جحيم آخر فتحه الطقس الحار في وجه النازحين العراقيين الهاربين من المعارك والقصف. فقد توفي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة اثنان وخمسون طفلاً نازحاً بحسب لجنة المهجّرين النيابية، ومسؤولين في منظمات المجتمع المدني أطلعوا "العربي الجديد" على وضع بعض مخيمات النازحين وسط الصحراء.
من جهتهم، يكشف أهالي الضحايا أنّ الأسباب التي أدت إلى وفاة أبنائهم هي انعدام الماء البارد للشرب بسبب عدم وجود التيار الكهربائي، والبيئة الصحراوية لأماكن المخيمات التي أدت إلى إصابة عشرات الأطفال بالجفاف وضربات الشمس، وارتفاع حرارة الجسم وتغير لون البشرة والصداع والإسهال قبل وفاتهم.
وعن ذلك، يقول والد أحد الأطفال الضحايا في مخيم العامرية، جنوب الفلوجة، حمزة عبد الستار لـ "العربي الجديد": "على الرغم من هذه الظروف، لا توجد أي مراكز طبية قريبة ولا يمكن نقل المصابين أو المرضى إلى خارج المخيمات لبعد المسافة، وإغلاق الطرق بسبب العمليات العسكرية". ويوضح أنّ الخيام التي يقطنها النازحون لا تقي من أشعة الشمس مطلقاً. فيما لم تتخذ السلطات الحكومية أي إجراءات وقائية بعد إعلان "الهيئة العامة للأنواء الجوية" عن اقتراب موجة الحر من البلاد.
ويوضح موفق فاضل؛ وهو أحد النازحين في مخيم العامرية في الأنبار أنَّ "المخيمات مهملة أساساً من قبل السلطات الحكومية، والدليل على ذلك عدم توفير مصادر للطاقة الكهربائية لتشغيل مروحة أو مبرد هواء في الخيمة على الأقل. فكل شيء شديد الحرارة من الماء إلى الطعام إلى الأرض، ولا يستطيع أحد الخروج لخمس دقائق في الشمس. والمشكلة أنَّ الخيام لا يمكن أبداً أن تقي العائلات التي تسكنها من حرارة الشمس الشديدة، خصوصاً الأطفال الذين لم يحتملوا هذا الحر الشديد". ويتابع: "نقضي الليل كله حتى الصباح نراقب الأرض حول الخيام خشية دخول العقارب أو الأفاعي إليها؛ والتي قتلت العديد من النازحين. وفي النهار لا نستطيع النوم بسبب الحرارة المرتفعة فتكون الخيمة أشبه بالفرن. وإذا توفر ماء الشرب فهو حار جداً. وإذا تعرض أحد الأطفال لضربة شمس أو إغماء لا نجد ما نسعفه به لعدم توفر الأدوية. كما لا توجد مراكز طبية قريبة منا. ومن يموت ندفنه في المخيم نفسه لصعوبة نقله إلى المقابر القريبة من المدن".
بدورهم، يحاول المسؤولون العراقيون النأي بأنفسهم عن القضية. وكلّ منهم يلقي باللوم على جهة معينة محاولين البقاء بعيداً عن أعين الصحافيين وأقلامهم. ويقول نائب عراقي يطلب من "العربي الجديد" عدم الكشف عن اسمه: "هناك تعامل غير إنساني واضح من قبل الجهات المعنية في الحكومة تجاه ملف النازحين. وهناك جهات حكومية أخرى تتعامل مع هذا الملف بازدواجية وطائفية. فنجد أنَّ عدداً من الجهات الحكومية وفرت لنازحين من مناطق ذات مكون معين أماكن ملائمة وخصصت لهم كرفانات من الخشب بدلاً من الخيام مع مولدات كهربائية ومتابعة مستمرة. في حين لا نجدها تعير أي اهتمام للنازحين من الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين ومناطق أخرى في مخيمات النزوح القاسية".
من جهتهم، يتهم ناشطون في منظمات المجتمع المدني الحكومة بإهمال النازحين وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تعرضهم للخطر، بعد الإعلان عن اقتراب موجة الحر من البلاد. ويقول الناشط محمود العاني لـ "العربي الجديد": "النازحون يعيشون على أرض جرداء عليها عشرات الخيام التي يسكنها النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، ولا كهرباء فيها أو مياه صالحة للشرب أو دواء. فيما الغذاء قليل يصلهم من التبرعات. فلو وفرت الجهات المعنية بعضاً من المستلزمات الوقائية في هذا الحر الشديد لكان بالإمكان إنقاذ حياة كثير من الأطفال الذين ماتوا".
لا غنى عن المركز الطبي
يوصي الأطباء بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خصوصاً بالنسبة للأطفال وكبار السن والمرضى. ويوضح الطبيب واثق الدليمي لـ "العربي الجديد" أنَّ "التعرض للحرارة الشديدة يمكن أن يسبّب وفاة الأطفال لصغر أجسامهم". ويقول: "عند التعرض لضربة شمس يجب وضع الطفل في الظل بوجود تهوية جيدة، ثم تبريد الرأس والأطراف بقماشة مبلَّلة، ولو أنّ ذلك لا يغني عن نقله إلى مركز طبي".
إقرأ أيضاً: رمضان نازحي العراق بين العقارب والأفاعي
من جهتهم، يكشف أهالي الضحايا أنّ الأسباب التي أدت إلى وفاة أبنائهم هي انعدام الماء البارد للشرب بسبب عدم وجود التيار الكهربائي، والبيئة الصحراوية لأماكن المخيمات التي أدت إلى إصابة عشرات الأطفال بالجفاف وضربات الشمس، وارتفاع حرارة الجسم وتغير لون البشرة والصداع والإسهال قبل وفاتهم.
وعن ذلك، يقول والد أحد الأطفال الضحايا في مخيم العامرية، جنوب الفلوجة، حمزة عبد الستار لـ "العربي الجديد": "على الرغم من هذه الظروف، لا توجد أي مراكز طبية قريبة ولا يمكن نقل المصابين أو المرضى إلى خارج المخيمات لبعد المسافة، وإغلاق الطرق بسبب العمليات العسكرية". ويوضح أنّ الخيام التي يقطنها النازحون لا تقي من أشعة الشمس مطلقاً. فيما لم تتخذ السلطات الحكومية أي إجراءات وقائية بعد إعلان "الهيئة العامة للأنواء الجوية" عن اقتراب موجة الحر من البلاد.
ويوضح موفق فاضل؛ وهو أحد النازحين في مخيم العامرية في الأنبار أنَّ "المخيمات مهملة أساساً من قبل السلطات الحكومية، والدليل على ذلك عدم توفير مصادر للطاقة الكهربائية لتشغيل مروحة أو مبرد هواء في الخيمة على الأقل. فكل شيء شديد الحرارة من الماء إلى الطعام إلى الأرض، ولا يستطيع أحد الخروج لخمس دقائق في الشمس. والمشكلة أنَّ الخيام لا يمكن أبداً أن تقي العائلات التي تسكنها من حرارة الشمس الشديدة، خصوصاً الأطفال الذين لم يحتملوا هذا الحر الشديد". ويتابع: "نقضي الليل كله حتى الصباح نراقب الأرض حول الخيام خشية دخول العقارب أو الأفاعي إليها؛ والتي قتلت العديد من النازحين. وفي النهار لا نستطيع النوم بسبب الحرارة المرتفعة فتكون الخيمة أشبه بالفرن. وإذا توفر ماء الشرب فهو حار جداً. وإذا تعرض أحد الأطفال لضربة شمس أو إغماء لا نجد ما نسعفه به لعدم توفر الأدوية. كما لا توجد مراكز طبية قريبة منا. ومن يموت ندفنه في المخيم نفسه لصعوبة نقله إلى المقابر القريبة من المدن".
بدورهم، يحاول المسؤولون العراقيون النأي بأنفسهم عن القضية. وكلّ منهم يلقي باللوم على جهة معينة محاولين البقاء بعيداً عن أعين الصحافيين وأقلامهم. ويقول نائب عراقي يطلب من "العربي الجديد" عدم الكشف عن اسمه: "هناك تعامل غير إنساني واضح من قبل الجهات المعنية في الحكومة تجاه ملف النازحين. وهناك جهات حكومية أخرى تتعامل مع هذا الملف بازدواجية وطائفية. فنجد أنَّ عدداً من الجهات الحكومية وفرت لنازحين من مناطق ذات مكون معين أماكن ملائمة وخصصت لهم كرفانات من الخشب بدلاً من الخيام مع مولدات كهربائية ومتابعة مستمرة. في حين لا نجدها تعير أي اهتمام للنازحين من الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين ومناطق أخرى في مخيمات النزوح القاسية".
من جهتهم، يتهم ناشطون في منظمات المجتمع المدني الحكومة بإهمال النازحين وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تعرضهم للخطر، بعد الإعلان عن اقتراب موجة الحر من البلاد. ويقول الناشط محمود العاني لـ "العربي الجديد": "النازحون يعيشون على أرض جرداء عليها عشرات الخيام التي يسكنها النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، ولا كهرباء فيها أو مياه صالحة للشرب أو دواء. فيما الغذاء قليل يصلهم من التبرعات. فلو وفرت الجهات المعنية بعضاً من المستلزمات الوقائية في هذا الحر الشديد لكان بالإمكان إنقاذ حياة كثير من الأطفال الذين ماتوا".
لا غنى عن المركز الطبي
يوصي الأطباء بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خصوصاً بالنسبة للأطفال وكبار السن والمرضى. ويوضح الطبيب واثق الدليمي لـ "العربي الجديد" أنَّ "التعرض للحرارة الشديدة يمكن أن يسبّب وفاة الأطفال لصغر أجسامهم". ويقول: "عند التعرض لضربة شمس يجب وضع الطفل في الظل بوجود تهوية جيدة، ثم تبريد الرأس والأطراف بقماشة مبلَّلة، ولو أنّ ذلك لا يغني عن نقله إلى مركز طبي".
إقرأ أيضاً: رمضان نازحي العراق بين العقارب والأفاعي