وقتَ الخسارات العظيمة

20 فبراير 2016
ريما سلمون / سورية
+ الخط -

آخرُ تلويحةٍ للشمس على الشرفة
أشرب القهوة مع سنجابٍ سرقوا منه غابته
أعطيه حبّات البندق
أهدِّئ من خوفه
أنت على اﻷقل تتجسَّد مخاوفك وآلامك في غابة مسروقة
لو أستطيع تجسيد آلامي وغضبي لما حزنتُ على شيءٍ
ولكانت السعادة تعرف طريقها إلى قلبي.

وقتَ الخسارات العظيمة اشرب قهوتك.

*


أندفع للحلبةِ
لم يكن هناك ثيران
لا أعرف أين غرزتُ رماحي
ولا أعرفُ كيف وصلتُ المشفى
لا أعرفُ سبب هذه الجروح
ولماذا تعالجني دببةٌ ترتدي مراييل بيضاء
ما أذكره أنني كنت ثملاً وأهاجم ثيراناً من إسفلت وإسمنت
لا أعرف من كان يصفِّق لي
ولا لماذا تتمدَّد حولي ثيرانٌ جريحةٌ من إسفلت وإسمنت على أسرَّة المشفى.

*

الحرمان حالةٌ دائمةٌ لا علاج لها
الكائن المحروم يظلُّ جائعاً حتى لو وضعتَ طعام العالم ونساءَه وأمواله على طاولته
الحرمان سببه أشياء داخلية وقديمة لا شأن لهذا الوجود بها
أن تولد كائناً محروماً لن يملأ عينيك أيَّ شيء
الحرمان عقابٌ على كوننا قبلْنا أن ندخل هذا العالم المشبع بالرغبات.

*

لا تبحث عن خلاصٍ في هذا الوجود
ستنطبق عليك المصيدةُ بشكلٍ أكثر إيلاماً
ستتعمَّق جراحك.

*

نصف البشر يقولون شعراً
والنصف اﻵخر يستمعون
أنت مخطئ؛ نصف البشر يقولون شعراً والنصف اﻵخر يحاولون
لذلك ألقي قصائدي للريح والغيوم.



* شاعر فلسطيني مقيم في نيكاراغوا 

اقرأ أيضاً: قطار في غرفة إنعاش
المساهمون