لليوم الثالث على التوالي، تستمر حركة الوفود السياسية من العراق إلى إيران، للمشاركة بمراسم عزاء والد قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، شملت أحزاباً وكتلاً سياسية من مختلف الطوائف والتوجهات.
وإذ تمت بعض الزيارات بشكل سري، فإنّ بعضها الآخر جرى بشكل علني، لا سيما لأحزاب "التحالف الوطني" الحاكم في العراق، ما يشير إلى ثقل الدور الذي يلعبه سليماني بالعملية السياسية في البلاد، والملف الأمني والعسكري على حد سواء.
ولم تقتصر الرحلات المغادرة من بغداد إلى طهران، على سياسيين عراقيين، إذ إنّ عدداً من الشخصيات العربية استخدمت مطار بغداد كنقطة انتقال إلى إيران، دون معرفة سبب ذلك، وفقاً لما كشفه مسؤول عراقي رفيع المستوى، لـ"العربي الجديد".
وقال المسؤول العراقي، اليوم الأحد لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثلاث شخصيات عربية، انتقلت إلى طهران عبر بغداد، ضمن رحلة للخطوط الجوية العراقية، أمس السبت، للمشاركة في تعزية سليماني بوفاة والده".
وأكد عدد من الأحزاب العراقية، في بيانات وتصريحات مختلفة، المشاركة في مراسم العزاء بوفاة والد سليماني، من بينها "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي"، و"حزب الدعوة"، و"حزب الفضيلة"، بينما أشارت مصادر حكومية عراقية، وأخرى سياسية، إلى أنّ أحزاباً سنية وكردية، أوفدت أيضاً ممثلين للمشاركة في مجلس العزاء.
وقال رئيس "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي"، همام حمودي، في بيان، إنّه شارك في مجلس عزاء والد سليماني، في مدينة كرمان الإيرانية، وكان برفقته قيادات المجلس وسياسيون عراقيون فضلاً عن قيادات مليشيا "الحشد الشعبي"، مشيراً أيضاً إلى مشاركة "وفود عربية مع الوفد العراقي بمجلس العزاء".
ووفقاً لمسؤول عراقي رفيع المستوى في بغداد، فإنّ رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ومسؤولين آخرين، من بينهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، بعثوا برقيات تعزية خطية لسليماني الذي يدير مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية، فضلاً عن قوات الحرس الثوري و"الباسيج" المتواجدة في العراق.
وقال موظف رفيع المستوى بأمانة مجلس الوزراء العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بعض السياسيين خاصة السنة والأكراد، حاولوا إخفاء مسألة ذهابهم للتعزية عن جمهورهم"، مضيفاً أنّ "مجلس العزاء تحوّل إلى ما يشبه محاولة إثبات للصداقة".
ووصف حرص بعض المسؤولين العراقيين على المشاركة في مراسم التعزية بوالد سليماني، بـ"المبالغ به"، معتبراً في الوقت عينه أنّ ذلك "يثبت نفوذ إيران بالعراق".
من جانبه، علّق محمد الدراجي العضو في حزب "الدعوة" بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، على المشاركة بمجلس العزاء بوفاة سليمان، معتبراً أنّ ذلك "طبيعي".
وقال الدراجي لـ"العربي الجديد" اليوم الأحد، إنّ ستة وفود من العراق ذهبت لإيران للتعزية، وأربعة من سورية، وواحداً من لبنان، وهذا ما يمكن اعتباره محور المقاومة بالمنطقة"، واصفاً دور سليماني بالعراق وسورية بأنّه "مؤثر وحيوي، ولا يمكن اعتباره قائداً عسكرياً فقط"، على حدّ قوله.