وفاة 52 نازحاً في الأنبار العراقية بسبب الحرّ والأفاعي

بغداد

أحمد النعيمي

avata
أحمد النعيمي
30 يوليو 2015
1E02A9AC-8D6B-4993-8044-8E5215BC36E0
+ الخط -
كشف ناشطون من محافظة الأنبار عن وفاة أكثر من 52 نازحاً، الأسبوع الماضي، بسبب موجة الحر الشديدة، وتعرضهم للدغ العقارب والأفاعي السامة المنتشرة في مخيمات النازحين، التي أنشئت في مناطق صحراوية خطرة.

وقال رئيس منظمة الرافدين الإنسانية، سامي العاني، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إنَّ "أكثر من 52 حالة وفاة سجلناها في مخيمات النزوح المنتشرة في محافظة الأنبار خلال الأسبوع الماضي، بسبب موجة الحر الشديدة التي تمر بها البلاد، أو تعرضهم للدغ العقارب والأفاعي الصحراوية السامة التي تنتشر بشكل مخيف في المخيمات التي أقيمت أساساً في مناطق صحراوية بعيدة جداً عن المدن".

وكشف العاني أنَّ "هؤلاء المتوفين أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، وأنَّ الأشهر القليلة الماضية شهدت وفاة أكثر من 32 نازحاً بسبب الجوع والعطش والتعرض للدغ الأفاعي السامة والعقارب، نتيجة عدم وجود مراكز طبية قريبة، واستحالة نقل المصابين إلى المستشفيات، بسبب إغلاق الطرق، وبعد مخيمات النازحين عن المدن لمسافات طويلة".


وقال العاني: "لدينا تواصل مستمر مع النازحين في مخيمات عامرية الفلوجة والحبانية، فضلاً عن المئات من النازحين الذين يفترشون العراء في خيام نصبت على الطريق الدولي السريع الذي يربط الأنبار بالعاصمة بغداد، وأولئك الذين سكنوا الهياكل القديمة وحقول الدواجن. وقد وثقنا هذه الأرقام بالأسماء، ونحن بصدد رفعها إلى منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية للكشف عن الحالة الكارثية للنازحين في الأنبار، وسط صمت حكومي مطبق".

وذكر ناشطون لـ"العربي الجديد" أنَّ مخيمات الحبانية وعامرية الفلوجة يدفنون موتاهم في العراء، لعدم إمكانية نقل المتوفين ودفنهم في المقابر المخصصة قرب المدن، لخطورة الطرق وعمليات القصف الجوي المستمرة".

وقال الناشط علي الحياني لـ"العربي الجديد" إنَّ "التواصل مع النازحين في المخيمات المخصصة لهم مستمر رغم مخاطر الطرق، وقد شاهدنا حالة مأساوية للغاية، فهم يعيشون بين العقارب والأفاعي السامة التي قتلت الكثير من الأطفال والنساء، فيبقى الملدوغ يعاني حتى الموت، لعدم توفر مراكز طبية للعلاج".

وأوضح الحياني "هذه الأرقام لم توثقها الجهات الصحية في المحافظة، لضعف التواصل مع النازحين، وعدم تمكن ذوي المتوفين من الحصول على شهادات الوفاة، ودفنهم قرب مخيمات النزوح في الصحراء، لصعوبة نقلهم إلى المقابر القريبة من المدن، بسبب انقطاع الطرق والعمليات العسكرية المستمرة".

من جانبهم، روى النازحون في الأنبار عن حالتهم المأساوية التي يعيشونها من انعدام الكهرباء والماء وشح المواد الغذائية والطبية وموجة الحر الشديدة التي يتعرضون لها، فلا يمكن للخيام القماشية البسيطة أن تقيهم من الحرارة اللّاهبة التي تعدت 50 درجة مئوية، بحسب الهيئة العامة للأرصاد الجوية العراقية.

وقال صالح موسى، وهو نازح من مدينة الرمادي، إنَّ "لا يكاد يمر يوم إلّا ويتعرض أطفالنا للدغ العقارب، وقد توفي الكثير من النازحين لهذا السبب، فضلاً عن وفاة آخرين بسبب الحر الشديد، وخاصةً الأطفال وكبار السن والمرضى، واضطررنا إلى دفنهم قرب مخيمات النزوح في الصحراء لصعوبة نقلهم إلى المقابر".

ويتابع موسى: "لم يصلنا أي سياسي أو أية جهة حكومية منذ عامٍ ونصف العام على النزوح، سوى بعض المنظمات الإنسانية والناشطين، ونعيش حالياً على التبرعات من مواد غذائية ومياه الشرب، أما المواد الطبية فغير متوفرة، ولا يمكن نقل أي مصاب لتلقي العلاج؛ فالمستشفيات بعيدة جداً، والطرق خطرة، وأغلبها مغلقة بسبب العمليات العسكرية".

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت، في تقرير سابق، الحكومة العراقية بعرقلة وصول النازحين من محافظة الأنبار إلى العاصمة بغداد. وذكرت في تقرير لها أنَّ "السلطات العراقية تمنع آلافاً من المدنيين الفارين من العمليات العسكرية في الأنبار من الوصول إلى مناطق أكثر أمناً في البلاد".

ويتعرض العراق إلى موجة حر شديدة لم تشهدها البلاد منذ عقود، وصلت فيها درجات الحرارة إلى معدلات خطرة بلغت أكثر من 50 درجة مئوية، بحسب هيئة الأرصاد، ما يجعل النازحين في المخيمات هم الأكثر تعرضاً للخطر، بحسب الناشطين.

اقرأ أيضاً:أفاعي جنوب العراق تفتك بسكان مدنه

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.