وفد "حماس" للاستخبارات المصرية: لن نكون وحدنا في أي تصعيد

29 اغسطس 2019
التزمت "حماس" بما اتفق عليه بشأن المسيرات (يوسف مسعود/Getty)
+ الخط -
قالت مصادر في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" عن مفاوضات وفد الحركة الذي يزور القاهرة حالياً إن الحركة ردّت على تحذيرٍ مصري من التصعيد في قطاع غزة، برسالةٍ شديدة اللهجة، مفادها بأن أي إجراء من جانب الاحتلال الإسرائيلي يمثل اعتداءً على أهالي القطاع لن يتم التعامل معه إلا بالقوة، وربما بردٍّ أشد قسوة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن وفد الحركة أبلغ الجانب المصري أن "اتفاق التهدئة مكتوبٌ بالدماء، وحماس مستعدة للدخول في أي مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في هذه الآونة، وهي لن تكون بمفردها، وعلى حكومة الاحتلال أن تتحمّل تبعات ما سيحدث جرّاء تعنتها المتواصل ضد القطاع وشعبه، وتملّصها من الاتفاقات التي ترعاها القاهرة".

وكشفت المصادر أن وفد الحركة أبلغ الجانب المصري أن القاهرة أكبر من أن تنقل تهديدَ طرفٍ ما، وأن الحركة تتعامل معها من منطلق المصالح المشتركة والمصير المشترك، وليس من منطلق الوسيط فحسب.

وقالت المصادر إن "حماس" التزمت بما اتفقت عليه في وساطة مصر ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بشأن المسيرات على السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، وكذلك تمّ الالتزام بتفاهمات ذات علاقة بملف البالونات الحارقة، فيما رد الاحتلال في المقابل بإجراءات أقل ما توصف بأنها استفزازية وتمثل انقلاباً على الاتفاق، وفي مقدمها قرار خفض نسبة الوقود الداخل للقطاع، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تدهور يطاول كافة الخدمات.

وفي الوقت الذي أكدت فيه المصادر أن الزيارة التي يقوم بها وفد الحركة بناءً على مطلب مصري معدة سلفاً قبل تصاعد وتيرة الأحداث أخيراً، أوضحت مصادر مصرية على صلة بالمشاورات التي تجرى في القاهرة، أن الزيارة تجرى بالفعل بناء على طلب من المسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة، لكنها طارئة، ومحاولة من جانب القاهرة للسيطرة على الأوضاع.

وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في مصر غير راضين عن مجموعة من الاتصالات التي أجرتها الحركة أخيراً، والتي من شأنها أن تشعل الوضع بالكامل في المنطقة، على حد وصف المصادر، وذلك في إشارة إلى اتصالات مع طهران وحزب الله اللبناني بشأن تصعيد مشترك مع إسرائيل.

وأضافت المصادر أن "حماس تظن أنها في التوقيت الراهن في موقف قوة عبْر فتح جبهات متعددة يصعب على إسرائيل التعامل معها، أو أنها ستسبب في حرجٍ للحكومة الإسرائيلية"، مستدركاً بالقول إنه "ربما يكون ذلك صحيحاً حالياً، لكن المفاوضات السياسية تحتاج النفس الطويل، وتلك اللحظة ستمر، وربما تجد حماس نفسها بعد ذلك في موقف لا تُحسد عليه"، مشدداً على أن الحركة "أذكى من أن تخسر القاهرة مجدداً".


وكان وفد من "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة والمشرف على مكتبها بالقاهرة، روحي مشتهى، قد وصل إلى العاصمة المصرية الإثنين الماضي لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في تصريح صحافي، أول من أمس الثلاثاء، إن "الوفد سيلتقي بالمسؤولين المصريين لبحث واستكمال الحوارات حول ملفات عدة، من بينها العلاقات الثنائية والملفات المتعلقة بالشأن الفلسطيني والجهود المبذولة لإنهاء معاناة غزة، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على شعبنا ومقدساته".

وبحسب برهوم، تأتي هذه الزيارة استكمالاً لزيارات عديدة أجرتها قيادة "حماس" بمستوياتها المختلفة لمصر لبحث الملفات الثنائية والشأن الفلسطيني ومعاناة قطاع غزة.

وبحسب المصادر، يضم الوفد الى جانب مشتهى، قائد قوى الأمن الداخلي، توفيق أبو نعيم، لافتة إلى أن ذلك يعني أن الوفد سيبحث أموراً أمنية ربما تكون لها علاقة بالأوضاع على الحدود مع مصر.