توفي المناضل الجزائري، وأحد أبرز القيادات التاريخية لثورة التحرير، عمار بن عودة (92 عامًا)، الذي كان من أعضاء "مجموعة الـ22" التاريخية التي تكفلت بالتحضير لثورة التحرير الجزائرية وإطلاقها في الفاتح من نوفمبر/تشرين الثاني 1954.
وأعلن في الجزائر، اليوم، عن وفاة بن عودة في أحد مستشفيات مدينة بروكسل في بلجيكا، بعد أن كان قد نقل إليه للعلاج قبل فترة قصيرة، بسبب معاناته من المرض، وسيتم نقل جثمانه مساء اليوم الإثنين إلى الجزائر.
وشارك عمار بن عودة في الاجتماع الشهير الذي عقد في 25 يوليو/تموز 1954 في العاصمة الجزائرية، وضم 22 من قيادات الثورة، لتحديد تاريخ بدء العمل المسلح ضد الاستعمار.
وفي بداية الثمانينيات، ترأس عمار بن عودة هيئة المحاسبة التي كانت قد وجهت في حينها لعبد العزيز بوتفليقة، رسميًا، تهمًا بالمساس بالمال العام، حين كان يشغل آنذاك منصب وزير للخارجية. وقد نشر تقرير صحافي بشأنه في الصحيفة الرسمية المتحدثة باسم الحكومة وقتذاك "المجاهد".
ولعبت المصادفة التاريخية دورها، حين عاد الرئيس بوتفليقة إلى المشهد كرئيس للجمهورية في إبريل/نيسان 1999، وكان بن عودة يشغل حينها منصب رئيس لهيئة أوسمة الاستحاق، وأشرف في حفل رسمي على تقليد الرئيس بوتفليقة بوسام "الاستحقاق الوطني"، وقدم حينها اعتذراته لبوتفليقة عن قصة المساس بالمال العام.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عاد بن عودة إلى المشهد، بسبب شهادات تاريخية أدلى بها ضد وزير الدفاع السابق، خالد نزار، وكشفه عن طرد الرئيس الراحل هواري بومدين لنزار من الجيش، بسبب علاقة الأخير بالسفاح الفرنسي بيجار، المعروف عنه شدة تعذيبه للجزائريين خلال فترة ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي.
وشهدت الجزائر، خلال تلك الفترة، سجالًا تاريخيًا بين الطرفين، إذ رد الجنرال خالد نزار على اتهامات بن عودة، عبر اتهامه بالتخلي عن كميات كبيرة من السلاح وتبديدها، خاصة أسلحة جيش التحرير، والتي كانت مودعة في مخازن خاصة بـ"جبهة التحرير الجزائرية" في مصر.