ففي مطلع شهر رمضان، شرع تلفزيون "حنبعل" التونسي الخاص في بث برنامج ساخر من نوع الكاميرا الخفية عنوانه "الملك"، يستضيف شخصيات تونسية معروفة، لمحاورتها حول مسألة تقبيل يد الملك وابنه، وموضوع التحرش الجنسي في إطار توقيع عقد مغر مع شركة إنتاج.
وقال منتج ومقدم البرنامج، وليد الزريبي، لوكالة "فرانس برس" اليوم الثلاثاء إن "مالك القناة اضطر إلى وقف بث برنامج (الملك) اعتباراً من الحلقة 13، إثر تعرضه إلى ضغوطات كبيرة من شخصيات سياسية نافذة في كل من تونس والمغرب".
ونددت "النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية" في بيان بـ "فكرة الكاميرا الخفية التي تتضمن إيحاءات مقصودة تمسّ المغرب ومقدساته وتقاليده العريقة"، في إشارة إلى البروتوكول الملكي المغربي الذي يتضمن تقبيل المواطنين ليد العاهل المغربي الملك محمد السادس. كذلك استنكر البيان بشدة "التصرفات المجانية والمشينة والمسيئة للمغرب ومؤسساتها وتقاليدها المتجذرة في عمق التاريخ"، على خلفية "ربط الموضوع بالتحرش الجنسي ووضع صورة على غلاف العقد الذي يقدم لضيوف البرنامج توحي بشكل مباشر لعاهل المغرب بلباسه وهندامه".
وأوضح الزريبي أن البرنامج "أسيء فهمه إلى حد كبير"، مذكراً بأن المحطة التلفزيونية "وضعت لافتة في أول البرنامج تقول إنه ليس له أي خلفيات سياسية".
وفي "الملك" يستضيف مقدم البرنامج، المؤلف من ثلاثين حلقة، شخصيات ثقافية وإعلامية تونسية معروفة، لإقناعهم بالمشاركة في برنامج تلفزيوني مصري مقابل مبلغ مالي كبير. وأثناء عملية التصوير يجد الضيف نفسه أمام الملك وولي عهده الصغير، فتتباين الآراء حول كيفية تحيته. كذلك يتعرض الضيف إلى التحرش الجنسي داخل القصر الملكي.
ويأتي "الملك" ضمن ثلاثية أنجزها وليد الزريبي، وتدرج في إطار الكاميرا الخفية، ضمت أيضاً "أف بي آي" و"شالوم" التي أثارت جدلاً واسعاً عام 2018، واعتذرت قناة تونسية خاصة عن بثها إثر تلقيها ضغوطات.
(فرانس برس)