وقفة مع وسام العابد

14 سبتمبر 2017
(وسام العابد)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقيه.


ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- هذه الأيام أحاول تنظيم أفكاري للاستعداد لمواعيد فنية قرُبت آجالها. تنظيم الأفكار يشغلني هذه الأيام ويشغلني كل الأيام حقيقة. الأفكار والمشاريع تراود وتسكن العقل ولا تبرحه إلا بإنجازها وباستدعائها أفكاراً أخرى تحلّ محلها. لا هوادة مع الفن خاصة إذا ما اعتُبر كنسق تنقُّل وولوجٍ مستمر في الأشياء وفي المفاهيم.


ما هو آخر أعمالك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل كان لوحة، وهي امتداد لعالم الشخوص التي دأبتُ على رسمها منذ مدّة، شخوص تتميّز بكبر الرأس وضمور باقي الجسد، تحتلّ تعابير الوجه فيها أهمية كبيرة، أحاول من خلالها اختزال الذات الإنسانية في فرحها أو حزنها، في نشوتها أو معاناتها. طبيعة تجربتي الفنية تحتّم عليّ تغييراً متواصلاً في الأنساق. فبين الرسم الحرّ على مختلف المحامل، والتنصيب والتجميع، تتنوّع إنتاجاتي الفنية لكنها تنصبّ جميعها، رغم تنوّعها، في معالجة مسائل التنقل والغيريّة والعلاقة مع الآخر. لذلك فإن العمل الفني الذي سأحاول إنجازه قريباً سيتطلّب التنسيق مع باحث في الموسيقى ومهندس تصميم. ستكون تجربة جديدة فأنا لم أتعود تشريك أحد في إنجاز أعمالي، لكن هذه المرّة أجدني مضطراً لذلك.


هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- يخالجني شعور دائم بعدم الرضا عمّا وصلت إليه ويحتد هذا الشعور في الفترات التي لا أتمكن فيها من التفرّغ للعمل. عدم الرضا غالباً ما يكون قادحاً ودافعاً لتعميق البحث وتغيير الوجهة. يكمن الخطر في الاكتفاء والزهوّ بنجاحات مرحلة ما قد تتحوّل إلى كابح يوقف المسيرة عند بدئها.


لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- "لا تتحسّر على ما فات" هذا ما قالته القبّرة للصياد بعد أن أفلتها. الممارسة الفنية تُعلّم القبول بالخسارة وتُعلّم الطيران وتُعلّم الإفلات، لذلك فالبدء من جديد يصبح ممكناً في كل وقت، بقي علينا أن نختار أن نكون القبّرة أو الصياد.


ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أنا أتابع ما يحدث في العالم بكل اهتمام، ولكنني لم أعد أنتظر شيئاً محدّداً. أجمع بين خيبة الأمل في الإنسان المعاصر والإعجاب به والريبة منه، ما يجعلني لا أنتظر تغييراً بل أتشوّق لمعرفة مصير هذا الكائن المبدع، البنّاء والنّهِم والجشِعِ في نفس الوقت. من زاوية أخرى، ما نعيشه اليوم من طفرة رقميّة واتصاليّة يمثّل تغييراً حقيقياً للإنسانية.


شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- عملاً بكلام القبّرة، أفضّل لقاء شخصية لم ألقَهَا بعد. لكن سبَقَ لي أن التقيت شخصيات من الماضي، اطلعت على أفكارها ومناهجها وتصوّراتها عبر ما تركت من كتب ورسوم وبناءات وأشعار.


صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- "حي بن يقظان" لابن طفيل، كتاب في الصداقة والاكتشاف والمحبة والصراع والرفض، كتاب في انتصار الإنسان.


ماذا تقرأ الآن؟
- مذكرات بحوث طلبة الماجستير فنون تشكيلية. أقرؤها مُرغماً لا مغرماً. بعدها سأعود لـ"حي بن يقظان".


ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستمع للمذياع وأغيّر الموجة كلّما وجب ذلك. أدعوكم لمشاركتي البحث.


بطاقة
تشكيلي تونسي من مواليد 1977 في صفاقس. حاصل على دكتوراه في الفن وعلوم الفن من جامعة السوربون سنة 2008. أقام عدة معارض شخصية وجماعية في تونس وفي خارجها، وشارك في عدد من الملتقيات الفنية الدولية. يدرّس اليوم في "المعهد العالي للفنون الجميلة" في سوسة.

المساهمون