تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. هنا وقفة مع الفنان التونسي محمد بحر.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أنا مشغول في هذه الفترة باستقبال لاجئين بما أن وضعية إقامتهم في أوروبا أصبحت تزداد أكثر فأكثر سوءاً. أهتم أيضاً بواقع الشعب الفلسطيني بعد تصاعد الغطرسة الصهيونية. أما على المستوى الفني، فيبقى نفس الصراع قائماً ضد الرداءة وتسليع الفنون.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- سجّلت وأنتجت مجموعة من الأغاني على نفقتي الخاصة بعنوان "أناشيد للحرية" سنة 2013 بيد أني لم أعثر على داعم لتوزيعه. وفي الحقيقة، لا يوجد عندنا منتجون متخصّصون في السهر على أعمال ملتزمة بقضايا. أجد أن المنتجين في الموسيقى يقتصر دورهم على دعم ما يقدّم مردودية مالية عاجلة قبل كل شيء، ومن جهة أخرى فإن الفن والثقافة هي آخر مشاغل السياسيين.
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- لا يمكن أن نكون راضين بشكل كامل، لكم من المهم أن لا نرمي المنديل. علينا أن نواصل العمل والأمل و الخلق.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- أعتقد أنني سوف أختار نفس المسار الذي سرت فيه.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- لا يمكنني أن أتنبّأ بما سيكون عليه المستقبل، ولكن الوضع اليوم ليس على أحسن ما يرام.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- هناك العديد من الشخصيات التي جعلتني أحلم، هؤلاء أريد أن ألتقيهم؛ يوجد فيهم الكثير من كبار الفنانين ومن كبار المفكرين.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- على مستوى القراءة أيضاً أنا مشغول في هذه الفترة بقراءات قانونية تهتم بتغيير التشريعات التي تتعلق بوضعيات طالبي اللجوء والهجرة. هذا بالنسبة إلى قراءات الصباح، أما في المساء فإن من عاداتي أن أطالع الروايات.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستمع الى كل الأنماط الموسيقية، وقد أصبحَت شبكات التواصل الاجتماعي الوسيلة التي أستعملها أكثر في علاقتي بالموسيقى. في الفترة الأخيرة لفتني العديد من الموسيقيين الشبان، فيهم كثيرون بارعون في العزف على العود.
بطاقة: ملحّن وكاتب أغنية وعازف عود وناشط حقوقي تونسي من مواليد 1957. عُرف فنياً ضمن تجربة الموسيقى الملتزمة في تونس التي ظهرت في نهاية سبعينيات القرن العشرين. بدأ مشواره مع "فرقة أمازيغن" (الرجال الأحرار) في تونس، واستقر في باريس بداية من سنة 1979 حيث يقيم معظم حفلاته، بالإضافة إلى بلجيكا والمغرب وتونس. من أشهر أعماله أغاني: "أرى النخل يمشي"، و"القدس عروس عروبتكم"، و"أصوات من المدن البعيدة" و"سعيد مساح الأحذية" في فترة الثمانينيات، و"كرسي الباي" و"مطر تصبّ" في الألفية الحالية، و"بوزيد قالت لا " في فترة الثورة التونسية.