وفاة 11 شخصاً بسبب وباء الحصبة جنوبي الجزائر

06 مارس 2018
خطة طارئة لتلقيح كل الأطفال (Getty)
+ الخط -


توفّي 11 شخصاً من جراء الإصابة بوباء الحصبة في منطقة وادي سوف جنوب شرق الجزائر قرب الحدود مع تونس، فيما أعلنت وزارة الصحة عن خطة طارئة لتلقيح كل الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم في وقت سابق ضد هذا المرض الفيروسي.

وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية، اليوم الثلاثاء، عن فتح تحقيقات حول انتشار الحصبة، أو ما يعرف بـ "بوحمرون"، في ولايتي الوادي وورقلة جنوبي البلاد. وكشف مدير الوقاية وترقية الصحة بالوزارة، جمال فورار، عن تسجيل 1263 حالة إصابة، وهو رقم مخيف ويُنذر باتساع بؤرة الداء.

وكشف وزير الصحة الجزائري، مختار حسبلاوي، للإذاعة الجزائرية، أنه تم تشكيل مكتب أزمة للتحقيق ومعرفة أسباب هذه الحالة الوبائية للداء، خاصة أن من بين حالات الوفيات المسجلة أربعة أطفال فارقوا الحياة بعد نقلهم إلى المستشفى، وهو ما ينذر بخطورة الوضع في المنطقة.

وشدد حسبلاوي على أن الجزائر تعرف نسبة منخفضة من تلقيح الأطفال ضد الحصبة، وقد عزا المسؤول أسباب انتشار الداء إلى عزوف العائلات عن تلقيح أبنائها.

وهذا ما أكده مدير الوقاية بوزارة الصحة، الدكتور جمال فورار، موضحاً أن ظهور بعض حالات الحصبة والحصبة الألمانية (الحميراء) يعود بالدرجة الأولى إلى "عزوف" الأولياء عن تلقيح أبنائهم خلال الحملتين المنظمتين في مارس/ آذار 2017 وديسمبر/ كانون الأول 2017 ويناير/ كانون الثاني 2018، التي مست "نسبة 40 بالمائة فقط من الفئة المستهدفة تراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة".

وأوضح المسؤول ذاته أن "فشل حملات التلقيح ينذر بالخطر وعودة هذين الفيروسين القاتلين لدى الكبار والصغار معاً، على غرار ما شهدته ولاية الوادي خلال الأيام الأخيرة، وذلك بتسجيل 18 حالة مؤكدة، ووفاة طفل في الرابعة من عمره بعد انتقال العدوى إليه من أطفال متمدرسين لم يستفيدوا من التلقيح".

ودعا فورار جميع الأولياء الذين لم يلقحوا أبناءهم، المتراوحة أعمارهم بين 6 و14 سنة، إلى التوجه للمراكز الصحة العمومية لتلقيحهم، مؤكداً توفر اللقاح.

وباشرت الوزارة تلقيح عشرات الأطفال في ولاية وادي سوف، التي تمثل البؤرة الأولى لهذا الوباء، وذلك تفادياً لإصابات أخرى قد تمس الأطفال في المدارس.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحصبة مرض خطير وشديد الإعداء يسبّبه فيروس، وهي من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال الصغار، وذلك على الرغم من توفر لقاح مأمون وعالي المردود للوقاية منها. وينمو الفيروس في الخلايا التي تغطّي البلعوم الأنفي والرئتين. 


وتباشر الحكومة الجزائرية كل سنة حملة التلقيح عبر مختلف المؤسسات التربوية، تستهدف التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 14 سنة، غير أن العام الماضي عرف ضجة إعلامية حول سلامة اللقاحات التي استوردتها الجزائر، وهو ما أحدث قلقا وخوفا لدى العائلات التي منعت أبناءها من اللقاح.

وفي سياق آخر، تشهد الجزائر خلال السنوات العشر الأخيرة عودة الأوبئة والأمراض المرتبطة بالفقر وبإهمال التلقيح لدى العشرات من الأسر، بسبب غياب التوعية، فضلاً عن نقص الوسائل الصحية في العديد من المناطق النائية، خاصة في الجنوب.

 

المساهمون