ويضم الوفد الأميركي محققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقد استهل لقاءاته بزيارة القصر العدلي والاستماع لإفادة كمال باتماز، المتهم بأنه أحد قادة المحاولة الانقلابية، إذ كان في قاعدة "أكنجي" الجوية ليلة الانقلاب، والتي استخدمها الانقلابيون مقرا للعمليات.
وتتواصل زيارة الوفد، اليوم الجمعة، إذ سيطلع على أدلة جديدة سيقدمها الجانب التركي له، تثبت تورط الجماعة في المحاولة الانقلابية، في حين سيقدم الجانب الأميركي لنظيره التركي معلومات عن التحقيقات الجارية بحق الجماعة في أميركا، وخاصة ما يتعلق بالتهرب الضريبي، ومخالفات في الإقامة والتأشيرات، وتزوير الأوراق، وتبييض الأموال، وهي الحجّة التي بدأ بها الجانب الأميركي تحقيقاته مع الجماعة بعد تحسن علاقات أنقرة وواشنطن موخرا.
وبحسب الإعلام التركي، فقد عقدت جلسة محاكمة خاصة بحق منتسبي الجماعة، إذ استمعت المحكمة لشهود سريين شاركوا في الاجتماعات التحضيرية لـ"الخدمة" إبان التخطيط للعملية الانقلابية، فضلا عن الاستماع لأقوال كمال باتماز، بحضور الوفد الأميركي.
ورمز للشخصين اللذين قدما شهادتهما السرية باسمي "كوزغون" و"شابكا"، حيث كشف الأول عن تعليمات الجماعة والمتهم الرئيسي عادل أوكسوز، وكذلك تفاصيل الاجتماع الذي جرى معه. ونقلت أطوار الجلسة مترجمة للوفد الأميركي.
وكانت المحطة الأولى للوفد الأميركي المكون من 5 أشخاص زيارة القصر العدلي بأنقرة، ولقاء نائب المدعي العام في أنقرة رمضان دينج، والمدعي الجمهوري علي ألبر صايلام، ثم الانتقال إلى المحكمة الجنائية العاشرة لاحقا.
وفي الإطار نفسه، سلم الجانب التركي من قسم المعلومات الرقمية دلائل جديدة استخرجت من هواتف قادة الانقلاب، ومنها خط أميركي جرى تفعيله أول مرة من مكان إقامة فتح الله غولن بأميركا في 7 مارس/ آذار من العام 2016، وحدد ذلك بالساعة والدقيقة، ويأمل الجانب التركي في أن يساهم ذلك في تسهيل تسليم المطلوبين إلى أنقرة.
ويواصل الوفد الأميركي اجتماعاته في تركيا إلى نهاية الأسبوع، وينتظر أن يزور الجمعة مديرية الأمن العام للحصول على المعلومات الجديدة المتعلقة بعمليات التحقيق المتواصلة.
وأمس الخميس، ذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية أن الوفد الأميركي سلم الجانب التركي عرض الإدارة الأميركية بشأن بيع منظومة "باتريوت" للدفاع الجوي والصاروخي، إذ إن الوفد الأميركي، الذي وصل إلى تركيا الخميس، يجري في أنقرة أيضا مباحثات مع مسؤولي رئاسة الصناعات الدفاعية ووزارتي الخارجية والدفاع. دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتنتظر تركيا زيارة يقوم بها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وتعتبر هامة لجهة تحديد مستقبل مناطق شرق الفرات ومنبج في سورية، بعد القرار الأميركي بالانسحاب.