أكد مصدر من داخل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، "وصول وفد من الائتلاف اليوم الثلاثاء في زيارة رسمية إلى دولة قطر، يضم كلاً من رئيس الائتلاف، خالد الخوجة، ونوابه والأمين العام وعدداً من أعضاء الهيئة السياسية والهيئة العامة، إضافة إلى رئيس الحكومة المؤقتة، أحمد طعمة".
وأضاف المصدر أن "الوفد التقى اليوم وزير الخارجية القطري خالد العطية، فيما يلتقي غداً الأربعاء مع أمير الدولة تميم بن حمد آل ثاني، حيث بحث اللقاء مع وزير الخارجية مجريات الأمور الداخلية السورية والمبادرات الدولية، والانتصارات المتتالية التي يحققها الثوار على كافة الجبهات".
وأوضح المصدر أنه "جرى الحديث عن مجريات (عاصفة الحزم) في اليمن وانعكاساتها على الوضع السوري، كما تم بحث نتائج اللقاءات الأخيرة التي قام بها الائتلاف مع مكونات المعارضة السورية، وتم استعراض العلاقة الثنائية بين الائتلاف الوطني ومؤسساته (الحكومة المؤقتة - وحدة التنسيق والدعم) والحكومة القطرية".
كذلك قام وفد الائتلاف بزيارة سفارته في قطر، واطلع على الأعمال التي تقوم بها والخدمات التي تقدمها للجالية السورية المقيمة في دولة قطر، وينهي الوفد جدول أعمال يومه الأول بلقاء مع الجالية السورية في قطر.
ولعل توقيت زيارة الائتلاف إلى الدوحة يأتي مع بدء الحديث عن تحضيرات دولية لانعقاد مؤتمر "جنيف 3" في إطار السعي الدولي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وسعي العديد من الدول لإعادة التمثيل السياسي للمعارضة السورية قبيل المؤتمر.
فقد أكدت مصادر مطلعة من داخل "الائتلاف" لـ "العربي الجديد"، أن المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، يحضّر لمبادرة جديدة لم يعلن عنها بعد لعقد اجتماعات ثنائية تشاورية بين أطياف المعارضة السورية في جنيف قبيل انعقاد مؤتمر "جنيف 3"، والهدف من وراء هذه الاجتماعات هو محاولة إيجاد تمثيل حقيقي للمعارضة السورية وتوحيد رؤاها قبل المؤتمر الذي تحضره الدول الفاعلة في الأزمة السورية.
في المقابل، ليس المبعوث الأممي الوحيد الذي يعمل على تمثيل المعارضة وتوحيد رؤاها قبيل مؤتمر "جنيف 3"، إذ كشفت مصادر سورية معارضة مقرّبة من السعودية لـ "العربي الجديد"، عن نية المملكة العربية السعودية إطلاق مؤتمر قريب لتوحيد المعارضة السوري أشبه بمؤتمر القاهرة، والهدف منه إعادة تمثيل المعارضة قبل الدخول في جولات "جنيف 3".
وتدرك الدول الفاعلة في الأزمة السورية أن جنيف ساحة رسمية دولية للمفاوضات، لذلك تسعى إلى عقد لقاءات تشاورية، كلّ على حدة، للتحضير لـ "جنيف 3"، وهذا ما سعت إليه روسيا بدورها، من خلال مؤتمر موسكو التشاوري الذي عقد أخيراً.
وقد يكون "الائتلاف" السوري المعارض من أكثر المتوجسين من تلك التحركات الدولية التي قد تهدد وجوده كجسم سياسي، إذ لا يبدو أنه سيتلقى هذه المرّة مذكرة لـ "جنيف 3" تخوله تشكيل الوفد المفاوض وحده، كما حدث في "جنيف 2"، وإنما سيكون وضعه محرجاً وسط تلك التحركات الدولية الأخيرة على صراع التمثيل السياسي للمعارضة السورية.
ولعلّ هذا ما دفع "الائتلاف" إلى المسارعة في دخول سباق التمثيل، ومحاولة تنفيذ خطوات استباقية لمواجهة المرحلة المقبلة، فبعد التحرك الجديد لدى دي ميستورا، سعى "الائتلاف" جاهداً إلى فتح قنوات تواصل مع مختلف القوى الثورية في الداخل السوري من هيئات مدنية وإغاثية وفصائل عسكرية، حسبما أكد مصدر من داخل "جيش الفتح" لـ "العربي الجديد".
وأضاف المصدر أن لقاء قريباً سيعقد بين قيادات من "جيش الفتح" و"الائتلاف الوطني" للتنسيق، مشيراً إلى لقاءات جرت خلال هذا الشهر بين "الائتلاف" وكبرى الفصائل العسكرية المعارضة على الساحة السورية، غير أنها استثنت "جبهة النصرة".