أعلن الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، أنه بصدد إنشاء وكالة خاصة مكلفة بإخماد الحرائق السنوية التي تخيم على مناطق بجنوب شرق آسيا في صورة ضباب دخاني خانق.
واندلعت حرائق الغابات هذا العام، ولم تنهض وكالة إصلاح التربة الزراعية على قدميها بعدُ، وأمامها مهام صعبة يتعين إنجازها.
وقال نظير فؤاد المكلف بإدارة هذه الوكالة لـ "رويترز" إن الوكالة بحاجة إلى تمويل قدره مليار دولار على الأقل خلال خمس سنوات، لكن من غير المرجح أن تعتمد الحكومة مثل هذا المبلغ قبل شهرين.
وفؤاد خبير بيئي كان يعمل مديرا للحفاظ على البيئة بمكتب الصندوق العالمي للحياة البرية فرع إندونيسيا، ولديه حتى الآن عدد قليل من العاملين، واعترف بأنه لن يكون في سلطة الوكالة إجبار الشركات الزراعية على أن تنصاع كي تعيد تأهيل الأراضي الزراعية.
وغالبا ما يشعل هذه الحرائق مزارعو زيت النخيل وشركات صناعة الورق، أو صغار ملاك الأراضي ممن يلجؤون إلى قطع الأشجار وإحراقها لزيادة الرقعة الزراعية بتكلفة زهيدة.
ومثل هذه الأراضي يطلق عليها "التربة الخُث"، التي تحتوي على نسبة عالية من المواد العضوية، وتوجد في عدة مناطق بإندونيسيا، وهي تشتعل بسرعة عندما تكون جافة، ما يؤدي إلى استفحال الحرائق في مناطق أوسع نطاقا.
وقال فؤاد في إشارة إلى التصاريح اللازمة لشغل الأراضي والزراعات التي تطغى على مساحات كبيرة من تضاريس البلاد، "تكمن سلطة استخراج التراخيص اللازمة، أو سحبها في يد وزارة البيئة ووحدات الحكم المحلي وليس ضمن صلاحيات الوكالة".
وغطت سحب كثيفة من الضباب الدخاني، مناطق واسعة من جنوب شرق آسيا عدة شهور العام الماضي، ومع ارتفاع معدلات التلوث أصيب آلاف الأشخاص بأمراض الجهاز التنفسي فيما تعطلت الدراسة والسياحة.
وتهدف الوكالة إلى احتواء الحرائق من خلال إغراق مساحة خمسة ملايين فدان بالمياه -أي ما يمثل مساحة إسرائيل تقريبا-على أن يتم ذلك بنسبة 30 في المائة على الأقل هذا العام وتتضمن العملية رفع منسوب المياه بالاستعانة بالسدود وقنوات الري.
وكان الرئيس الإندونيسي قد قطع زيارة للولايات المتحدة العام الماضي، بسبب هذه الحرائق وتوعد بعزل المسؤولين في حال عدم احتواء الحرائق.