد المقبل، في حين إن تحقيق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي لنسبة 5% غير أكيد لكنه غير مستبعد.
وتفيد آخر استطلاعات الرأي أن الحزب المسيحي الديمقراطي يستحوذ على ما نسبته 32% من الأصوات، والاشتراكي على 31% والخضر على 12%، والديمقراطي الحر على 11% والبديل من أجل ألمانيا على 5%، بينما هناك 9% من الناخبين لا يزالون غير متأكدين لمن سيمنحون أصواتهم.
وفي مقاربة لهذه الأرقام، يحصل الحزب المسيحي على 24 مقعدا والاشتراكي على 23 مقعدا والخضرعلى 9 مقاعد، والديمقراطي الحر على 5 مقاعد وحزب الأقلية الدنماركية على مقعدين.
وبينت الاستطلاعات أن 48% من مواطني ولاية "شليسفيغ هولشتاين" يعتبرون أنه "من المستحيل أن يستمر التحالف القائم، فيما يعتبر 45% أن استمرار التحالف الحالي جيد للولاية".
وعن التحالفات الأخرى التي يمكن تصورها يجد 39% من المستطلعين أن إنشاء ائتلاف كبير بقيادة المسيحي الديمقراطي هو احتمال جيد ووارد، في حين أظهرت الاستطلاعات أن 56% يجدون أن الأمر أقل أهمية أو سيئ، كما رحب 34% بوصول ائتلاف بقيادة الاشتراكي فيما رفضه 61%، وعبر 61% من الناخبين عن رضاهم عن عمل الحكومة الحالية و35% عن رضاهم بدرجة أقل.