وفيات بسبب انعدام الأوكسجين في مستشفيات تعز

15 ديسمبر 2015
من المستشفيات القليلة العاملة في تعز(تصوير محمد اليمني)
+ الخط -


أعلنت اللجنة الطبية العليا في محافظة تعز اليمنية (وسط)، أمس الإثنين، وفاة مرضى وجرحى بمستشفيات المدينة، ودخول آخرين في حالة موت سريري، نتيجة الانعدام التام للأوكسجين في المستشفيات التي ما تزال تعمل.

وقالت اللجنة الطبية وإدارة المستشفيات في بيان مشترك لها، إنها اضطرت أخيرا للتواصل مع أهالي الأطفال الخدج بخصوص إخراجهم بشكل طارئ من الحاضنات، لأنهم باتوا عرضة للموت المحقق لحاجتهم الماسة للأوكسجين. وأشارت إلى أنها سجلت عدداً من الوفيات كمؤشر أولي لما وصفته بـ "المأساة الحقيقية لعدم توفر الأوكسجين".

وأكدت اللجنة الطبية بأن عدداً من المصابين والجرحى، "في حالة موت سريري وباتوا ينتظرون مصيرهم المحتوم، نتيجة إعلان المستشفيات العاملة عن توقف أقسام الجراحة بشكل اضطراري لصعوبة الحصول على الأوكسجين".

اقرأ أيضاً: منظمات دولية تسقط تعز من قائمة المساعدات مجددا

ودانت اللجنة ما وصفته بـ "التصرفات الهمجية" الصادرة عن مليشيات جماعة الحوثي والمخلوع صالح، "وإصرارها على منع دخول الأوكسجين بهدف قتل أبناء تعز كعقاب جماعي" وهو ما يحدث الآن وبطريقة ممنهجة وأجندة تفتقد للأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة بحسب البيان.

وجددت اللجنة استغاثتها، مخاطبة "الضمير الإنساني في العالم ومطالبته بالتدخل للاستجابة و سرعة ابتكار الوسائل والحلول العاجلة لتوفير الأوكسجين ومواد الإغاثة الصحية لوقف الكارثة الإنسانية في محافظة تعز".

وفي السياق، تتخد إدارة مستشفى الثورة العام في المدينة عدداً من الإجراءات، بهدف الحفاظ على سلامة المرضى والعاملين بالمستشفى من الضرر المترتب عن القصف المتواصل على مواقع مجاورة لها من قبل مليشات جماعة الحوثي.
ويلجأ الأطباء في مستشفى الثورة بتعز إلى الطوابق السفلية ويخرجون المرضى من الغرف إلى الممرات، ويعمدون إلى تثبيت زجاج النوافذ بمواد لاصقة حتى لا تتشظى مع أي قصف مرتقب.

اقرأ أيضاً: منازل ومستشفيات تعز اليمنية تحت القصف

الجدير بالذكر، أن محافظة تعز تشهد حالة من الانهيار الصحي الكامل إثر إغلاق كافة مستشفيات المدينة الأكثف سكاناً في اليمن على الإطلاق، والتي تشهد اشتباكات وقصف يومي بين مليشيات الحوثي وحلفائهم من جهة، والرئيس هادي والتحالف العربي. وقد أغلقت 14 من إجمالي 16 مستشفى عاما وخاصا في المدينة منذ بداية الاشتباكات في نهاية شهر مارس/آذار، الماضي بعد تعذر العمل فيها مع إصرار المليشيا عدم إدخال أي وسائل طبية وصحية.

ويعتبر تقرير الاحتياجات الإنسانية الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن محافظة تعز تعتبر المحافظة الأكثر تضرراً في الحرب الدائرة في اليمن.

وتطمح المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في اليمن في أن يسود وقف إطلاق النار المزمع تطبيقه، اليوم الثلاثاء، من أجل منحها حرية أكبر ومساحة للتحرك من أجل إيصال المساعدات الإغاثية ومنها الصحية إلى المتضررين من الحرب وأبرزها مدينة تعز. إلا أن مراقبين لا يرجحون أن تتمكن المنظمات من دخول المدينة بسبب التعنت الواضح من الحوثيين وحلفائهم ضد هذه المدينة، وعدم السماح للقوافل الإغاثية دخول المدينة طوال الأشهر التسعة الماضية.

اقرأ أيضاً: اليمن: مليشيا الحوثي تمنع الأوكسجين عن مستشفيات تعز 
دلالات
المساهمون