"مثالب الولادة" (منشورات الجمل، 2014) لإميل سيوران (1911 - 1995)؛ كتاب ثالث يضيفه الكاتب والمترجم التونسي آدم فتحي إلى عملين سبق وقدّمهما للقارئ العربي هما: "المياه كلّها بلون الغرق"، و"تاريخ ويوتوبيا".
وعن هذه الترجمة الجديدة، يقول فتحي لـ"العربي الجديد": "فرغت منه خلال سنتين تقريباً، لصعوبة العمل على جملة سيوران، وإيقاعه. اهتمامي بسيوران له أسباب عديدة، من بينها أنّه من الكتّاب الذين لا ينتظرون شيئاً من قرّائهم؛ أي أنّه لا يكتب من منطلق إثارة الإعجاب. لذلك هو لا يتورّع عن خلخلة المسلّمات وتدمير القناعات الجاهزة التي نشيّدها لأنفسنا مثل القلاع".
وعن سيوران الذي يوصف بـ "رسول العدم"، يقول فتحي: "هو كاتبٌ خلافيّ استفزازيّ بامتياز، لا يريد منك أن تقتنع بأفكاره بقدر ما يريد أن يُفسد على عقلك نومه أو تناوُمه كي تعود إلى التفكير "بنفسك". من ثمّ نحن في حاجة إليه وإلى أمثاله، في اللغة العربيّة تحديداً، لأنّ من شأن انتقال هؤلاء الكتّاب إلى العربيّة، أن يجدّد لغتنا، ومن ثمّ أن ينشّط فكرنا".
عُرفَ اسم كتاب سيوران في معظم ترجماته السابقة بـ "في مساوئ أن يكون المرء قد وُلِد"، لكن فتحي آثر أن يخفّف العنوان من طول جملته، وعن هذا يقول: "ليس عليّ كمترجم أن أنقل ما أقرأ حرفيّاً، الترجمة تحتمل إعادة الصياغة لكي تصبح اللغة أكثر سيولة، لذا فضّلت صيغة "مثالب الولادة" لأنّها أخفّ وأقرب إلى العربيّة".
"مثالب الولادة" كتاب شذرات، كحال معظم أعمال سيوران، وفيه تأكيد أن الولادة هي الهزيمة الأكبر للإنسان، وكل مساعي الإنسانية للعيش والنجاح وتحصيل المعرفة ليس إلا محاولات تمويه هزيمة أصلية لا تقبل التمويه.