تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته قرّاءه. "ربما عقدة الأخوّة هي التي تفسّر كل هذه الحروب التي لا تكاد تنتهي إلّا لتبدأ من جديد"، يقول الناقد المغربي.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أنتظر صدور كتاب نقدي في المغرب، بدأت الاشتغال عليه منذ سنوات غير قليلة، وهو بعنوان "الإخوة الأعداء في التراث القصصي والمسرحي والروائي - دراسة نقدية من منظور التحليل النفسي".
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- صدر لي سنة 2019 كتاب نقدي بعنوان "الأدب والتحليل النفسي" (منشورات مجلّة "الدوحة")، وهناك عملان في الطريق إلى الطبع والنشر: الأول بعنوان "الرواية المغربية والكتابة بمداد اليتم"، والثاني بعنوان "الكتابة النسائية العربية: من الرواية العائلية إلى محكي الانتساب العائلي".
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- ليس تماماً.. ربما أنا راض عن إنتاجي في التحليل النفسي للأدب، تأليفاً وترجمة، وحصلت في هذا المجال على "جائزة كتارا للنقد" سنة 2016، لكنّني لم أحقّق الكثير في المجال الثاني الذي أشتغل فيه، وهو بلاغة الحجاج؛ فباستثناء كتابي "بلاغة الخطاب الإقناعي" وبعض الترجمات القليلة لدراسات تربط بين بلاغة الحجاج وتحليل الخطاب، لم أقدّم بعدُ من الدراسات التطبيقية ما قد يشكّل إضافةً جديدة إلى المكتبة العربية.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- كنت سأختار دوماً التحليل النفسي للأدب.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أن ننتقل إلى كوكب آخر. هذا الكوكب استنفد ربما فرصه كلّها... أو أن تبدأ حياة الإنسان من جديد: ماذا لو لم يقتل قابيل أخاه هابيل، أكانت الحياة ستكون غير ما هي عليه اليوم؟
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- النبي يوسف، لأسباب منها: علاقة التأويل بالسجن، أي بهذا الفضاء المغلق المنفصل عن العالم الخارجي. أريد منه تفسيراً لهذه القدرة على التأويل التي لم يتمكّن منها إلّا بعد سَجنه، وانفصاله عن إخوته، وعن المرأة، وعن العائلة، وعن الحياة، والأكثر أهمية أنّني أريد أن أقترح عليه فكرتي التي أستمدها من قصّته: عقدة أوديب لا تفسّر كل شيء، ربما عقدة الأخوّة (هل نسّميها عقدة قابيل؟) هي التي تفسّر كل هذه الحروب والصراعات التي لا تكاد تنتهي إلّا لتبدأ من جديد في تاريخ الإنسان.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- أعود دوماً إلى قراءة فرويد. أقرأ مؤلّفاته باعتبارها عملاً روائياً متكاملاً يتأسّس انطلاقاً من محكيات الأحلام ومحكيات المرضى النفسانيّين وصولاً إلى محكيات الأنبياء والشعراء والمجانين مروراً بإعادة كتابته لمحكيات الأساطير القديمة والتراجيديات الإغريقية والروايات الحديثة.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أعود من جديد إلى قراءة أعمال المحلّل النفسي التونسي فتحي بن سلامة. ربما هو غير مقروء عربياً مع أن بعض أعماله مترجمة إلى العربية. أقرأ الآن من جديد عمله المتميّز "ليلة الفلق".
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- لا شيء مميّزاً. في الصباح، أحب الاستماع إلى فيروز. وقت العمل في مكتبي، أفضّل الأغاني الأمازيغية التقليدية. وفي الليل، أحياناً الأغاني العربية والمغربية القديمة، وأحياناً أخرى روائع الجاز والبلوز والميوزيك كونتري.
بطاقة
أكاديمي وناقد ومترجم مغربي من مواليد 1963 في مدينة الصويرة جنوب المغرب، حاصل على دكتوراه في النقد والبلاغة. من مؤلّفاته: "الرواية العربية، من الرواية العائلية إلى محكي الانتساب العائلي" (2017)، و"القصة القصيرة والتحليل النفسي" (2018)، و"الأدب والتحليل النفسي" (2019). ومن ترجماته: "الرواية البوليسية والتحليل النفسي" للناقد الفرنسي بيير بايار.