وفاة ممرضة بفيروس كورونا ولبنان يمنحها رتبة "شهيدة"

03 اغسطس 2020
قدمت الممرضة إلى المستشفى في حالة حرجة (حسين بيضون)
+ الخط -

مرحلةٌ صعبة يمرّ بها لبنان على صعيد انتشار فيروس كورونا، الذي تخطى عتبة المئتي إصابة في يوم واحدٍ، وباتت حالات الوفاة يومية، ما دفع مجلس الوزراء إلى اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً، وإعادة إقفال البلاد لفترةٍ، وتمديد التعبئة العامة، فيما تواجه المستشفيات خطر القدرة الاستيعابية.

واليوم، يخسر القطاع الصحي في لبنان الممرضة زينب حيدر التي أطفأ نور حياتها فيروس كورونا. هذا القطاع الذي سجّل في وقتٍ سابق أكثر من 222 إصابة بين أطباء وممرضين، بحسب ما أفاد وزير الصحة اللبناني حمد حسن، وسجّل في 20 يوليو/ تموز الماضي، وفاة أوّل طبيب بالفيروس، هو الطبيب المناوب في المستشفى اللبناني الإيطالي في مدينة صور (جنوب)، لؤي إسماعيل (32 سنة)، الذي توفي في مستشفى النبطية الحكومي بعد أسبوعين على اكتشاف إصابته بالفيروس خلال قيامه بواجبه الطبي.

وأعلن مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت الدكتور فراس الأبيض، الاثنين، استشهاد ممرضة بفيروس كورونا.

وكتب في تغريدة على حسابه عبر "تويتر": "شهيد آخر يقدمه الجسم التمريضي والطبي في سبيل الواجب. زينب  بطلة، واحدة منا، والآن هي في مكان أفضل. رحمها الله، وألهم أهلها الصبر والسلوان. وألهم أهل هذا البلد ومسؤوليه الوعي للخطر المحدق بنا، واتباع إجراءات الوقاية والسلامة".

ويقول مصدر في مستشفى رفيق الحريري الجامعي لـ"العربي الجديد"، إنّ الممرضة ليست من طاقم مستشفى الحريري، بل نُقلت إليه من مستشفى الزهراء الجامعي في بيروت، وهي بحالة حرجة، وتوفيت في العناية الفائقة.

وطلب رئيس الجمهورية ميشال عون من مجلس الوزراء اعتبار الدكتور لؤي إسماعيل شهيداً من شهداء لبنان، لأنه سقط وهو يقوم بواجبه الإنساني.

وقرّر مجلس الوزراء اللبناني اعتبار طواقم الأطباء والممرضين والمسعفين والمتطوعين وجميع العاملين في القطاع الصحي والمراكز الصحية الذين يصابون من جراء عملهم بفيروس كورونا ويتوفون من جراء ذلك شهداء الواجب.

ونعى وزير الصحة حمد حسن، الممرضة زينب حيدر التي توفيت هذا الصباح نتيجة إصابتها بفيروس كورونا، متوجهاً بالتعازي لعائلتها وأهلها ومحبيها.

وقال: "أدت زينب رسالتها في مهنة التمريض حتى الشهادة البيضاء، فجسدت أسمى معاني الخدمة الإنسانية التي تقتضيها المهنة".

وأشار إلى أنه "إذا كانت هذه الشهادة محطة مؤلمة في مسيرة مكافحة الوباء، تضاف إلى شهادتي الطبيبين الفقيدين، فإنها تستدعي من المراكز الاستشفائية والطبية التزام أقصى درجات الحماية لأطقمها التمريضية والطبية التي لها الدور الأساسي في الحد من مخاطر الوباء"، مؤكداً "أن وزارة الصحة العامة مستعدة للتنسيق مع هذه المراكز من أجل تكثيف حملات الفحوص الموجهة إلى هذه الأطقم للكشف عن إصابات محتملة والسيطرة على الوباء".

ودعا مختلف العاملين في المجال الصحي "إلى التشدد في إجراءات وقايتهم، والمجتمع المقيم إلى عدم الاستخفاف بالتدابير ونقل العدوى لآخرين، لأن الانضباط هو الحجر الأساسي للحد من المزيد من الشهداء".

وسجّل لبنان أمس الأحد 155 إصابة بفيروس كورونا، ليصبح العدد التراكمي 4885 مقابل 62 حالة وفاة.

المساهمون