وصل وفد سياسي عراقي إلى روسيا، للاتفاق على تنفيذها ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) في العراق، ما يؤشر إلى اتساع دور التحالف الرباعي (الروسي – الإيراني – السوري – العراقي) في البلاد.
وأوضح مصدر في "التحالف الوطني"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وفدا من قادة التحالف ومليشيات الحشد الشعبي، يزور روسيا الآن، للاتفاق مع موسكو على تنفيذ ضربات جوية ضد داعش في محافظتي الأنبار والموصل"، لافتاً إلى أنّ "الوفد سافر بعلم رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأنّ المباحثات وصلت إلى مراحل متقدمة مع روسيا، التي التزمت بالتحالف الرباعي مع العراق".
وأضاف أنّ "العراق اليوم أحوج ما يكون في الظرف الحالي إلى تدخل جوي روسي، بعد أن اتضح للجميع عدم جديّة التحالف الدولي وواشنطن بمحاربة داعش"، مشيراً إلى أنّ "روسيا أكثر جديّة من واشنطن وأنّ ضرباتها في سوريّة حققت نجاحا كبيرا، وأنّها في حال نفذت ضربات في العراق فسنكون ضمن خطة واحدة للقضاء على داعش في البلدين، الأمر الذي سيقطع إمدادات داعش في الموصل والأنبار، وسيسهّل من تنفيذ العمليات البرية لتحرير المحافظتين".
واعتبر أن "التحالف الرباعي يعطي انسيابية للتعامل العسكري، الروسي في العراق، خصوصا أنّ إيران ملتزمة بالتحالف، وستنطلق الطائرات الروسيّة من إيران لتنفيذ ضرباتها في البلاد".
وأشار إلى أنّ "قوى التحالف الوطني الحاكم في العراق متفقة تماما على تدخل عسكري روسي في البلاد، لأنّ التدخل الأميركي بات أمرا مقلقا، كما أنّ هناك حالة يأس من تحرير محافظتي الأنبار والموصل، بعد أن انسحبت قوات الحشد الشعبي، من ساحة المعركة"، مؤكّداً أنّه "مع تنفيذ الضربات الروسية، سيعاود الحشد الشعبي نشاطه من جديد وسيعود لساحة المعركة من جديد".
تعطيل معركة الأنبار
من جهته، رأى الخبير السياسي، محمود القيسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الطلب العراقي بتنفيذ ضربات روسية في العراق سيفتح الباب لأن تكون البلاد ساحة معركة، وهو محاولة لتعطيل معركة تحرير الأنبار".
ولفت إلى أن "الاتفاقات الدولية أصبحت اليوم تدار من قبل التحالف الوطني فقط، ولا يوجد أيّ دور للبرلمان ولا مجلس الوزراء ولا لوزارة الدفاع المعنية بالشأن العسكري بصورة مباشرة"، مؤكّدا أنّ "ذلك سيجر البلاد إلى أن تكون ساحة لتصفية الحسابات الدوليّة، كما سيتصاعد الاحتقان الطائفي والسياسي، بعد أن أصبح البلد يدار من قبل التحالف الوطني من دون أيّ دور لايّ جهة سياسيّة ولا مؤسسة حكومية، ولا وزارة الخارجية".
ودعا القيسي، الحكومة إلى "وضع حدٍّ لهذا الخرق السياسي الكبير الذي همّش دور الحكومة بشكل كامل، وجعلها في خانة جهة سياسيّة واحدة (التحالف الوطني) وهي معروفة بارتباطاتها العميقة مع إيران، الأمر الذي سيجعل من العراق بلدا هامشيا يدار من قبل إيران في كافة مفاصله".
اقرأ أيضاً: انتقادات للعبادي بعد تلويحه بالتعاون مع "التحالف الرباعي"